يتواجدون بمحاذاة محطة مترو براقي
عائلات تنتظر التدخل وتجارٌ يشكون كساد نشاطهم
- 408
❊ تشققات خطيرة بالمساكن وعائلات تتخوف من انهيار البنايات
❊ 15 تاجرا متضررا بسبب إغلاق الطريق الرئيس
تطالب قرابة عشر عائلات تقع سكناتها بمحاذاة فوهة محطة المترو بشارع محمد بالعربي ببراقي، السلطات العمومية بالتدخل لإنصافها، جراء ما لحق سكناتها من أضرار، تسببت فيها أشغال الحفر تحت الأرض لتوسيع خط المترو إلى المدينة، فيما يشكو أكثر من 15 تاجرا توقف نشاطهم؛ بسبب إغلاق مدخل الطريق الرئيس بالشارع المذكور، مؤكدين أنهم أحيلوا على البطالة، ولم يلتفت إليهم أحد من المسؤولين؛ سواء من قبل شركة الإنجاز، أو مصالح التجارة.
تضررت العديد من المساكن الفردية الواقعة في مسار مشروع توسيع نفق المترو نحو وسط مدينة براقي؛ حيث أطلعنا بعض المواطنين بشارع محمد بلعربي، على حجم الضرر الذي أصاب سكناتهم ومحلاتهم التجارية، وحتى الأرصفة، حسبما لاحظت "المساء" بالسكنات القريبة من المحطة الأولى، التي تشهد اللمسات الأخيرة قبل تدشينها.
تشققات خطيرة بالمساكن بسبب عمليات الحفر تحت الأرض
أطلعنا ممثل عائلة أحمد بالجودي القاطن بالمسكن رقم 654 بشارع محمد بلعربي القريب من فوهة محطة المترو، على حجم الانزلاقات والتشققات الحاصلة بأركان المسكن، منذ أن بدأت أشغال الحفر تحت الأرض، مشيرا إلى أنه يخشى أن تتهاوى البناية على رؤوس عائلته جراء هذه الأضرار، ومؤكدا أن لجنة تقنية من مؤسسة الإنجاز، زارت المساكن منذ مدة، وسجلت الملاحظات، لكنها لم تخبر العائلات المتضررة بأي معلومة تخص تعويضهم بأموال لإصلاح الخسائر المسجلة.
أما ممثل عائلة عمر مسعدي الذي يقطن بالجوار، فأخبرنا أن مسكنه تعرّض لتشققات تبعث على التوجس والخوف. ومحلاته الثلاثة مغلقة منذ أزيد من 5 سنوات؛ بسبب إغلاق الطريق الرئيس الذي أدى إلى حرمان المواطنين من الوصول إلى المكان. كما أطلعنا ممثل عائلة عبد الرحمن سفولة، على حجم الأضرار التي مست مسكنه العائلي الذي يأوي 5 عائلات، مشيرا إلى أن المحلات الثلاثة التي تقع أسفل بناية العائلة، ظلت مغلقة منذ سنوات، وكانت من قبل مصدر رزق لأبنائه.
وأكد المتضررون أن أبناءهم الذين كانوا يسترزقون من التجارة التي كانت مزدهرة قبل 6 سنوات، أصبحوا منذ السنوات الأخيرة، يعانون شبح البطالة. وتعقدت وضعيتهم الاجتماعية بشكل غير مريح. ولم تعرهم شركة الإنجاز المتسببة في هذه الوضعية ولا المصالح التجارية، أيَّ اهتمام. كما أكدت العائلات المتضررة أنها لم تلجأ إلى مراسلة الإدارة أو رفع دعاوى قضائية ضد شركة الإنجاز؛ قصد حملها على ضمان التعويض عن الخسائر التي تسببت فيها؛ ظنا منها أن التقرير الذي رفعته اللجنة التقنية التي زارت المساكن المتضررة، ستقوم بترتيب إجراءات التعويض وفق ما ينص عليه القانون، لا سيما أن مثل هذه الأشغال الكبرى تحت الأرض، تأخذ في الحسبان حدوث مثل هذه الانزلاقات والتشققات، التي تتطلب الإصلاح على حساب الشركة المكلفة بالإنجاز.
تجارة متوقفة
وبشارع محمد بلعربي، وجدنا صاحب محل لبيع الأحذية، أكد لنا أنه بقي صامدا رغم كساد سلعته. والسبب أنه استأجر المحل، ويعمل على تسديد الإيجار على الأقل؛ كي لا يكون العبء عليه ثقيلا، مثلما حصل للعديد من التجار المستأجرين للمحلات، الذين تعقدت وضعيتهم الاجتماعية عند إغلاق الطريق الرئيس، وبدء الأشغال منذ أكثر من 5 سنوات. وأخبرنا المصدر أن بعض التجار لجأوا إلى استئجار محلات أخرى بعيدا عن المكان؛ لتعويض خسائرهم، متحملين أعباء مالية أخرى أنهكت جيوبهم، ونغّصت يومياتهم، فيما توقف تجار آخرون تماما عن ممارسة النشاط التجاري بعين المكان.
البلدية: لم نتلقَّ أيَّ مراسلة من قبل المتضررين
ومن جهتها، أوضحت بلدية براقي أنها لم تتلقّ أي مراسلات من قبل العائلات المتضررة ولا من قبل التجار. وأفاد مصدر محلي في هذا الصدد، بأن السكان المجاورين لمحطة المترو المتضررين وكذا التجار، يتعين عليهم مطالبة الجهات التي تسببت في إحداث ضرر ببناياتهم، للحصول على تعويضات. كما أشار المصدر إلى أنه من المنتظر أن تنتهي شركة الإنجاز من الجزء الأول من أشغال خط المترو في محطته، على مستوى مفترق الطرق بمدخل شارع محمد بلعربي، ليمتد الخط لاحقا، إلى محطتين أخريين؛ واحدة بالقرب من الحديقة، والأخرى على مستوى حي 2004 مسكن.