سيدي عكاشة بعنابة

قبلة لعشاق الطبيعة والبحر

قبلة لعشاق الطبيعة والبحر
  • القراءات: 251
 سميرة عوام سميرة عوام

تحول شاطئ سيدي عكاشة، الذي يقع عند الحدود الشرقية لبلدية شطايبي، هذه الأيام، إلى قبلة للعائلات العنابية التي وجدت راحتها فيه، رغم طبيعته الصخرية وتضاريسه الصعبة، فهواؤه النقي وطيبة أهل المنطقة يجعلك تنجذب له، ويمثل هذا الشاطئ الصخري وجهة سياحية بامتياز، فهو يكتسي لوحة جمالية من توقيع الطبيعة، تميزها المسالك الوعرة، وسط محيط غابي رطب، محاط بأشجار الصنوبر البحري والغابات الكثيفة.
هذا المكان، كان في وقت مضى ملجأ للسياح الأجانب والوطنيين، الذين كانوا يقضون وقتا بين المخيمات ومراكز الإيواء ومواقع التخييم في المدينة، بفعل الأجواء المناخية الحارة المصحوبة برطوبة عالية، ليتخذ الجميع مواقع مريحة بين الصخور وغابات الريحان والدفلة وافرة الظلال، كما يعد سيدي عكاشة مكمنا حقيقيا للصيادين المحترفين والباحثين عن الوجه الآخر للسياحة، بسبب الثراء الذي يكتنزه في أعماقه، بالإضافة إلى مختلف الفواكه البرية، مثل الهندي والبلوط، كل هذه الإمكانيات الطبيعية الهائلة لم تشفع للمنطقة التملص من عزلتها، أو حتى لتبقى فضاء مفتوحا للسياحة، ناهيك عن عدم تخصيص برنامج لها يدخل في إطار التهيئة وتبليط بعض الممرات الترابية المؤدية إليها، لتجعلها جنة فوق الأرض.
ونظرا لعذرية منطقة سيدي عكاشة، واختياره كمحمية طبيعية، من شأنها تفعيل الاستثمار السياحي، خصصت السلطات المحلية غلافا ماليا لتهيئة وتزفيت الطريق الرابط بين شطايبي بعنابة والحدود الشرقية لولاية سكيكدة، في انتظار إنشاء قرية سياحية تتلاءم وتضاريس المنطقة.
الجدير بالذكر، أن شاطئ سيدي عكاشة يحتاج إلى التفاتة من طرف السلطات المعنية، لاستغلال كل مواطنه ومواقعه في بناء قرية سياحية، تتوفر على كل المقاييس الخاصة بالسياحة الجبلية والشاطئية، فرغم عزلته، يبقى هذا الشاطئ الصخري نمطا سياحيا فريدا من نوعه، بفضل طبيعته ومروجه الغابية المميزة الممتدة على طول جبال شطايبي، والتي تتلاقى مع غابات ولاية سكيكدة، لتشكل فسيفساء جميلة ومتنوعة، تجعلك تبحث عن ما يختلج دواخلك، لترسم لوحة فنية جميلة تباهي هذا الجمال الرباني.