مشاريع تربية المائيات بتيبازة
مجال معقّد يتطلب كفاءة عالية وتحكما في التكنولوجيا
- 1200
أكّد المهندس المتخصّص في علم البحار والمحيطات السيد أحمد غالم، أنّ مشاريع تربية المائيات مجال تقني "معقّد" يتطلّب تكوينا متخصّصا عال وتحكما فائقا في التقنيات والتكنولوجيات المستعملة في مثل هذا النوع من الاستثمارات، إلى جانب تكاليفه باهظة الثمن، مبرزا أنّ قيمة استثمارات الـ21 مشروعا إجمالا تفوق 5 مليار دج و600 مليون دج.
أبرز السيد غالم، وهو خريج الجامعة الجزائرية، أنه حظي بشرف مرافقة ومتابعة عدد من حاملي هذه المشاريع ومنهم من المغتربين الطموحين لقياس مدى جديتهم وجدية المشاريع، حيث تظهر جليا مع ثاني أو ثالث لقاء تمسك المستثمر بمشروعه ورغبته في تجسيد مشروعه على الأرض الواقع.
ويضيف المتحدث، أنّ أغلب المستثمرين يعملون بتمويل ذاتي ولهم خبرة في المجال خارج البلاد، وهو مؤشر "قوي" على الحظوظ القوية لتجسيد المشروع وثانيا تظهر منذ الوهلة الأولى نوايا المستثمر عندما تعلمه أنّ الإدارة تشترط عليه الاستثمار داخل البحر ودخول مشروعه حيز الاستغلال، كي يتمكن من الاستفادة بقطعة أرض داخل المنطقة اللوجيستيكية.
وسجّل المسؤول، تزايد الاهتمام من قبل هؤلاء الشباب خلال السنوات الأخيرة بمجال شعبة تربية المائيات لبعث مشاريعهم بسواحل ولاية تيبازة، وهو استقطاب يؤهلها على المدى القريب للعب دور قاطرة هذا النوع من المشاريع بوسط البلاد وتزويد الأسواق بشتى أنواع السمك.
وتحصي حاليا الولاية إنتاجا يقدّر بـ500 طن سنويا من بلح البحر والبحار عن مشروعين اثنين لتربية الصدفيات بكل من تيبازة وعين تاقورايت و600 طن سنويا من القاجوح الملكي وذئب البحر عن المشروع الثالث الخاص بتربية الأسماك داخل الأقفاص بتيبازة، وباستثمار يقدر إجمالا (أي المشاريع الثلاثة) بـ593 مليون دج.
وتبقى سبعة مشاريع قيد الدراسة أهمها تربية الجمبري بطاقة إنتاج تقدّر بـ100 طن سنويا، ومشروع ضخم لتربية الأسماك داخل الأقفاص بطاقة إنتاج تقدّر بـ900 طن سنويا وتربية الصدفيات ـ حسب المسؤول ـ الذي أشار إلى مواكبة وزارة القطاع لهذه التحوّلات، حيث التحق مؤخرا بمختلف هياكل التكوين التابعة للقطاع أكثر من 1200 متربص مهني في إطار التكوين حسب الطلب في ميدان تربية المائيات.
استحداث منطقة لوجيستيكية لتربية المائيات
فيما كشف مدير الصيد البحري وتربية المائيات للولاية السيد لحياني، عن استحداث منطقة لوجيستيكية لدعم نشاطات تربية المائيات بمدينة سيدي غيلاس، بطاقة إنتاج سنوية تقدر بـ10آلاف طن لاحتضان 14 مشروعا لتربية المائيات، وفق صيغة عقود الامتياز على امتداد 25 سنة.
وتتربع المنطقة على 4 هكتارات بجنوب مدينة سيدي غيلاس، ومنحت مهمة تسييرها للوكالة الولائية العقارية للتسيير الحضري وخاصة بمنطقة غرب الولاية الممتدة من شرشال إلى غاية لرهاط غربا. وفيما يخص أصناف السمك التي تعمل المزارع مستقبلا على تربيتها فيتعلق الأمر بصنفي "القاجوج الملكي" و«ذئب البحر" بمعدل 8 أقفاص لكلّ مزرعة في الوسط البحري، بطاقة إنتاج تقدر بـ600 طن سنويا لكلّ مشروع، وتم اختيار مدينة سيدي غيلاس لعدة اعتبارات أولها ضمان "توازن جهوي" بين مناطق الولاية (شرق وغرب)، وتوفّر الوعاء العقاري والجودة العالية لنوعية المياه غير ملوثة بالمنطقة، حسب توضيحات مدير القطاع.
كما يندرج مشروع استحداث المنطقة في إطار تثمين قدرات الولاية وإعطاء دفعة قوية للقطاع، سيما منها تثمين الهياكل القاعدية على غرار ميناء الصيد بقوراية الذي استفاد مؤخرا من مشروع توسيع يسمح له برسو 120 سفينة صيد منها 10 سفن نصف صناعية، يقول السيد لحياني.
للإشارة تتوفّر ولاية تيبازة على خمسة موانئ صيد بحري بكل من خميستي وبوهارون وتيبازة وشرشال وقوراية ينشط بها أزيد من 7 ألاف بحري على متن أسطول بحري يقدّر بـ680 سفينة منها 190 سفينة متخصّصة في صيد السردين و7 سفن لصيد التونة على طول شريط ساحلي يقدّر بـ120 كلم طولي.