بعد أن تحولت إلى خطر يهدد سلامة سكان مدينة وهران
عائلات بحي سيدي الهواري تطالب بهدم المباني المنهارة
- 1336
وجهت العائلات التي مازالت تقطن بالحي القديم سيدي الهواري في مدينة وهران، رسالة تدخل استعجالي لوالي وهران، بخصوص هدم ما تبقى من المباني القديمة المهددة بالانهيار، التي تبقى تشكل خطرا دائما على حياة المواطنين، خاصة الأطفال، بعد إخلائها من السكان.
حسب ممثل السكان، فإن حي سيدي الهواري القديم، الذي استفاد يوم الخميس الماضي من عملية ترحيل جديدة مست 504 عائلة، تحول إلى منطقة شبه معزولة بعد إخلاء المباني التي شملها الترحيل، فيما بقي مئات السكان في مواقعهم، إلى جانب الموجودين بالقرب من المباني التي أخليت. أكد المتحدث على أن السلطات المحلية، خلال كامل عمليات الترحيل السابقة، لم تقم بهدم كامل المباني التي أخليت، والتي تركت على حالتها مهددة السكان والمارة بالقرب منها، خاصة الأطفال.
وأضاف المتحدث بأن حي سيدي الهواري تحول إلى منطقة خطيرة بسبب المباني المهددة بالانهيار. مضيفا أن بعض المباني انهارت وتركت دون هدم، وتسجل يوميا انهيارات جزئية نشاهدها، مما يجعلنا نتخوف من انهيارها فوق رؤوس السكان في أية لحظة. كما أعطى المتحدث عينة عن بناية منهارة جزئيا بالقرب من الملحقة البلدية لمندوبية سيدي الهواري، والتي تقع مباشرة على مستوى الطريق المؤدي إلى شارع الحدائق. أكد المتحدث بأن الأولياء يقومون يوميا باصطحاب أبنائهم وتفادي المرور أسفل العمارة خوفا على أبنائهم، غير أن ذلك لا يكفي أمام قيام بعض الأطفال باللعب بجوار البناية واللعب بداخل البنايات المنهارة وغير مكتملة الهدم.
أشار المتحدث إلى أن حي سيدي الهواري ورغم أنه من أقدم أحياء المدينة، غير أنه لا يتوفر على مساحات لعب ولا ملاعب جوارية ولا حديقة جوارية، مما يدفع الأطفال إلى التوجه للعب داخل المباني القديمة. أكد المتحدث على أن المباني غير المهدمة تحولت كذلك إلى مناطق لاستقطاب المتشردين ومتعاطي الخمور، حيث عثر مؤخرا على جثة متشرد متفحمة بعد حريق سجل داخل بناية منهارة. وهو ما يجعلنا اليوم نوجه رسالة تدخل للوالي من أجل هدم كامل المباني غير الصالحة للسكن.
من جانبه، كشف مصدر مسؤول من مندوبية سيدي الهواري، عن أن عملية الترحيل الأخيرة شهدت هدم عددا من المباني القديمة. وقد تم إحصاء 79 بناية أخليت يوم الخميس الماضي من السكان. وأمر الوالي بالإبقاء على 32 بناية فقط، سيتم ترميمها بعد أن كشفت الدراسات صلاحيتها للسكن، وستحول لإدارات عمومية. أضاف المتحدث بأن عملية الهدم لم تمس سابقا كامل المباني، بالنظر إلى أن عمليات الترحيل السابقة مست بناية دون أخرى، وبقيت آهلة بالسكان، وطبيعة المباني القديمة المتجاورة بنفس الجدار تمنع من هدمها لأنه وفي حالة الهدم، فإن أثاره ستطال البنايات المجاورة التي بقيت آهلة. وأوضح المتحدث بأنه سيتم هدم كامل البنايات القديمة بالحي وفق الدراسة التي أعدت من طرف مختصين.
وحسب أرقام تحصلت عليها جريدة «المساء»، فقد تم منذ سنة 2008 إلى غاية شهر أفريل من سنة 2016، هدم 86 بناية قديمة، من بينها مبان تاريخية أصبحت خطرا على المواطنين بسب انهياراتها المتواصلة. وهي المباني التي لم تتمكن السلطات من إنقاذها قبل دخولها مرحلة الخطر، في حين تم خلال نفس الفترة ترحيل 1333 عائلة لسكنات جديدة بعدة مواقع في الولاية، فيما تم غلق 88 بناية بالإسمنت المسلح لمنع دخولها، وهي المباني التي لا يزال بعضها صالحا، فيما يعاني معظمها من مشاكل الانهيار ولم يعد بالمقدور حاليا إنقاذها ومصيرها الهدم.
رضوان.ق