سكانها وجَّهوا عدة مراسلات لمسؤولي ولاية الجزائر
"عمارات الموت" بعين البنيان آيلة للسقوط
- 411
جدّد سكان حي المنظر الجميل بعين البنيان بولاية الجزائر، مطلب ترحيلهم إلى سكنات لائقة، وإبعادهم عن خطر الموت الذي يهدد حياتهم، بالنظر إلى اهتراء وقدم العمارات التي يقطنونها، خاصة العمارات "أ"، "ب" و "س"، الآيلة للسقوط، والمصنَّفة في الخانة الحمراء، والتي كانت شُيدت خلال الحقبة الاستعمارية.
أكد بعض سكان الحي لـ "المساء"، أن معاناتهم تزيد مع مر الأيام، داخل بنايات وصفوها بـ "عمارات الموت" طوال عقود من الزمن. وقالوا إنها تدهورت، وأصبحت غير صالحة للإيواء، مشيرين إلى أنهم لايزالون ينتظرون قرار ترحيلهم إلى سكنات لائقة؛ على غرار آلاف العائلات، التي استفادت من سكنات جديدة في مختلف الصيغ.
وعبّر المتضررون من هذه الوضعية، عن أملهم في أن تأخذ سلطات ولاية الجزائر، مطلبهم بعين الاعتبار، وتُخرجهم من الوضعية الصعبة التي يعيشونها، خاصة أن العمارات التي تأويهم تُعرف بـ«عمارات الموت" منذ أن تم تصنيفها عقب زلزال بومرداس سنة 2003، حسب الخبراء والتقنيين في البناء. ولا يمر يوم، حسب المشتكين، دون تسجيل سقوط جزء من شرفة، أو جدار، أو حتى سلالم. وأكدوا أن هذه العمارات التي شٌُيدت في العهد الاستعماري سنة 1957، قديمة، وضيقة جدا؛ فلا تتجاوز المساحة الإجمالية للشقة الواحدة 33 مترا مربعا. وتقطن عدة عائلات في شقة واحدة، فضلا عن كونها آيلة للسقوط، ومدرجة في الخانة الحمراء؛ ما يستدعي إخراجهم منها في أقرب الآجال، مشيرين إلى أنهم وجهوا عدة مراسلات إلى سلطات المقاطعة الإدارية للشراقة، إلا أن شكاواهم لم تؤخذ بعين الاعتبار.
وكان ممثلو السكان رفعوا انشغالهم خلال الأيام القليلة الماضية، إلى الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية للشراقة، للمطالبة بالتدخل الفوري، وإعادة إسكانهم، وإدراجهم ضمن المرحّلين إلى سكنات جديدة في إطار برنامج التكفل بالبنايات الهشة والمهددة بالسقوط، وتسليم بلدية عين البنيان حصة خاصة بهذا الحي. غير أن الاجتماع الذي حضرته رئيسة بلدية عين البنيان، لم يتوَّج بحل ملموس لهذا الملف، وفق المشتكين.
وقد تم توجيه المعنيين إلى مصالح ولاية الجزائر، المخوَّل لها التكفل بوضعية حي المنظر الجميل. وكان مقررا استقبالهم من طرف مسؤولي الولاية نهاية الأسبوع الماضي، لإيجاد حل لهذه العمارات، واتخاذ الإجراءات المناسبة. غير أن اللقاء أُجل إلى وقت لاحق؛ بسبب تزامنه مع التحضيرات التي كانت جارية للاحتفال بسبعينية اندلاع عيد الثورة؛ حيث سيتم، حسب المتحدثين، تحديد موعد آخر في الأيام القليلة المقبلة بمقر ولاية الجزائر، لنقل انشغالهم، ومعرفة مصير هذا الملف، وإيجاد حلول مستعجلة قبل وقوع ما لا يُحمد عقباه. وأكدوا تعيين ممثلين مكلَّفين بحضور اللقاءات الرسمية؛ حرصا منهم على السير الحسن لها، والخروج بنتائج ترضي الجميع؛ إذ تم اختيار شخصين من كل عمارة، بمجموع ستة أعضاء، لهم دراية بالملف، ومن نشطاء لجنة الحي؛ لنقل انشغالاتهم.