تقييم عمليات جني بذور البطاطا بعنابة
مرافقة قوية تشجيعا للإنتاج المحلي

- 154

قامت المفتشية الولائية للصحة النباتية بولاية عنابة، في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز الإنتاج المحلي للبطاطا، وضمان جودة بذورها، بتنظيم زيارة ميدانية موسعة إلى دائرة عين الباردة، لمتابعة وتقييم عمليات جني بذور البطاطا للموسم الحالي، وهي مرحلة حاسمة في سلسلة إنتاج البذور، التي ستستخدم في الزراعة خلال الموسم القادم.
وتهدف هذه الزيارة، إلى مراقبة وتطبيق المعايير الفنية والصحية اللازمة، أثناء عملية جني بذور البطاطا، بعد جمع المحصول، والذي يتم تحويله إلى منشآت متخصصة في التخزين، على غرار مؤسسة "كعواش عبد الوهاب" في ولاية الطارف. إذ تعبر هذه المؤسسة، من أبرز الشركات في الجزائر التي تعمل على تخزين ومعالجة بذور البطاطا، باستخدام أحدث التقنيات التي تضمن الحفاظ على جودتها طوال فترة التخزين.
وتعد عملية جني بذور البطاطا، حسب شركاء القطاع لولاية عنابة، من أبرز المراحل لضمان بذور عالية الجودة، حيث تتطلب هذه المرحلة عناية خاصة من المزارعين والمختصين، إذ يتم جمع المحصول من المساحات الزراعية، ثم تصنيفه وتجهيزه لتخزينه في ظروف مخصصة للحفاظ على خصائصه الوراثية والنباتية. ويشير المعنيون بالعملية في هذا الصدد، إلى أن موسم جني بذور البطاطا في المنطقة، يتميز بالكثافة العالية للإنتاج، مما يعكس جودة التربة والظروف المناخية الملائمة لهذه الزراعة.
ويضمن كل هذا، جودة بذور البطاطا على المدى الطويل، ويتم تخزين المحاصيل في منشآت مؤسسة "كعواش عبد الوهاب" التي تستخدم تقنيات متطورة لضمان استمرارية حفظ البذور في بيئة مثالية، علما أن هذه المنشآت تخضع لرقابة دقيقة للتحكم في درجات الحرارة والرطوبة، مع التأكد من خلو البيئة من الملوثات التي قد تؤثر على جودة البذور. وفي هذا السياق، تواصل المفتشية الولائية للصحة النباتية بعنابة، عمليات المراقبة الحقلية للمساحات الزراعية التي لم يتم جني محصولها بعد، وتتضمن هذه المراقبة، فحص الأراضي للتحقق من خلوها من الأمراض والآفات النباتية التي قد تؤثر على جودة بذور البطاطا. كما يتم توجيه الفلاحين من قبل فرق مختصة، خاصة فيما يتعلق بالإجراءات الوقائية للحفاظ على صحة النباتات.
وتعتبر المفتشية الولائية للصحة النباتية، جهة أساسية في الإشراف على صحة النباتات وضمان جودة المنتجات الزراعية في الجزائر، حيث لا يقتصر دورها على مراقبة صحة البذور فقط، بل يشمل أيضًا إرشاد المزارعين بشأن أفضل الممارسات الزراعية والتقنيات الحديثة، التي تساهم في تحسين الإنتاج. كما تركز المفتشية على توعية الفلاحين بأهمية اختيار بذور ذات جودة عالية، وتجنب الممارسات الزراعية العشوائية التي قد تؤثر سلبًا على الإنتاج النهائي.
ومن جانب آخر، يتوقع الشركاء في القطاع الزراعي بعنابة، أن تساهم هذه الجهود في تعزيز الأمن الغذائي الوطني وتحقيق الاكتفاء الذاتي من بذور البطاطا في المستقبل القريب. على الرغم من أن الجزائر لا تزال تعتمد إلى حد كبير على استيراد بذور البطاطا، حيث يبقى تحسين التقنيات الزراعية وزيادة الإنتاج المحلي، يمثل خطوة هامة نحو تقليل هذه الاعتمادية.
وفي هذا السياق، شدد الخبراء، على ضرورة الاستمرار في تحسين برامج تكثيف بذور البطاطا، من خلال تطوير مراكز البحث الزراعي وزيادة تأهيل الفلاحين. كما يساهم تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، في دعم المبادرات المحلية لتوفير بذور ذات جودة عالية. وعلى ضوء التحديات التي يواجهها القطاع الزراعي بولاية عنابة، يعد برنامج تكثيف بذور البطاطا، من المبادرات الرائدة التي تساهم في تحسين الاستدامة الزراعية وتحقيق الاكتفاء الذاتي، خاصة من ناحية الجهود المبذولة من المفتشية الولائية للصحة النباتية في مراقبة عمليات الجني والتخزين، بالإضافة إلى دعم المزارعين عبر المراقبة الحقلية، الذي يساهم بشكل كبير في تحسين مستوى الإنتاج الزراعي المحلي.
المركز النفسي البيداغوجي بالبوني
تكوين نوعي للمراهقين في مجال الصيد البحري
تم في إطار السيرورة المستمرة للحملة التكوينية التي أطلقها المركز النفسي البيداغوجي بالبوني بعنابة، منذ انطلاق السنة الاجتماعية 2024/2025، تنظيم نشاط تكويني نوعي لفائدة مراهقي ورشة الذكور. وقد احتضنت المدرسة التقنية للتكوين في الصيد البحري وتربية المائيات هذا التكوين، حيث استفاد منه عدد من المراهقين المنتسبين للمركز، في تجربة تعليمية تهدف إلى تعزيز مهاراتهم المهنية وتوسيع آفاقهم المستقبلية.
وقد شملت هذه الدورة التكوينية، عدة محاور أساسية، من بينها التعرف على معدات وتقنيات الصيد، مبادئ تربية المائيات، إضافة إلى زيارة ميدانية لورشات العمل الخاصة بالمدرسة، مما أتاح للمشاركين فهماً عملياً وواقعياً لهذا المجال الحيوي. ويأتي هذا النشاط، في إطار مساعي المركز الرامية، إلى تمكين مراهقيه من فرص تكوين مهني متكامل يتماشى مع قدراتهم وميولاتهم، ويساهم في إدماجهم الاجتماعي والاقتصادي مستقبلاً. كما يعكس هذا التعاون المثمر بين المؤسسات التربوية والمهنية، إرادة مشتركة في دعم الفئات ذات الاحتياجات الخاصة، وتمكينها من الاندماج في النسيج المجتمعي من خلال التكوين والإعداد الجيد للحياة المهنية.
وقد لقيت هذه المبادرة، استحساناً كبيراً من قبل المراهقين وأوليائهم، الذين عبروا عن امتنانهم لهذه الفرصة التعليمية المميزة، متمنين تكرار مثل هذه المبادرات التي تفتح آفاقاً جديدة أمام أبنائهم، خاصة وأنها تدفع بهم نحو مستقبل أكثر استقراراً وإيجابية. ويُنتظر، أن تتواصل مثل هذه الورشات التكوينية، ضمن برنامج المركز لبقية الموسم، بما يتماشى مع أهدافه التربوية والنفسية الهادفة إلى التنمية الشاملة للمستفيدين.
فيما تم تكريم طلبة مدرسة الفنون الجميلة
جدارية فنية تخلّد ذكرى مجازر 8 ماي
أشرف والي عنابة، عبد القادر جلاوي، في إطار إحياء الذكرى الثمانين لمجازر 8 ماي 1945، التي تُمثل اليوم الوطني للذاكرة، أول أمس، على حفل تكريمي لفائدة طلبة مدرسة الفنون الجميلة (ملحقة عنابة)، نظير مساهمتهم في إنجاز جدارية فنية تُجسد هذه المناسبة التاريخية الخالدة.
وحملت هذه الجدارية، التي زُينت بها الواجهة الخارجية لمقر الولاية، صورة الشهيد بوزيد سعال، أول شهداء هذه المجازر الشنيعة، الذي استشهد وهو يرفع العلم الوطني، لتُصبح اللوحة بمثابة تخليد بصري لبطولاته وتضحيات الآلاف من الجزائريين في سطيف، قالمة وخراطة.
وقد جاءت فكرة إنجاز الجدارية، بمبادرة من والي الولاية، خلال افتتاحه لفعاليات شهر التراث الثقافي، الذي نُظم هذه السنة تحت شعار "التراث الثقافي في عصر الذكاء الاصطناعي"، لتُترجم لاحقًا على شكل مشروع إبداعي ووطني، نفذه الطلبة الشباب بإتقان وروح مسؤولية.
ومن جهتهم، عبّر الطلبة عن اعتزازهم الكبير بهذا التكريم، مؤكدين أن مساهمتهم الفنية، تُعد واجبًا وطنيًا قبل أن تكون إنجازًا شخصيًا، وأن الفن أداة فعالة لحفظ الذاكرة ونقلها إلى الأجيال. وبهذا العمل، تؤكد عنابة، أن للذاكرة وسائل تعبير متعددة، وأن الفن قادر على تخليد التاريخ بنفس بلاغة الكلمة وحرارة الشعور.
عنابة تواصل القضاء على السكن الهشّ
إعادة إسكان واسعة بسيدي عمار
شهدت بلدية سيدي عمار بولاية عنابة، أول أمس، انطلاق عملية ترحيل واسعة لفائدة المواطنين المستفيدين من السكنات العمومية الإيجارية، وذلك في إطار تنفيذ تعليمات السيد عبد القادر جلاوي، والي عنابة، في خطوة تهدف لتحسين الإطار المعيشي للمواطنين. وقد شملت العملية في مرحلتها الحالية ترحيل 181 مستفيد، موزعين على 141 وحدة سكنية، بالإضافة إلى 40 وحدة إضافية، من أصل الحصة الإجمالية المقدرة بـ 350 سكن مخصص للبلدية.
وقد عرفت العملية تنظيمًا محكمًا وإشرافًا مباشرًا من قبل رئيس دائرة الحجار، رفقة المدير العام لديوان الترقية والتسيير العقاري لولاية عنابة، إلى جانب رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية سيدي عمار، وبحضور مكثف للمصالح الأمنية، وأفراد الحماية المدنية، وأعوان ديوان الترقية والتسيير العقاري. ويعكس هذا الحضور الميداني القوي جدية السلطات المحلية في متابعة سير العملية، وضمان نجاحها في ظروف ملائمة وآمنة للمواطنين.
وقد رافقت عملية الترحيل حملة هدم السكنات غير اللائقة التي كان يقطنها المستفيدون، حيث تولّت مصالح بلدية سيدي عمار هذه المهمة تحت إشراف مباشر من الهيئات المختصة، وبحضور جميع الجهات المعنية، وذلك بهدف القضاء على مظاهر السكن العشوائي وضمان عدم إعادة استغلال هذه السكنات بعد عملية الترحيل.
وقد أبدى المواطنون المستفيدون ارتياحًا كبيرًا لظروف الترحيل وسير العملية، مؤكدين أن هذه الخطوة ستساهم في تحسين وضعيتهم الاجتماعية والمعيشية، كما عبّر عدد منهم عن أملهم في أن تشمل العمليات القادمة المزيد من المواطنين الذين لا يزالون يعيشون في ظروف سكنية صعبة
للإشارة، تندرج هذه العملية ضمن برنامج واسع يشرف عليه والي عنابة، ويهدف إلى القضاء على السكنات الهشة وتمكين المواطنين من سكن لائق يضمن لهم الحياة الكريمة. ومن المنتظر أن تستكمل العملية بكامل حصتها المقدرة بـ 350 سكن في أقرب الآجال، وسط متابعة ميدانية وتنسيق مستمر بين مختلف القطاعات المعنية. وتؤكد السلطات المحلية أن جهودها مستمرة وفق مخطط مدروس يراعي العدالة الاجتماعية وضرورة التوزيع الشفاف والعادل للسكنات، بما يضمن استقرارًا اجتماعيًا وتنمية حضرية مستدامة.