وصفها البعض بأمازون الجزائر

غابة "تيزغبان" بسكيكدة تستهوي عشاق السياحة الجبلية

غابة "تيزغبان" بسكيكدة تستهوي عشاق السياحة الجبلية
  • 995
بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

تزخر ولاية سكيكدة، بغابات تكتسي طابعا سياحيا، من أهمها غابة "حملس" وغابة "بني توفوت" غرب سكيكدة وغابة "أولاد حميدش"، إلى جانب غابة وادي "تيزغبان" الواقعة بمنطقة أولاد أعطية بالمصيف القلي، وتسمى أيضا بالغابة المتلونة، فيما يصفها البعض ب"أمازون الجزائر"، وهي تبعد عن مدينة القل بحوالي 35 كلم.

تعد "تيزغبان"، ومعناها بالعربية حسب بعض الأهالي "الجدر"، من المناطق القليلة ربما على المستوى الوطني، وحتى العالمي، التي ما تزال تحافظ على عذريتها وسحر جمالها، الذي يفوق كل تصور، لاسيما وأنها تضم غابة ملونة فريدة من نوعها. وأكد بعض سكان المنطقة ممن تحدثت "المساء" معهم، أن العديد من المختصين في البيئة وعلوم النباتات والأشجار، وحتى بعض الباحثين، زاروا المنطقة واندهشوا لجمالها وخصوصية أشجارها، وما تزخر به من غطاء نباتي نادر، تشكل في مجمله مهرجانا من الألوان.

مشهد طبيعي نادر

المتجه إلى "تيزغبان"، عبر الطريق الولائي رقم 132، انطلاقا من القل والشرايع والزيتونة وأولاد أعطية، ستشده طرق تتميز بالالتواءات والانحدارات والارتفاعات، وحتما، مناظر الغابات الكثيفة المشكل أغلبها من أشجار البلوط الفليني والزان وأشجار الدردار والصفصاف والقفش، وكلما ارتفعنا أكثر عن مستوى سطح البحر، كلما أحسسنا بنقاوة الهواء العليل، الذي تختلط به روائع الغطاء النباتي المتنوع للمصيف القلي، وبعد السير لأكثر من ساعة، وعند منعطف الطريق باتجاه أولاد أعطية، نسلك طريق "غيرت خيامة"/ "تيزغبان"، دائما في مشهد بانورامي، بعد أن نجتاز مدخل قرية "تزغبان" ذات تجمعات سكنية منتشرة هنا وهناك، حيث يمارس سكانها الزراعة الجبلية والرعي، وكلما تقدمنا إلى الأمام، كلما ازداد توغلنا داخل المنطقة الساحرة والهادئة والآمنة، التي يعرف سكانها بالكرم والجود، وأول ما نصادفه وادي "تيزغبان" بمياهه النقية، الصافية، العذبة والمنعشة.
وللدخول إلى الغابة، لابد أن نسلك ممرات مشيا على الأقدام، في مشهد رائع وساحر، قلما شاهدناه، فلا نسمع هناك سوى خرير مياه الوادي التي تنساب بين الحجارة والأشجار الكثيفة والباسقة، كما تشدنا مختلف النباتات الجبلية، كالتين الشوكي وأزهار الدفلى التي تحوم فوقها الفراشات من مختلف الألوان وزقزقة العصافير، وأصوات الأوراق اليابسة التي تطؤها الأقدام، وحتى أصوات الصراصير التي انضمت هي الأخرى إلى الجوق السيمفوني الطبيعي.
أما الغابة التي تقصدها العائلات الباحثة عن الراحة والهدوء والاسترخاء، بمن فيهم عشاق المشي ورياضة الركض، وهواة السياحة الجبلية، القادمون إلى هذه المنطقة من كل مكان، بما فيها الولايات الداخلية، فحقيقة، هي عبارة عن مهرجان من الألوان الطبيعية الساحرة، تتخللها جداول ووديان بمياه عذبة باردة منعشة.
وعبر الكثير ممن وجدناهم بالمنطقة، خاصة من شباب ولايات قسنطينة، عنابة وسطيف لـ"المساء"، عن إعجابهم بالمنطقة التي قالوا، إنها تحتاج إلى التفاتة المعنيين من أجل تحويلها إلى منتجعات سياحية صديقة للبيئة، كما هو الحال في عدد من الدول، ونفس الشيء أدلى به بعض شباب المنطقة، الذين أكدوا أن منطقتهم، إلى جانب سحر الطبيعة وجمالها، تزخر بحرفيين، بإمكانهم التعريف بالمنتج الثقافي للمنطقة، كما تزخر بإرث ثقافي وحضاري ومواقع تاريخية، ومن شأن كل ذلك، أن يجعلها قبلة للسياح على مدار السنة، فقط، كما قالوا، نحتاج إلى إرادة ونية ومستثمرين حقيقيين.

اقتراح 4 غابات للاستجمام

للإشارة، سبق وأن تم اقتراح 4 غابات استجمام بولاية سكيكدة، وهي غابات "وادي صابون" في بلدية فلفلة، على مساحة تقدر بـ20 هكتارا، وغابة "لقصر" ببلدية عين قشرة (غرب)، على مساحة تقدر بـ20 هكتارا، وغابة "جبل الوسط" في بلدية عزابة (شرق) المتربعة على مساحة إجمالية تقدر بـ 20 هكتارا، إضافة إلى غابة "فج الضباية" الواقعة ببلدية عين شرشار (شرق)، والمتربعة على مساحة إجمالية تقدر بـ 18 هكتارا و70 آرا، مع إمكانية إضافة غابات أخرى ذات شهرة عالمية، كغابات أولاد أعطية وقنواع، في إطار تطبيق المرسوم التنفيذي رقم 06/368 المؤرخ في 19 أكتوبر 2006، المحدد للنظام القانوني لرخص استغلال غابات الاستجمام، وكذا شروط وكيفيات منحها، إلا أن السؤال الذي يظل مطروحا بإلحاح هو؛ متى يتم التحويل الفعلي لهذه الغابات إلى منتجعات للاستجمام السياحي بإمكانات تضمن الراحة والطمأنينة؟ ومن ثم، إعطاء إضافات للسياحة الجبلية بولاية سكيكدة، على مدار السنة كلها، خاصة في فصل الشتاء، حيث تكتسي غطاء أبيض، بفعل الثلوج، بالإمكان استغلالها في عدد من الرياضات الجبلية، كالتزحلق على الثلج أو رياضة المشي أو حتى رياضة التسلق.