تسعى سلطات ولاية قسنطينة إلى معالجة أزمة التزود بمياه الشرب التي تعاني منها عدة بلديات شمال الولاية، حيث تم إيداع ملف تقني لدى وزارة الموارد المائية، لربط بلديات ديدوش مراد، وزيغود يوسف وحامة بوزيان، بمياه سد بني هارون، في خطوة من شأنها تحسين الخدمة، وتقليص التذبذب الحاصل خاصة خلال فصل الصيف.

وبحسب مصادر من لجنة الأشغال العمومية بالمجلس الشعبي الولائي، فقد تم تقديم مقترح لإنجاز نقب مائي انطلاقا من منبع طبيعي يقع قبالة مستشفى ديدوش مراد، كحل بديل وفعال لدعم شبكة المياه بالمنطقة، في ظل المشاكل المتكررة، الناجمة عن ترسبات الكلس، التي تؤدي إلى انسدادات متكررة في القنوات.

وأكدت مصادر من مؤسسة المياه والتطهير "سيارة"، أنه تم الأيام الماضية عقد اجتماع موسع بين شركة المياه والتطهير وأعضاء من لجنة الأشغال العمومية بالمجلس الولائي ولجنة البيئة، خُصص للاستماع لانشغالات المواطنين، ومعالجة النقاط السوداء عبر عدد من الأحياء، خصوصا في بلدية ديدوش مراد، حيث تم تسجيل تذبذب حاد في التزود بمياه الشرب بعدة مناطق؛ على غرار واد الحجر، وواد الحجر القديم، وعبود حيون، وسيدي عراب، وكاف صالح، والرتبة وغيرها.

وأكدت المصادر أن مدير "سياكو" قدم جملة من الالتزامات، أبرزها مضاعفة عدد مرات التزود بالمياه في حي صيمود حسن من مرتين إلى أربع مرات أسبوعيا، والعمل على إدراج هذا الحي ومشتة بني مستينة ضمن الشبكة التي تسيرها الشركة بالكامل، فضلا عن دعم الفرق التقنية لسرعة التدخل في الميدان.

كما طُرحت خلال اللقاء وضعية حي القماص بمدينة قسنطينة، حيث يجري حاليا إخضاع المضخة الرئيسية التي تزود الحي، للصيانة، مع التأكيد على قرب تركيبها لتحسين التغطية بالمياه في الحي والأحياء المجاورة؛ مثل سركينة، وأول نوفمبر.

وسُجلت، أيضا، أشغال إصلاح تسربات في الجهة العليا من المدينة، خاصة في أحياء جبل الوحش، والزيادية، وسيدي مبروك، وحي الدقسي عبد السلام وواد الحد، إلى جانب مشروع قيد التنفيذ لإنشاء قناة بقطر 600 ملم، ستخصص، حسب ذات المصادر، لتعزيز التغطية، وتقليل الضغط عن الشبكة الحالية.

وفي بلدية الخروب، ناقش المشاركون في الاجتماع مشاكل التزود بالمياه في حي 500 مسكن، و900 مسكن، حيث أكد ممثلو السكان نقص المياه، فيما أفادت الشركة بتوفر كل التجهيزات اللازمة، موضحة أن تشغيل المضخات الجديدة مرهون بتوصيل الطاقة الكهربائية، وهو ما يتم التنسيق بشأنه مع الجهات المختصة.

من جهة أخرى، تم الاتفاق على عقد اجتماع قريب مع لجنة حي صالح باي الغراب؛ لبحث تسوية الديون، وتنظيم برنامج تزويد عادل، في حين وعدت الشركة بالتكفل السريع بالتسربات التي يعاني منها حي بن تليس.

وأشارت نفس المصادر إلى أن التحدي الأكبر الذي تواجهه الولاية حاليا، لا يرتبط بحصة المياه من سد بني هارون، بل بوسائل النقل، إذ تمر القناة الحالية بعدة ولايات؛ ما يسبب ضغطا كبيرا على التدفق نحو قسنطينة، في وقت طالب المسؤولون المحليون بإنشاء قناة مستقلة خاصة بالولاية، بالنظر إلى الكثافة السكانية المتزايدة، وارتفاع الطلب.

وقد أكدت اللجنة أنها ستتابع ميدانيا، تنفيذ مختلف الالتزامات التي تم الاتفاق عليها، مع التقدم، رسميا، بمقترح إنجاز النقب المائي أمام مستشفى ديدوش مراد إلى الجهات المعنية، باعتباره حلا استراتيجيا، يمكن أن يعزز قدرة الولاية على تجاوز أزمة التزود بالمياه مستقبلا.