دعوا إلى تكرار التجربة، الفاعلون في حملة التنظيف بالعاصمة:

ضرورة تبني حلول مستديمة وإضفاء مزيد من الصرامة في تسيير النفايات

ضرورة تبني حلول مستديمة وإضفاء مزيد من الصرامة في تسيير النفايات
  • 768
نسيمة زيداني نسيمة زيداني

❊ عملية ناجحة بكل المقاييس

❊ استعداد دائم للمساهمة في الحفاظ على نظافة المحيط 

❊ لجان الأحياء حلقة فارقة في التحسيس 

❊ 2000 متطوع لتنظيف الغابات

أجمعت مصالح ولاية الجزائر، على نجاح حملة النظافة التي مست كل بلديات العاصمة، يومي 8 و9 أوت الجاري، حيث استحسن المشاركون المبادرة التي اعتبروها فريدة من نوعها، على أمل غرس ثقافة الحفاظ على البيئة لدى كل مواطن، ليبقى الهدف من وراء كل ذلك، هو تحقيق شعار "نتعاونو شوية تبقى حومتنا نقية".
استطلاع: نسيمة زيداني
أكد مصدر من ولاية الجزائر لـ«المساء"، أن السلطات المحلية أشرفت على تنظيم حملات نظافة وتزيين المحيط، في إطار برنامج القضاء على النقاط السوداء والمفرغات العشوائية، والحرص على نظافة الشواطئ، تنفيذا لتعليمة والي العاصمة، محمد عبد النور رابحي.

متطوعون من مختلف أحياء العاصمة

شملت هذه الحملة، كافة بلديات العاصمة، بمشاركة كافة فواعل المجتمع المدني، من جمعيات ومنظمات وطنية ومحلية ومتطوعين، بغرض غرس روح التعاون من أجل المنفعة العمومية. وعبر المشاركون في حملة التنظيف، التي نظمت تحت شعار "نتعاونو شوية تبقى حومتنا نقية"، عن استحسانهم لهذه الخطوة، مؤكدين استعدادهم دوما للمساهمة بقوة في الحفاظ على نظافة المحيط.
ونُصبت في هذا الصدد، 68 خيمة بمختلف البلديات، تشكل نقاط اتصال بين جميع المشاركين في الحملة، وتضم المعدات والوسائل اللازمة، حسبما أكده الإطار بديوان والي الجزائر، عبد العالي بركاني، حيث تم أيضا، تشكيل فرق مصغرة للتحسيس بأهمية المبادرة في ترسيخ الثقافة البيئية.
تضم هذه الفرق، ممثلي المؤسستين العموميتين للنظافة ورفع النفايات المنزلية الولائية "نات كوم" و«إكسترانات"، والمؤسسة العمومية للنظافة الحضرية وحماية البيئة لولاية الجزائر، يُضاف إلى ذلك أيضا، مديرية الشباب والرياضة والترفيه، ومديرية الغابات ومديرية البيئة، وكذا وحدة الدراجات النارية للولاية.
وحسب بركاني، فإن عملية التنظيف، جرت على مستوى العمارات والسطوح ومختلف الأحياء، حيث خرج السكان لجمع النفايات، قبل أن تتولى المؤسسات المعنية بالنظافة جمعها ووضعها في أكياس، ثم نقلها.
وبالإضافة إلى عملية التنظيف، فإن المؤسسة العمومية لتطوير المساحات الخضراء لولاية الجزائر "أوديفال"، شاركت أيضا من خلال غرس مختلف أصناف النباتات والأزهار على مستوى النقاط الخضراء للأحياء. وفي إطار التحضير للعملية، تم تعليق لافتات وملصقات بأحياء وبلديات العاصمة، إلى جانب إطلاق حملة إعلانية على منصات التواصل الاجتماعي.

تثمين فكرة الاهتمام بالنظافة

قال الوالي المنتدب لدى المقاطعة الإدارية سيدي امحمد، محمد لمين بن شاولية، لدى إشرافه على انطلاق الحملة "إن هذا الحدث التطوعي الهام، يهدف إلى ترسيخ سلوك وثقافة الاهتمام بالنظافة، وتعزيز الحس المدني والعمل الجواري لدى المواطن". وأبرز أن هذه الحملة رافقها الحضور الفعال لولاية الجزائر، من خلال مختلف مصالحها، عن طريق تسخير كل الإمكانيات المادية والبشرية.
كما نوه الوالي، بالمشاركة القوية للمتطوعين الذين جاؤوا من مختلف الأحياء، واستعانوا بالمعدات المختلفة التي وفرتها ولاية الجزائر لتنظيف الأحياء. ويطلق على الجزائر العاصمة اسم "المدينة البيضاء"، نظرا للون عماراتها الذي يغلب عليه الأبيض، وهي من أعرق المدن الكبرى للبحر الأبيض المتوسط.
من جهتها، اعتبرت رئيسة المجلس الشعبي البلدي للجزائر الوسطى، مهدية بن غالية، أن الجمعيات، لاسيما التي تنشط في مجال حماية البيئة، وكذا لجان الأحياء، تلعب دورا محوريا في مجال تحسيس المواطنين بضرورة الحفاظ على نظافة المحيط.

"احمي غابتي لأحافظ على صحتي"

كما أطلقت مصالح ولاية الجزائر حملة لتنظيف الغابات، حيث رافقت "المساء" السلطات الولائية في خرجتها التطوعية، لتنظيف غابات "بن مراد" ببرج الكيفان، "سليبة" و«الشهيد خالدي حسين" بوادي السمار، وغابة "بوروبة"، قصد رفع النفايات والتحسيس بمخاطر حرائق الغابات، بمبادرة من الرابطة الشبانية للمحافظة على المحيط، بإشراف مديرية الشباب والرياضة والترفيه لولاية الجزائر، بالتنسيق مع مديرية الغابات.
شهدت هذه الحملة، مشاركة واسعة للشباب المنخرطين في الجمعيات الناشطة في مجال الحفاظ على البيئة، حيث تم تنظيف المسالك وحواف الغابة من النفايات، على غرار القارورات الزجاجية والبلاستيكية التي تغزو مساحاتها.
عرف تنظيم هذه العملية التطوعية، مشاركة قرابة 2000 منخرط في مختلف الجمعيات الناشطة في مجال حماية البيئة، والنوادي الرياضية والنوادي الخضراء التابعة لدور ومؤسسات الشباب، بهدف تنظيف هذه الغابات من مختلف النفايات، لتفادي نشوب الحرائق التي تخلف خسائر معتبرة في الغطاء النباتي والثروة الحيوانية.
كما شارك بعض المتطوعين من مختلف الفئات العمرية في هذه العملية، التي اختير لها شعار "أحمي غابتي لأحافظ على صحتي"، حيث ثمنوا تنظيم هذه الحملة التحسيسية للوقاية من حرائق الغابات، مؤكدين أنها مبادرة جيدة، ترمي إلى نشر الوعي البيئي لدى مرتادي هذه الفضاءات الغابية.
للتذكير، تتوفر ولاية الجزائر على ثروة غابية تفوق مساحتها 5 آلاف هكتار، موزعة على 113 موقع غابي. ويبقى الهدف، هو تقليص إمكانية نشوب الحرائق ورفع مسبباتها من جهة، وكذا إضفاء وجه جمالي حسن على هذه الفضاءات من جهة أخرى، خاصة في موسم الاصطياف، لاستقبال الزوار ومرتاديها في أبهى حلة.
وقد مست الأشغال، تجزئة الأشجار الميتة الواقعة على الأرض وقطع الأغصان اليابسة والآيلة للسقوط، إضافة إلى تنظيف هذه الفضاءات ورفع الردوم وتنقية حواف الممرات ونزع الحشائش والأحراج، حيث عرفت العمليات مشاركة العديد من الشركاء، ومختلف فواعل المجتمع، وكذا أفواج الكشافة الإسلامية الجزائرية، حسب ما لاحظته "المساء".

تعليمات الوالي في الميدان

أكد مصدر "المساء" من مصالح ولاية الجزائر، أن برنامج النظافة، جاء تنفيذا لتعليمة الوالي، الرامية إلى المحافظة على النقاوة العمومية والقضاء على المفرغات العشوائية والنقاط السوداء، من خلال تبني حلول مستديمة، وإضفاء المزيد من الصرامة في تسيير هذه الخدمة العمومية، وتقويمها ومكافحة جميع السلوكيات السلبية.
وأشار إلى أن تعليمة الوالي تضمنت جملة من التوجيهات، على غرار وضع برنامج صارم، لإعادة تنظيم عملية رفع النفايات بالتنسيق مع المصالح المعنية بهذه الخدمة العمومية، مع اختيار أنماط لتسيير النفايات تتلاءم مع خصوصيات كل منطقة، وفقا لطابعها العمراني وخصوصيتها المحلية. كما تعنى بتكثيف آليات المتابعة والرقابة على أماكن رمى النفايات، للحيلولة دون إعادة تشكلها، وتعزيز دور الهياكل البلدية لحفظ الصحة والنظافة العمومية، وتزويدها بالوسائل والإمكانيات الضرورية التي تمكنها من أداء المهام الموكلة لها، في هذا المجال بشكل أفضل.
وفي إطار تشجيع التسيير الدائري للنفايات، أمر والي العاصمة، بدعم كل المبادرات الرامية إلى وضع إجراءات عملية، تهدف إلى تثمين النفايات، ومرافقة المؤسسات الناشطة في مجال الفرز الانتقائي للنفايات، في سبيل إعادة استعمالها أو رسكلتها، بما يضمن حماية البيئة والصحة العمومية.
وشملت التعليمة في نفس السياق، إعادة تأهيل المساحات الخضراء وضمان صيانتها وتثمينها دوريا وغرس النباتات التزيينية والأشجار على حواف الطرق، وفي الحدائق والمساحات العمومية والفضاءات الجوارية للراحة والترفيه، والسهر على صيانتها والمحافظة عليها، ووضع نظام دائم لرصد وتقييم تدابير النظافة.
إلى جانب ذلك، برمجت زيارات ميدانية دورية وفجائية، بغرض التأكد من التطبيق الفعلي للتدابير المتخذة، ومعاقبة كل تقصير تتم معاينته، وكذا الحرص على الاستغلال الأمثل للتطبيقية المعلوماتية المخصصة لمتابعة تسيير النفايات المنزلية وما شابهها، والسهر على موثوقية ودقة المعطيات المدرجة ضمن محاورها المتعلقة بالجوانب التنظيمية والعملية والمالية.