قبل انطلاق الموسم الدراسي بأيام
مساع لتوفير الحقائب المدرسية للمحتاجين ببومرداس

- 119

أطلقت العديد من الجمعيات الخيرية بولاية بومرداس، حملات تضامنية؛ بهدف توزيع الحقيبة المدرسية؛ في عمل تضامني يتكرر كل موسم دراسي. وكل جمعية اختارت لحملتها شعارا معيّنا، تستميل، من خلاله، المحسنين للانخراط في هذا المسعى التضامني. كما لا يقتصر هذا العمل الخيري على الجمعيات فحسب، بل يتعداه، كذلك، إلى بعض المكتبات التي تمنح، من جهتها، مستلزمات مدرسية بأسعار استثنائية للمحتاجين، أو حتى بصفة مجانية.
في الوقت الذي تستعد المؤسسات التربوية لاستقبال التلاميذ في موسم دراسي جديد وتعمل الأسر على توفير مستلزمات أبنائها المتمدرسين وفي الوقت الذي توفر الأسواق الوطنية بما فيها الأسواق التضامنية مختلف الأدوات بأسعار متفاوتة تخدم كل الميزانيات، تستعد، من جهتها، مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية لتوزيع عدد من الحقائب المدرسية بمستلزماتها، على عدد من اليتامى والمحتاجين المتكفل بهم، حيث أطلقت العديد من الجمعيات الخيرية بولاية بومرداس قبيل أسابيع، حملات تحسيسية لجمع الحقيبة المدرسية؛ للشروع في توزيعها خلال أول أسبوع من الدخول المدرسي.
وفي المقابل، تعمل بعض المكتبات والوراقات على توفير المستلزمات المدرسية بأسعار استثنائية للأسر المحتاجة، أو حتى توزيعها مجانا على بعض المعوزين، خاصة من العائلات المعروفة لدى إدارة المكتبات.
وفي هذا الصدد، تحدثت "المساء" الى إسلام ـ وهو عامل بإحدى المكتبات وسط مدينة بودواو ـ الذي أكد في معرض حديثه، أن المكتبة تتكفل بمستلزمات تلاميذ من 6 أسر من المدينة، حيث اعتاد صاحب المكتبة أن يتكفل بهؤلاء المتمدرسين لاطّلاعه مسبقا على الظروف المعيشية الصعبة للأسر، فيما لفت الى تطبيق أسعار ترقوية استثنائية لبعض الفئات المحتاجة؛ كبعض الجمعيات الخيرية التي تقصده لاقتناء الأدوات حسب قوائم اسمية، فتعمل المكتبة على توفير كل المستلزمات مع تطبيق خصومات.
كما لفت المتحدث إلى صورة أخرى للعمل الخيري؛ حيث يقصد محسنون المكتبة للتبرع بمبلغ مالي معيّن؛ قصد التكفل بشراء حقائب مدرسية بكل لوزامها، بما فيها المآزر لبعض المحتاجين أو اليتامى. وقال العامل إن العدد يتراوح أحيانا ما بين 30 و40 حقيبة مدرسية ولكل الأطوار التعليمية، فيما تقدم المكتبة من جهتها، أدوات مدرسية بصفة مجانية طول السنة الدراسية، لفئات معنية؛ على اعتبار أن الاحتياج إلى بعض الأدوات يكون متكررا؛ مثل الكراريس، والأقلام وغيرها.
وبنفس المدينة، تحدثت "المساء" إلى صاحب مكتبة تقع بالشارع الرئيس، قال إن العمل التضامني يمثل بالنسبة له "شيئا أساسيا قبل أن تكون لفتة إنسانية" . ويقصد بذلك علمه المسبق بالحالة الاجتماعية لبعض الأسر في محيطه الاجتماعي، التي قُدر عددها بحوالي 08 أسر، فيعرض على الأبناء المتمدرسين قصد مكتبته، وأخذ كل احتياجاتهم من المستلزمات الدراسية بصفة مجانية، فيما يلجأ هو الآخر إلى تطبيق أسعار استثنائية لبعض الزبائن، خاصة لمن يشتري أكثر من حقيبة مدرسية بلوازمها، موضحا أن الأسعار هذه السنة بقيت مستقرة بالنسبة للمحفظة، في الوقت الذي تراجعت أسعار الكراريس بصفة ملحوظة.
ومن جهتها، تسابق الجمعيات الخيرية الزمن هذه الأيام من أجل توفير الحقيبة المدرسية، عبر حملات تضامنية تختلف تسمياتها بين جمعية وأخرى. فالجمعية الولائية الخيرية "الفداء" لمدينة بودواو، اختارت شعار "ضع بصمة لتصنع بسمة" .
وحسب رئيستها الأستاذة أحلام ساعي، فإن البصمة في هذه الفترة من السنة، تتمثل في توفير محفظة لصناعة بسمة تلميذ يطمح للتمدرس في ظروف عادية؛ ليحقق النجاح. وتقول محدثتنا: " بالرغم من التبرعات المالية المحتشمة إلا أن الجمعية تعمل كل ما في وسعها، على تغطية احتياج 84 عائلة محصاة بالجمعية، ليس فقط من حيث توفير الحقيبة المدرسية لأبنائها المتمدرسين، ولكن أيضا من ناحية الاحتياجات العينية الأخرى؛ مثل المواد الغذائية ".
وعن الدخول المدرسي قالت المتحدثة إنّ للجمعية فريق عمل متخصص، يعمل على تحسيس بعض المؤسسات الاقتصادية بالعمل الخيري، خاصة في المناطق الصناعية لكل من الرويبة، والرغاية، ومنطقة النشاطات ببلدية خميس الخشنة، وبن رحمون ببلدية قورصو. والهدف استمالة أرباب العمل الخواص لدعم مساعي الجمعية الخيرية في توفير احتياجات الأسر المعوزة، مشيرة إلى تضامن إحدى ورشات الخياطة الخاصة التي تبرعت بأزيد من 100 مقلمة. كما لم تغفل الإشارة إلى الإطلالة الخاصة لجمعيتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" ، الذي سمح لها بالتعريف بجمعيتها الخيرية على نطاق واسع، وبالتالي توسيع دائرة المحسنين والمتعاطفين مع العمل التضامني.
وفي نفس السياق، قال عمر واضح رئيس المكتب الولائي لجمعية الإرشاد والإصلاح الوطنية ببومرداس، إن الفضاء الأزرق فتح أمام الجمعية شكلا آخر من التضامن بصفر تكلفة. وقصد بذلك فتح المجال واسعا للتعريف بالجمعية صوتا وصورة؛ ما يساهم في غرس الثقة في المحسنين من كل الأقطار، ودفعهم للتضامن مع فئات المجتمع الهشة. أما عن مناسبة الدخول المدرسي التي باتت وشيكة، فإن الجمعية اختارت - يقول محدثنا - شعار "نسعدُ بتعلُّمِهمْ" ضمن مشروع الحقيبة المدرسية للموسم الدراسي 2025- 2026.
وأكد عمر واضح أن الجمعية تستهدف هذه السنة، توزيع أكثر من 2000 حقيبة مدرسية بلوازمها بعد أن تمكنت الموسم الماضي، من توزيع 1889 حقيبة مدرسية عبر الولاية. كما لفت محدثنا إلى أن هذا المشروع الخيري الموسمي يتم عبر شقين، الأول يخص الأيتام المتكفل بهم بالجمعية عبر ما يُعرف بالكفالة التعليمية، والتي تخص قرابة 350 يتيم بمن فيهم بعض الطلبة الجامعيين ممن خصصت الجمعية لبعض الحالات "منحة دراسية"، فيما يُعنى الشق الثاني بالأسر المحتاجة. وانطلقت الجمعية عبر مكاتبها البلدية الستة، في جمع التبرعات لتغطية هذه المشاريع الخيرية، في انتظار الشروع في توزيع الحقائب بمستلزماتها بدءا من أول أسبوع للدخول المدرسي.