مدير النقل لولاية الجزائر رمضان شريف إيدير لـ"المساء":

مخطط ذكي لتنظيم حركة النقل بالعاصمة في 2026

مخطط ذكي لتنظيم حركة النقل بالعاصمة في 2026
  • 177
زهية. ش زهية. ش

❊ نظام متطور لتسيير الاكتظاظ المروري بـ1500 مفترق طرق

❊ وقوف 120 ناقل أمام لجنة العقوبات الإدارية

❊ منع 300 حافلة قديمة من السير عبر طرقات العاصمة

أكد مدير النقل لولاية الجزائر، رمضان شريف إيدير، أن مصالحه تعمل على معالجة مختلف النقائص التي يعاني منها القطاع، وفي مقدمتها رداءة الخدمات التي يقدمها الناقلون؛ من خلال اتخاذ الإجراءات الردعية ضد مرتكبي المخالفات، ووضع مركباتهم في المحشر، داعيا المواطنين إلى التبليغ وتفادي الصمت ضد هؤلاء، في انتظار تدعيم حظيرة العاصمة بحافلات تابعة للنقل الخاص، وأخرى لمؤسسة "إيتوزا "، كاشفا في نفس الوقت، عن الشروع في تجسيد مخطط نقل ذكي بالعاصمة خلال السداسي الأول من سنة 2026، سيسمح بالتخفيف من ظاهرة الاختناق المروري، التي تسبب معاناة يومية للمواطنين، وتجديد حظيرة النقل، وتدعيم الخطوط، واستحداث خطوط نقل جديدة.

وأوضح المسؤول الأول عن قطاع النقل بولاية الجزائر في تصريح خص به "المساء"، أنه يجري التحضير، حاليا، لتجسيد مشروع مخطط النظام الذكي للنقل بالعاصمة خلال السداسي الأول من السنة المقبلة، يتم من خلاله استعمال الأضواء متعددة الألوان في مفترقات الطرق. ويمس في المرحلة الأولى، مثل ما أضاف، 260 مفترق طرق وسط العاصمة وضواحيها، على أن يتم توسيعه ليصل إلى 1500 مفترق طرق لتغطية كافة ولاية الجزائر، لافتا إلى أن تطبيق نظام تسيير ذكي وإنجاز نظام مراقبة والتحكم عن بعد في حركة المرور، سيسمح بتخفيف حدة الاختناق المروري بطريقة ذكية. 

وتتكفل بهذا المشروع الهام شركة ذات كفاءة عالية؛ ما سيعطي نتائج مضمونة ومؤكدة في الميدان، خاصة ما تعلق بتخفيف مشكل الاكتظاظ بطرق العاصمة، الذي أصبح يشكل هاجسا حقيقيا لمستعملي الطرق؛ إذ تم تحضير مخطط السير الذكي من قبل مكتب دراسات متخصص، سيعطي حلولا واقتراحات لمشكل الاختناق المروري.

120 متعامل أمام لجنة العقوبات أسبوعيّاً

ومن جهة أخرى، أوضح المتحدث أن قرار السلطات المتعلق باستيراد 10 آلاف حافلة، من شأنه تحسين خدمات النقل بالعاصمة. حيث ستجدد مؤسسة النقل الحضري وشبه الحضري "إيتوزا "، حظيرتها. كما يتم تدعيم الخطوط الحالية، واستحداث خطوط جديدة، فضلا عن تجديد حافلات الناقلين الخواص، ودخول متعاملين جدد الخدمة؛ ما سيكون له تأثير إيجابي على قطاع النقل بولاية الجزائر. 

وعلى صعيد آخر، أكد شريف إيدير أن مصالحه تقوم بعمليات تفتيش ومراقبة يومية، من خلال خلية المراقبة والتفتيش التابعة لمديرية النقل بالتنسيق مع مصالح الأمن على مستوى كل إقليم الولاية، والتي تمس الحافلات، ومحطات النقل البرية، ومحطات الطاكسي؛ من أجل تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين، وضمان احترام القوانين والتنظيمات المعمول بها، كاشفا عن وقوف ما يزيد عن 120 متعامل أسبوعيا، أمام لجنة العقوبات الإدارية نتيجة ارتكابهم عدة تجاوزات؛ على غرار تجاوز الحمولة القانونية المسموح بها، والسير بأبواب مفتوحة، وعدم إتمام المسار، وعدم تقديم التذاكر للمسافرين، واستعمال حافلة مهترئة، والمكوث المطول في الموقف، وإنشاء محطة جديدة، وهيئة القابض غير اللائقة... وغيرها من التجاوزات التي تنعكس على خدمات النقل.

توقيف 300 حافلة مهترئة منذ بداية السنة

وفي هذا الصدد، توعد مدير النقل مرتكبي تلك التجاوزات التي تسيء للقطاع، بتسليط العقوبات ضدهم. ومنها سحب الرخص، ووضع المركبات في المحشر لمدة تصل إلى 30 يوما حسب طبيعة المخالفة، لافتا إلى أن المشكل العويص الذي يحول دون تقديم خدمات ذات مستوى، هو نقص عدد أعوان المراقبة والتفتيش الذي لا يتجاوز 14 عونا، مشيرا إلى أنه لا يمكن تغطية كل إقليم الولاية بهذا العدد المحدود.

وفي هذا الإطار، دعا المواطنين إلى التبليغ عن التجاوزات التي يرتكبها الناقلون، والمشاركة في وضع حد لتهوّر عدد منهم؛ ما ينعكس مباشرة على راحة زبائنهم، عن طريق الاتصال  بالمديرية التي وضعت رقم الفاكس والبريد الإلكتروني على صفحتها للتواصل الاجتماعي "الفايسبوك" ؛ لتمكينهم من التبليغ، ونقل الشكاوى، مؤكدا أنه أعطى تعليمات بأخذ مختلف الشكاوى  بعين الاعتبار؛ من خلال استدعاء الناقل للجنة العقوبات الإدارية بحضور الشاكي الراغب في ذلك، كاشفا عن توقيف أكثر من 300 حافلة قديمة، عن السير منذ بداية السنة الجارية في إطار عمل اللجنة، مع منح فرصة لأصحاب المركبة لإصلاحها وتسوية وضعيتها، على أن تتم مراقبتها من جديد، من قبل المفتشين، قبل السماح لصاحبها باستئناف العمل.

حوالي 4 آلاف حافلة تعمل يوميا لكنها غير كافية

ومن جهة أخرى، أرجع نفس المسؤول مشكل الاكتظاظ داخل الحافلات الذي لايزال يُطرح إلى حد الآن رغم حملات المراقبة وتشديدها في الفترة الأخيرة، إلى قلة الحافلات، والصرامة في التعامل مع الناقلين، التي أدت إلى تهرب عدد منهم، وتوقفهم عن النشاط، لتجنب العقوبات المسلطة عليهم، مؤكدا على مواصلة حملات التفتيش، وفرض الانضباط، وعدم التغاضي عن المخالفات التي يعاقَب مرتكبها بصرامة؛ لتحسين خدمات  قطاع النقل بالعاصمة، الذي تحوّل إلى هاجس بالنسبة للمواطنين، الذين لا يجدون بديلا عن الحافلات رغم قدمها، في انتظار تجديد الحظيرة بعد دخول الحافلات التي قررت السلطات استيرادها من أجل تعويض النقص الكبير، وتجديد حافلات النقل التابعة للخواص، وحافلات "إيتوزا"، ودخول متعاملين جدد؛ من أجل سد العجز المسجل عبر العديد من الخطوط.

وبلغة الأرقام، أشار رمضان شريف إيدير إلى أن عدد حافلات النقل التابعة للخواص، يصل إلى 5600 حافلة، منها ما بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف حافلة تعمل يوميا عبر عدة خطوط، موضحا أن مصالحه بصدد إحصاء كل الاحتياجات، لفتح خطوط نقل أخرى، خاصة على مستوى الأحياء الجديدة، إما باستعمال حافلات الخواص، أو تلك التابعة لمؤسسة "إيتوزا" ؛ على غرار المدينة الجديدة سيدي عبد الله، التي يتم فتح خطوط نقل بها للتكفل بهذا المطلب، وتخفيف الضغط عن المنطقة، إضافة إلى أولاد فايت، وحي الكروش بالرغاية، وبئر توتة، وتسالة المرجة.

إعادة تهيئة 19 محطة واستحداث أخرى جديدة

كما ذكر المتحدث أن مصالحه تقوم بإعادة تهيئة 19 محطة نقل، منها محطة الشراقة التي انطلقت بها الأشغال، ومحطات زرالدة، وبومعطي وبئر توتة كمرحلة أولى، فيما انتهت الأشغال بمحطة سطاوالي، على أن تتواصل الأشغال إلى غاية تهيئة جميع المحطات المبرمجة.