قيادة الدرك الوطني تحسس وتذكر بالعقوبات الردعية

برنامج خاص للوقاية من حرائق الغابات

برنامج خاص للوقاية من حرائق الغابات
  • 732
نسيمة زيداني نسيمة زيداني

مخطط استباقي لمواجهة "مافيا الفحم" قبل العيد

عقوبات تصل إلى المؤبد لمشعلي النار في الغابات

أكد رئيس مصلحة الاتصال بقيادة الدرك الوطني، المقدم عبد القادر بزيو لـ"المساء"، أنه تم إعداد خارطة طريق تتضمن إجراءات استباقية ووقائية، لتفادي حرائق الغابات، خلال الصائفة المقبلة، في إطار خارطة طريق تم إعدادها ووضعها، بإشراك مختلف الشركاء الفاعلين، حيث تتضمن إجراءات وقائية من شأنها تحسين التدخل الأولي، وكذا تحسين المعرفة بمخاطر حرائق الغابات والرفع من الوعي بالمخاطر، وأهم الإجراءات الردعية للمخالفين.

تعمل وحدات الدرك الوطني، على تشديد الرقابة ليلا نهارا، على المساحات الغابية، لتفادي حرائق الغابات، مع تضييق الخناق على "مافيا الفحم" التي تستغل، تزامنا مع اقتراب عيد الأضحى، حيث تحضر قيادة الدرك الوطني خطة أمنية محكمة، من أجل حماية المساحات الغابية والمحافظة على المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية من الحرائق، التي تندلع في موسم الصيف، مخلفة كل عام، خسائر رهيبة.

حملة وطنية للتوعية بمخاطر الحرائق قريبا

أكد بزيو، أن الأيام القليلة القادمة، تحمل في طياتها حملة وطنية تحسيسية مع مختلف الشركاء، بمشاركة مختلف وسائل الإعلام، من أجل توجيه نصائح وإرشادات للمواطنين، خصوصا مع اقتراب فصل الصيف الذي تكثر خلاله  الحرائق، وإعطاء مختلف النصائح والتوجيهات وحثهم على العقوبات التي تترتب على المخالفين.

الحملة تكون على أكبر نطاق ممكن، بهدف إيصال الرسائل والإرشادات الخاصة في هذا المجال، لأكبر عدد ممكن من مختلف شرائح المجتمع المدني، لكي تمضي سنة 2024 بدون حرائق، يقول.

وتشمل الحملة، مستعملي الطرقات، بهدف حثهم على تفادي الرمي العشوائي لبقايا المواد المستعملة القابلة للاشتعال، كأعقاب السجائر، عبوات العطور، القارورات الزجاجية، إلى جانب تنظيم حملات في المنتزهات الغابية للتحسيس بخطورة أعمال الشواء والرمي العشوائي للمعدات القابلة للاشتعال، وكذلك المواد الملوثة.

عمل استباقي لصيف بدون حرائق

وفيما يخص الوقاية من حرائق الغابات والمحاصيل الزراعية، أكد بزيو أن قيادة الدرك الوطني، بدأت في عمل استباقي منذ قرابة شهر، بالتعاون مع مختلف الشركاء والفاعلين، على غرار مصالح الغابات ومديرية الحماية المدنية والمديرية العامة للأمن الوطني، من خلال عقد عدة اجتماعات تنسيقية، من أجل مباشرة التوعية والتحسيس لفائدة المواطنين بصفة عامة، خاصة الذين يقطنون بالقرب من الغابات، وكذا الفلاحين، خصوصا على مقربة من موسم الحصاد، يقول، وهذا تجنبا لنشوب الحرائق على المحاصيل الزراعية، التي تعود أغلب الأسباب إلى شرارات في آلات الحصاد أو أسباب أخرى، يضيف.

وأوضح أن هذه العملية التحسيسية، التي تقوم بها وحدات الدرك في الميدان، من خلال مختلف الدوريات، تجري بالغابات، حيث تتواجد العائلات، ويتم توعيتهم بعدم نصب موائد الشواء، لتجنب نشوب الحرائق، مع توعية رواد هذه المساحات الخضراء بتجنب هذه التصرفات، التي من شأنها أن تتسبب في وقوع الحرائق.

أضاف محدث "المساء"، أن من بين الأعمال الاستباقية، يقوم أعوان الدرك بمراقبة مختلف الآلات الفلاحية تقنيا، تزامنا مع انطلاق موسم الحصاد، خصوصا بالولايات الجنوبية، مثل ولاية أدرار، ما يحتم على الدوريات التجول في مختلف الحقول وتوعية الفلاحين بمخاطر الحرائق.

عقوبات حد الإعدام لمضرمي النار بالغابات

من الجانب الردعي، تحدث بزيو، عن دوريات الدرك التي تقوم بردع المخالفين لمختلف القوانين، على غرار نصب موائد الشواء وحرق الأشجار عمدا، للحصول على مادة الفحم، مع اقتراب موعد عيد الأضحى، حيث يقوم الأفراد برفع المخالفات وتحرير محاضر قضائية وإرسالها للجهات القضائية، على حسب المواد والقانون والمتسبب في إشعال النار، التي تتسبب في الوفيات، وتصل العقوبات إلى الإعدام.

أضاف، أن وحدات الدرك الوطني تسخر كل الوسائل المتوفرة ،على غرار المروحيات التي تقوم بطلعات جوية في مختلف الغابات والغطاء النباتي، من أجل المراقبة الجوية لبعض التصرفات، التي من شأنها أن تتسبب في نشوب الحرائق، ويتم الاتصال والتنسيق مع مختلف الوحدات الموجودة في الميدان وتوجيهها إلى عين المكان، نذكر على سبيل المثال، يقول، آخر عملية قامت بها وحدة الدرك الوطني سنة 2024، في ولاية سكيكدة، حيث تم رصد ثلاثة أشخاص يقومون بإضرام النار من أجل الحصول على مادة الفحم.

التحقيق يتواصل بولاية سكيكدة

أكد العقيد سواكر عبد الغاني، قائد المجموعة الإقليمية للدرك الوطن، أنه تم توقيف الأشخاص الذين تسببوا في إشعال النار بسكيكدة، ويتعلق الأمر بثلاثة أشخاص تتراوح أعمارهم ما بين 39 و61 سنة، وقام هؤلاء بإضرام النيران على مستوى غابات ولاية سكيكدة ببلديات (تمالوس، سكيكدة)، على الفور، تم إخطار الوحدات العاملة في الميدان وتوقيف الفاعلين. وتم، حسب المتحدث، على الفور إخطار السلطات  القضائية المختصة، إذ تم مباشرة التحقيق تحت إدارة السادة وكلاء الجمهورية المختصين، تحت إشراف النائب العام لدى مجلس قضاء سكيكدة، مردفا بالقول: "لا يفوتني أن أذكر حول ما تخلفه الحرائق من خسائر بشرية ومادية، وما ينجر عنها من ترويع للسكان وتدمير مساحات واسعة من الغطاء النباتي، إذ أنتهز هذه الفرصة في إطار التحسيس، للفت انتباه المواطنين بضرورة التبليغ عن أي محاولة لإضرام النار، سواء كانت الأرض مملوكة للفاعل أو للغير، بالتبليغ عن طريق الرقم الأخضر (1055) للدرك الوطني  والإخطار عن الحريق".

وأضاف:  مهما كانت دوافع إضرام النار، سواء إجرامية أو بغرض تحقيق أغراض شخصية، كتدمير الوعاء العقاري لأجل استغلاله في الزراعة، أو استغلال مخلفات الحرائق الغابية في إنتاج مادة الفحم بطريقة غير شرعية، أو التعمد في حرق المحاصيل الزراعية للاستفادة من التعويضات المادية، وأنه وجب التذكير بالعقوبات الواردة في نص المواد 396 إلى 399 من قانون العقوبات، والتي تتراوح عقوبتها من السجن المؤقت من (05) سنوات إلى عشر (10) سنوات، أما إذا تسبب الحريق في إحداث جرح أو عاهة مستديمة، فيكون السجن مؤبدا، وإذا أدى الحريق العمدي إلى موت شخص أو عدة أشخاص، فتكون العقوبة الإعدام".

 


 

للحفاظ على الغطاء النباتي ببلديات العاصمة .. مصالح الغابات تباشر مخططاتها الاستباقية

انطلقت بالعاصمة، مؤخرا، حملات تحسيسية واسعة حول حرائق الغابات، تحت شعار "المحافظة على غاباتنا مسؤولية الجميع"، موجهة لمستعملي الطرق القادمين نحو العاصمة من مختلف الولايات؛ وهذا تفاديا لاندلاع الحرائق، وتزامنا مع اقتراب فصل الصيف.

وتهدف هذه الحملة التحسيسية المنظمة من قبل مديرية الغابات والحزام الأخضر لولاية الجزائر بالتنسيق مع مختلف المصالح، إلى توعية المواطنين حول الأسباب المؤدية إلى اندلاع الحرائق في الغابات، ومنها العامل البشري (رمي السجائر، وعدم إطفاء النيران المخصصة للطهي والشواء في الغابات)، الذي يُعد من أسباب اندلاع هذه الحرائق.

وقد تم على مستوى غابات العاصمة على غرار بوشاوي وبينام، توزيع مطويات على مستعملي الطريق، تحوي شروحات وافية حول الأسباب الحقيقية المؤدية إلى اندلاع الحرائق، وكذا الأخطار التي تنجم عن ذلك، بالإضافة إلى الإجراءات المتخذة لتفادي هذه الكوارث.

غرس 1962 شجيرة ببن عكنون

ومن بين الإجراءات التي اتخذتها ولاية الجزائر بالتنسيق مع مديرية الغابات والحزام الأخضر، تنظيم عملية تشجير واسعة على مستوى حديقة الحيوانات والتسلية "الوئام المدني" تحت شعار "الغابات والابتكار حلول جديدة لعالم أفضل" ؛ حيث تم خلال التظاهرة إبراز أهمية الابتكار التكنولوجي الذي يتيح الحصول على وسائل جديدة لإدارة الغابات، وحمايتها بشكل أفضل، مع تطوير مواد مستدامة من الأشجار.

كما تضمّن البرنامج عروضا مختلفة حول المخطط الأخضر لمصالح ولاية الجزائر، بالإضافة إلى عرض حصيلة التشجير لموسم 2023- 2024؛ إذ تم غرس 1962 شجيرة من مختلف الأصناف الغابية على مساحة مقدرة بـ 3 هكتارات.

العمل على إعادة تأهيل السد الأخضر

وفي سياق ذي صلة، ترأّس جمال طواهرية المدير العام للغابات، مؤخرا، اجتماعا تنسيقيا مع محافظي الغابات للولايات المعنية بالمخطط الوطني للوقاية من حرائق الغابات ومكافحتها لموسم 2024، والولايات المعنية بمشروع السد الأخضر؛ بهدف تقييم مدى تقدم الأشغال الوقائية والاستباقية، لا سيما إنجاز الخنادق المضادة للحرائق، وأبراج المراقبة، وفتح وتهيئة المسالك الغابية، وإنجاز الأشغال الحراجية، ورصد نقاط المياه.

كما تطرق المدير العام للغابات لمدى تقدم المشاريع المندرجة ضمن البرنامج الوطني لإعادة تأهيل السد الأخضر؛ حيث أسدى تعليمات باتخاذ الإجراءات اللازمة لتجنب أي تأخر في الإنجاز؛ لما تكتسيه هذه البرامج من أهمية على هذا المستوى.

إجراءات استباقية ببوشاوي

وتواصل مديرية الغابات والحزام الأخضر لولاية الجزائر، ممثلة في مقاطعة الغابات للشراقة، الأعمال الحراجية الاستباقية بحظيرة بوشاوي، المتمثلة في قطع وتجزئة الأشجار الميتة المتساقطة، وتنظيف الغابة، ورفع الردوم، وتنقية حواف الطريق، ونزع الحشائش والأحراش. وتتم هذه الأشغال من قبل عمال الورشة الممولة من ميزانية الولاية التابعة لمقاطعة الغابات الشراقة.

وفي نفس المسعى، شاركت مديرية الغابات والحزام الأخضر لولاية الجزائر، مؤخرا، في التمرين الافتراضي المنظم  بغابة "بينام" بالتنسيق مع مديرية الحماية المدنية لولاية الجزائر، تحت إشراف والي الجزائر العاصمة، ضمن مخطط تنظيم النجدة المقترح لسنة 2024.

وتهدف هذه المبادرة إلى ضبط كل الترتيبات اللازمة لإنجاح مخطط الوقاية، ومكافحة حرائق الغابات، واختبار مدى جاهزية واستعداد الوسائل المادية والإمكانيات البشرية المسخّرة، وتسجيل النقائص الملاحظة خلال التمرين، ووضع خطة لتداركها، وتقييم المدة الزمنية المستغرقة للتدخل، مع تعزيز دقة التنسيق بين مختلف المتدخلين ضمن مخطط النجدة الولائي لسنة 2024.

حملات نظافة واسعة بمختلف الغابات

وفي إطار التحضير لحملة مكافحة حرائق الغابات لموسم 2024 وتثمين واستغلال الفضاءات الغابية الجوارية والترفيهية والرياضية لصالح سكان وشباب بلدية دويرة، نظمت مديرية الغابات والحزام الأخضر لولاية الجزائر ممثلة في مقاطعة الغابات شراقة بالتنسيق مع المقاطعة الإدارية لداررية، تحت اشراف الوالي المنتدب بلهوان نشيدة، حملة نظافة واسعة على مستوى غابة أولاد منديل ببلدية دويرة التابعة للمقاطعة الإدارية لدرارية، بمشاركة مقاطعة الغابات بالشراقة.

كما سطرت مديرية الغابات والحزام الأخضر لولاية الجزائر، بالتنسيق مع الجمعية الولائية للشباب، برنامجا يتضمن عدة حملات للتشجير والحفاظ على البيئة على مستوى مختلف بلديات العاصمة، بإشراك مختلف أطياف المجتمع المدني.

وتم تسطير هذا البرنامج من أجل القيام بحملات تشجير، وهذا بتأطير ومرافقة تقنية من قبل مقاطعات الغابات المختصة إقليميا، التي تتكفل بتوفير شتلات الغرس، وضمان تكوين قصير المدى لأعضاء الجمعية، حول تقنيات الغرس الصحيحة، وخطوات الاعتناء بالمغروسات في موسم الحر.

وفي هذا الإطار، نُظمت حملة تشجير وتنظيف بغابة "الخزنة" ببولوغين؛ بهدف إعادة بعثها وتحويلها من مفرغة عشوائية إلى مساحة خضراء، ومتنفس طبيعي لسكان الحي، وذلك بحضور السلطات المحلية، وممثلين عن مختلف المؤسسات العمومية، والأسلاك الأمنية بالمقاطعة، بالإضافة إلى ممثلين عن عدة جمعيات.

وساهم المشاركون في غرس أزيد من 300 شجيرة من مختلف الأصناف الغابية المنتجة في مشتلة بن عكنون، وكذا بعض الأصناف المثمرة من قبل بعض المتطوعين، بالإضافة إلى القيام بحملة تنظيف واسعة من قبل أطفال الحي؛ لتعزيز وإرساء ثقافة الفكر الأخضر لدى الناشئة.

وفي إطار حملات التشجير لموسم 2023- 2024 وبهدف استحداث مساحات خضراء على المستوى الجواري، تم تنظيم عملية غرس واسعة على مستوى بلدية بوروبة، وذلك بإشراف مديرية الغابات والحزام الأخضر لولاية الجزائر، ممثلة بإقليم الدار البيضاء.

وقد تخلل عملية الغرس التي تمت بمشاركة السلطات والنوادي الرياضية والمؤسسات الولائية، تنظيم ورشة بيداغوجية توعوية؛ بهدف إرساء الثقافة البيئية في أوساط المجتمع، وكذا التعريف بأهمية الغطاء الأخضر، مع تلقين المشاركين الطرق الصحيحة للغرس، وكيفية الحفاظ على الشجيرات المغروسة في ظل التغيرات المناخية.