حقق تقدما في وتيرة الأشغال قدرت بـ 80 بالمائة

مركب زكري، جرعة أوكسجين لتطوير السياحة الجبلية

مركب زكري، جرعة أوكسجين لتطوير السياحة الجبلية
  • القراءات: 1437

سجل مشروع إنجاز المركب السياحي الواقع بالمكان المسمى "تلبنت" ببلدية زكري، ولاية تيزي وزو، تقدما ملحوظا في وتيرة الإنجاز قدرت بـ80 بالمائة، إذ ينتظر استلامه في صائفة 2018، حيث أن هذا المشروع الاستثماري الخاص من شأنه بعث الحركة السياحية والتنموية بهذه البلدية الجبلية النائية، كما أنه يأتي ليعزز المرافق السياحية في الولاية، بفضل استقطابه للسياح والأجانب وكذا عشاق الطبيعة والباحثين عن الهدوء.

استفادت المنطقة الجبلية زكري التابعة لدائرة اعزازقة، التي تبعد بحوالي 45 كلم شرق ولاية تيزي وزو، من مشروع إنجاز مركب سياحي يتسع لـ 108 أسرة، حيث أن المشروع الذي أنجزه مستثمر خاص "حميتاش" بالمكان المسمى "تلبنت" يعد جوهرة، نظرا لموقعه الذي يتوسط مساحات غابية خضراء، وكذا الهندسة المعمارية التي حرص صاحب المشروع على الاعتناء بالجانب الجمالي الذي يتماشى مع المحيط، باستغلال مواد تبرز الجانب الطبيعي المحافظ على الطابع الجبلي ويبعث الراحة والهدوء في نفوس قاصديه.

يأمل صاحب المشروع توسيع المركب الذي يعد من بين المنشآت القليلة في الولاية بهذه المواصفات نظر لموقع المنشأة، من خلال إدراج مرافق أخرى تضمن الاستجابة لمختلف شرائح المجتمع، حيث تم الإنهاء من إنجاز فندق، في انتظار إنهاء ما تبقى من المشروع الضخم الذي يأتي ليعزز السياحة الجبلية بالولاية، وبالأخص يفك العزلة عن سكان هذه المنطقة  التي ينتظر أن تعج بالسياح والأجانب وعشاق الطبيعة الخلابة، بحثا عن الراحة والهدوء.

مركب سياحي، قرية قديمة وجائزة أنظف قرية....

وضعت مديرية السياحة والصناعات التقليدية لولاية تيزي وزو، أمالا كبيرة على هذا المركب من أجل تطوير السياحة الجبلية وبعث الحركة التنموية، لاسيما أن المركب تم إنجازه على مستوى قرية نالت جائزة أنظف قرية، ضمن مسابقة "أنظف قرية" التي ينظمها المجلس الشعبي الولائي، مما يجعل جانب البيئة من المعايير التي تعطي نظرة جيدة عن الموقع، حيث أن حرص السكان على نظافة المحيط والاهتمام بالبيئة من شأنه تشجيع عشاق الطبيعة على التوجه إلى هذه الجهة الشرقية من الولاية، من جهة لقضاء أوقات ممتعة بين أحضان الطبيعة، ومن جهة أخرى، للاطلاع على عادات القرويين التي تتجسد في عدة نشاطات، منها "تشمليث" لتنظيف أرجاء القرى.

تعتبر قرية تلبنت مخزنا لا يمكن الاكتفاء بجانب دون آخر للاطلاع على خبايا هذه القرية التي تبهر وتفاجئ الباحثين عن تاريخها، حيث توجد بهذه القرية الجبلية "قرية قديمة" تقع بالمكان المسمى بومنصور، التي قرر السكان الحفاظ عليها من خلال التوجه إلى تشييد سكنات جديدة، مع ضمان الاعتناء بها، لدرجة يخيل أنه لا يزال السكان يقطنون بها، لحرصهم الدائم والمستمر على الاعتناء بها، حيث أن وجود هذا الموقع من شأنه تعزيز السياحة أكثر بمنطقة زكري التي اجتمعت بها عوامل سياحية مختلفة لتصنع منها قبلة سياحية بامتياز، والشيء المؤكد أنه ستجلب أنظار السياح الأجانب الذين يتوقون دوما لاكتشاف الجديد عبر الغوص أكثر في جمال الطبيعة الجزائرية.

ينتظر أن يسجل المركب إقبالا كبيرا بعد تدشينه في صائفة 2018، لاسيما أن توفير مثل هذه المرافق الناقصة بالولاية، من شأنه حل مشكلة نقص مرافق الإيواء والاستقبال التي تطرح باستمرار، كما أن السياحة بالولاية لا تتوقف فقط على الشواطئ التي تخص فترة معينة من السنة، وهو ما كان وراء تركيز وتحفيز مديرية السياحة بالولاية للمستثمرين، من أجل التوجه نحو المناطق الجبلية لإنجاز مشاريعهم، وهو الأمر الذي جشع هذا المستثمر الخاص للمضي قدما في مجال توسيع المركب حتى يكون الوحيد على المستوى الولاية.

مرافق ترفيه وتسلية قيد الإنجاز

لم تعد سياحة البحر والشمس الوجهة الوحيدة التي يفضلها السياح، حيث أنه بعد نهاية موسم الصيف، يجد السائح نفسه تائها، في ظل غياب مرافق تعوض الفراغ التي تركه الصيف، وبات بذلك الأمر ملحا للبحث عن منافذ أخرى، لاستقطاب السياح والباحثين عن أماكن للترفيه والتسلية والراحة، حتى تكون بذلك السياحة القروية البديل كقطاع جديد له مردود اقتصادي واجتماعي وثقافي غني بالأصالة والخصوصية، إذ بات من الأمور التي يجب التركيز عليه من طرف المستثمرين بغية تطويره، حيث أن إنجاز مركب سياحي في المستوى المطلوب يتطلب تدعيمه بعدة مرافق تستجب لرغبات ومطالب قاصديها من مختلف الشرائح وفي كل الأوقات.

أصبحت السياحة القروية والريفية بتيزي وزو بمثابة عرض سياحي جديد، يحاول أن يجد له مكانا بارزا بين أنماط وأنواع السياحة التي تكون محط إقبال من طرف السياح، حيث بات من الضروري التفكير في إنجاز مواقع جديدة بديلة. علما أن السياح أشبعوا فضولهم من المواقع السياحية المعروفة التي تعتمد على واجهات الشاطئ، حيث انصب اهتمام المستثمر "حميتاش" وغيره بالولاية، على تطوير هذا الجانب عبر توفير الإيواء والاستجمام ومرافق أخرى، على اعتبار أن السياحة القروية ترتكز على الطبيعة سواء كانت جبالا أو هضابا أو تلالا وغيرها، تسحر بجمالها ومؤهلاتها الطبيعية والبيئية والبشرية كل من يحل بها.

يقول في هذا الصدد، صاحب المركب السياحي، بأن المركب الذي يضم جناحين تم استلام الفندق منه، في حين تتواصل أشغال إنجاز مسابح ومطاعم، حظيرة ألعاب وتسلية وحظيرة لعب الأطفال ومواقف للسيارات، وغيرها من المرافق الأخرى التي ستوفر في مجملها 132 منصب شغل مباشر. مؤكدا على أن هذه المرافق حققت في مجملها نسبة تقدم الأشغال قدرت بـ80 بالمائة، من شأنه إعطاء دفع قوي للفعل السياحي أمام العجز المسجل في هياكل الإيواء والاستقبال مقارنة بالأعداد الهائلة من السياح الذي يتوافدون على المناطق الجبلية للولاية، مما يجعل المرتفعات بها في المستقبل قبلة سياحية لعشاق الطبيعة وتسلق الجبال، لاسيما أن هناك مرافق سياحية أخرى، تجري عملية إنجاز البعض منها، في حين أن البعض الآخر قيد إعادة تهيئة وعلق عليها قطاع السياحة بالولاية آمالا كبيرة من أجل تطوير السياحة الجبلية، وجعلها موردا جديدا لتدعيم الاقتصاد المحلي والوطني.

كما أن الاهتمام بالسياحة في هذه المناطق الجبلية لم يستثن مرافق أخرى، منها الرياضية، عبر إنجاز ملاعب، فضاءات تسلق وتزلج، دور شباب، حظائر تسلية، مما سيسمح بالدفع بعجلة السياحة الجبلية، خاصة أن منطقة زكري تتميز بمناظرها الطبيعية الخلابة والساحرة التي تجلب الزوار أكثر بتوفر منشآت، مثل المركب السياحي الذي حظي بدعم الولاية التي خصصت له ميزانية قيمتها مليون دينار جزائري، من أجل استكمال ما تبقى من الأشغال بهذا المركب الذي تضمن إعطاء وجه يناسب المنشأة والموقع.

س.زميحي