في انتظار أعداد أكبر من الزبائن
معرض الأسرة المنتجة ببومرداس.. موعد للتضامن المحلي

- 380

عاد سوق الأسرة المنتجة لمدينة بومرداس بحلول شهر رمضان الفضيل، والذي تحوّل إلى تقليد سنوي تشارك فيه أزيد من عشر أسر منتجة قادمة من عدة بلديات، تباينت معروضاتهم ما بين السلالة التقليدية وعلى رأسها القفة، وكذا الأواني الفخارية والأفرشة دون إغفال بعض المعجنات إضافة الى العسل الطبيعي ومنتجات الخلية. ويراهن المشاركون على انتظار آخر أسبوع من رمضان وحلول عيد الفطر، لاستقطاب مزيد من الزبائن؛ حيث تبقى بوصلة الأسر متجهة نحو مائدة الإفطار هذه الأيام.
أجمع عدد من العارضين في سوق "الأسرة المنتجة" الجاري ضمن سوق الرحمة التضامني لرمضان 2025 بساحة "التيتانيك" وسط مدينة بومرداس، على أن رمضان من بين أهم المواسم "التجارية"، مؤكدين حرصهم على المشاركة في فعاليته كل سنة، ومعبرين عن استحسانهم إدراج سوق الأسرة المنتجة مع سوق الرحمة التضامني، إذ لم يكن الأمر كذلك في مواسم سابقة، معتبرين أن هذه الخطوة من شأنها مضاعفة فرص تصريف المنتوج اليدوي، تماما مثل ساحة طريق محطة القطار، التي تشكل من جهتها، مكانا "تسويقيا" بامتياز؛ بفضل كثافة حركة السير، وبالتالي تضاعف فرص البيع والشراء.
إقبال ملحوظ وحركة بيع بطيئة
رغم حركة البيع التي تبقى بطيئة خلال هذا الأسبوع الأول من شهر الصيام بسبب اهتمام الأسر بلوازم مائدة الإفطار، غير أن الحرفيين المشاركين ضمن المعرض المذكور، متفائلون بتغير هذه المعادلة باقتراب عيد الفطر المبارك؛ إذ قال الحرفي في صناعة الفخار حميد ماخوخ المشارك بمعرض الأسرة المنتجة من بلدية شعبة العامر، إن الإقبال سيكون مميزا خلال الأيام القادمة، على الجبة التقليدية التي يعرضها بجناحه، وهي من صنع زوجته الحرفية في الخياطة التقليدية.
وأعلن في معرض حديثه، عن تبنّيه أسعارا ترويجية تصل نسبة التخفيض فيها إلى 50% على مختلف الجبب التقليدية. وهي طريقة قال عنها تسمح له بتصريف بضاعة مكدسة، خاصة أن الموسم الصيفي بات قريبا؛ ما يعني بالنسبة له ولأسرته شحذ الهمة من أجل تجديد "ستوك" أو مخزون المنتج الحرفي؛ سواء الفخار، أو الجبة لعرضها ضمن معرض صيف 2025.
وفي سياق حديثه مع "المساء"، قال الحرفي إن مكان المعرض يشكل عاملا في غاية الأهمية بالنسبة للحرفي لتصريف منتوجه، ملفتا إلى كونه من بين الحرفيين الذين أتيحت لهم فرصة المشاركة في معرض الصناعة التقليدية بطريق محطة القطار الذي أقيم مؤخرا لمدة تقارب الشهرين، حيث كانت فرصة جيدة لتصريف منتوجه اليدوي.
ثم انتقل للعرض بسوق رمضان الحالي، قائلا بأن حركة البيع كانت مقبولة في الأسبوع الذي سبق حلول الشهر الفضيل وكذا أول يومين منه، لتقل بعدها الحركة لأسباب ربطها باحتياجات المائدة الرمضانية من خضر ومستلزمات أخرى، مطالبا الجهات المعنية بالعودة لتنظيم معارض للحرفيين ضمن قوافل متنقلة ببلديات دلس، وبرج منايل، وتيجلابين وحمادي، مثلما كان سابقا، ما يضاعف فرص تصريف المنتوج اليدوي، ويوسّع دائرة الزبائن أكثر.
تحطيم الأسعار
المتحدث أكد اعتماد تخفيض السعر على كل المنتجات اليدوية سواء الفخار من صنعه شخصيا، أو الألبسة التقليدية من صنع زوجته الحرفية في الخياطة؛ إذ تتراوح التخفيضات المعتمدة ما بين 10 و50% حسب المنتج والحجم والنوع أيضا، مشيرا إلى أن هذه الطريقة لا بد منها من أجل تحصيل بعض المدخول خلال الأيام الرمضانية، قائلا في هذا الصدد تحديدا: "لا باس، نقدر نجيب مورصو خبز في اليوم".
وهو نفس التعبير الذي استخدمه بائع الأفرشة والشورى الذي يشارك ضمن فعاليات ذات المعرض للأسرة المنتجة "ردعي" من بلدية سي مصطفى؛ إذ قال إن حركة البيع الحقيقية بالنسبة له منتظرة في آخر أسبوع من شهر الصيام؛ أي باقتراب عيد الفطر؛ حيث ترغب العديد من ربات الأسر في شراء أفرشة جديدة وشورى لتغيير زينة منازلهن. غير أنه لفت في المقابل، الى تحقيق ربح مقبول خلال هذه الأيام الأولى من الشهر الفضيل.
وقال بالكلمة الواحدة: "الحمد لله نجيب مورصو خبز تاع أولادي"، مرجعا الفضل إلى توفر المادة الأولية بالسوق؛ مما يسمح لزوجته بخياطة أنواع كثيرة ومختلفة من الأفرشة والأغطية والشورى، وبأحجام مختلفة، ومؤكدا في ذات الصدد أنه تم اعتماد أسعار ترقوية من أجل تصريف البضاعة من خلال تبني سياسة "تحطيم الأسعار"، حيث بلغت التخفيضات 50% على بعض القطع.
المتحدث لفت كذلك إلى أهمية تنظيم معارض دورية لتمكين الحرفيين من تصريف منتوجهم اليدوي، متحدثا عن أسرته المنتجة، التي حولت البيت الى ورشة؛ حيث تعمل الزوجة في الخياطة. ويهتم الزوج بعملية البيع، قائلا إن المعارض بالنسبة لأسرته، المنفذ الوحيد لتصريف البضاعة، موجها نداءه للجهة المعنية، بتسهيل عملية حصول أسرته على محل على محور بلديات برج منايل - زموري - بومرداس.
.. في انتظار تنظيم معارض أخرى
من جهتها، رأت إحدى الحرفيات في السلالة التقليدية تنحدر من بلدية قدارة، أن الإقبال على شراء القفة التقليدية، كان "مقبولا" خلال الأيام التي سبقت حلول رمضان وفي أول أيامه، مرجعة ذلك إلى كون هذه القفة تبقى رمزا للبركة حتى وإن تراجعت مكانتها بشكل كبير لدى الأسر الجزائرية. وأوضحت أنها اعتمدت أسعارا ترقوية؛ حيث تعرض بعض القفف بسعر 600 دج، ورأت ذلك بمثابة نوع من التضامن الذي تبديه هي الأخرى تجاه الأسر بالنظر إلى المصاريف الكثيرة خلال رمضان؛ سواء لمائدة الإفطار، أو كسوة عيد الفطر. كما ضمت صوتها لباقي الحرفيين في أهمية تنظيم معارض دورية للصناعة التقليدية عبر بلديات الولاية؛ لتحقيق دخل للحرفي الذي وراءه مصاريف كثيرة، وهو الذي يعتمد على صناعته اليدوية لإعالة نفسه وأسرته..