عنابة

معارض الصناعة التقليدية تنعش موسم الاصطياف بـ "بونة"

معارض الصناعة التقليدية تنعش موسم الاصطياف بـ "بونة"
  • 173
سميرة عوام سميرة عوام

تحتضن ولاية عنابة خلال موسم الاصطياف لسنة 2025، سلسلة من النشاطات الترقوية التي تنظمها مديرية السياحة والصناعة التقليدية، في مسعى لدمج الحرف اليدوية ضمن الفضاء السياحي الصيفي، وإبرازها كجزء من هوية المنطقة.

وتتوزع المعارض بين قلب المدينة الكور العنابي، وشاطئ ريزي عمر، حيث يبدع الحرفيون والحرفيات في عرض منتجات متنوعة، شملت الأواني الفخارية، والنقش على الخشب، والصناعات الجلدية، والمنسوجات التقليدية، إضافة إلى قطع زخرفية تستلهم روح التراث المحلي.

كما تستقطب الأجنحة أعدادا معتبرة من المصطافين والزوار، سواء من داخل الوطن أو من السياح الأجانب، الذين وجدوا في هذه المنتجات فرصة لاكتشاف جانب من الذاكرة الثقافية للجزائر، والتفاعل المباشر مع صانعيها.

وأوضحت مديرية السياحة أن هذه التظاهرات تندرج ضمن استراتيجية تهدف إلى تثمين الموروث الثقافي المحلي، والترويج للصناعة التقليدية باعتبارها رافدا اقتصاديا واعدا، فضلاً عن دورها في استحداث فرص عمل جديدة، وتعزيز جاذبية عنابة كوجهة سياحية.

ومن جهتهم، أعرب الحرفيون عن ارتياحهم لهذه المبادرة، التي وفّرت لهم فضاءً للتعريف بمنتجاتهم، وفتح منافذ تسويق أوسع، معتبرين أن المعارض الصيفية أصبحت موعدا سنويا للابتكار والتواصل المباشر مع الجمهور.

وتُبرز هذه الأنشطة التزام السلطات المحلية بإدماج الصناعة التقليدية في مختلف الفعاليات الثقافية والسياحية، بما يرسّخ مكانتها كعنصر أساسي من الهوية الوطنية، وكمكسب اقتصادي، يحتاج إلى مزيد من الدعم والترويج.


مشاريع سياحية تدعم وجهة عنابة التراثية

تواصل مديرية السياحة والصناعة التقليدية لولاية عنابة، عبر مصالح مفتشيتها، خرجاتها الميدانية الموجهة لمرافقة الشباب حاملي المشاريع السياحية، لا سيما تلك المتعلقة بإنشاء وكالات السياحة والأسفار، في إطار استراتيجية تهدف إلى تنشيط السوق المحلية، وتنويع العرض السياحي.

وتحرص المديرية من خلال هذه الجولات، على متابعة الملفات ميدانيا، وتقديم التوجيهات العملية للشباب الراغبين في دخول هذا المجال، بما يضمن تسريع وتيرة دراسة المشاريع، وإدماجها في حيز الاستغلال. ويؤكد القائمون على القطاع أن مثل هذه الوكالات، ستكون رافدا مهما للحركة السياحية داخل الولاية، فضلًا عن مساهمتها في استحداث مناصب شغل مباشرة، وتحفيز الاستثمار المحلي.

وتعكس مثل هذه المبادرات توجها نحو الاستثمار في قطاع السياحة كخيار اقتصادي واعد، خصوصا في ظل الإمكانات الطبيعية والتراثية التي تزخر بها عنابة، والتي تجعلها وجهة قادرة على استقطاب السياح من داخل الوطن وخارجه.

وفي هذا السياق، تواصل دار الباي التقليدية الواقعة في قلب المدينة القديمة، استقطاب أعداد متزايدة من الزوار، حيث بلغ عدد الوافدين عليها خلال شهر جويلية المنصرم، حوالي 3000 سائح. 

وتُعد هذه الوجهة التاريخية أحد أبرز المعالم التي تجسد أصالة عنابة، إذ تمنح الزائر فرصة للتعرف على العمارة التقليدية، والروح الثقافية التي ماتزال حاضرة بين جدرانها. وعليه فإن دار الباي تبقى محطة إلزامية ضمن المسارات السياحية، حيث يقترن حضورها بذكريات الزائر، وفضوله لاكتشاف تفاصيل الحياة القديمة في المدينة. 

كما ساهم الاهتمام الرسمي بتهيئتها وإعادة إدماجها في النشاط السياحي، في جعلها فضاءً يجمع بين البعد الثقافي والترويجي، ما يرسخ قيمتها كرمز تراثي، وكمورد اقتصادي في آن واحد.

وتؤكد مديرية السياحة أن الرهان على مثل هذه المواقع التراثية إلى جانب دعم الشباب في مشاريع وكالات السفر، يشكلان معاً ركيزة أساسية لتجديد صورة عنابة السياحية، وتوسيع قاعدة الزوار، خاصة مع تزايد الطلب على السياحة الثقافية والتاريخية.

وبين المبادرات الاستثمارية الحديثة والوجهات الأصيلة التي تعكس ذاكرة المكان، يبدو أن عنابة تتجه بخطى ثابتة، نحو صناعة سياحية أكثر تنوعا، قادرة على الجمع بين الحداثة والتراث، وبين خدمة المستثمرين وتلبية تطلعات السياح.