بهدف التخلص من فوضى التعمير وإفادة الشباب

وتيرة متسارعة في تهيئة مدينة أرزيو بوهران

وتيرة متسارعة في تهيئة مدينة أرزيو بوهران
  • 2983
 سعيد.م/ ج.الجيلالي / خ.نافع سعيد.م/ ج.الجيلالي / خ.نافع

كشف مختار العياشي رئيس المجلس الشعبي البلدي لأرزيو لـ "المساء"، عن تسارع وتيرة تهيئة مدينة أرزيو والمناطق التابعة لها، من خلال العديد من المشاريع التنموية التي تمس عدة قطاعات، وتهدف إلى مزيد من التعمير والتطور بإنشاء المزيد من المرافق، وتحسين الخدمات الجوارية. وتأتي في مقدمة هذه المشاريع محطة القطار بمدينة أرزيو التي خففت عن الساكنة والزوار غصة النقل من وإلى المدينة البترولية، خاصة مع قرب موسم الاصطياف. ويُعد هذا المشروع من أهم المشاريع الناجحة بالمنطقة منذ عقود.

أكد المتحدث أن عملية التهيئة الحضرية توسعت لتمس تهيئة وسط المدينة، من خلال رد الاعتبار لشارع واجهة البحر، الذي يُعد مقصدا مفضلا لسكان المدينة والسياح والطرق الرابطة بين أرزيو ورأس كربون، وغيرها من المشاريع التي يُقصد منها القضاء على مظاهر التخلف بهذه المدينة الاستراتيجية كتهيئة المساحات الخضراء والأرصفة وتعبيد الطرقات، والإنارة بعدد من أحيائها، حتى الجانب التجاري له حيز في أجندة المسؤولين، بالعناية بالسوق المغطاة، التي ستكون مكانا قارا وقانونيا لإدماج للباعة المتجولين والفوضويين، واستفادتهم من محلات تجارية، يمارسون بها نشاطهم التجاري بشكل قانوني، حيث تم مؤخرا إحصاء ما يقارب 20 طاولة لباعة ينشطون في فضاء غير شرعي، وبلغت الأشغال بهذه السوق المغطاة نسبة 30 في المائة، أرجع "المير" العياشي السبب في هذا التأخر إلى توقف الأشغال بعد فسخ العقد مع المؤسسة المكلفة بالإنجاز، قبل أن تقلع من جديد مع أخرى لتكليفها بالإنجاز.

ولترقية الخدمات الجوارية استفادت منطقة المحقن من مرافق خدماتية على مستوى التجمع السكني 11 ديسمبر 1960، شملت مكتبا بريديا جديدا، وتهيئة للقديم، ووكالة لشركة توزيع المياه والتطهير واتصالات الجزائر، ومسجدا من إنجاز مؤسسة صينية وتبرع أحد المحسنين في انتظار تجسيد ما هو مسطر من مؤسسات تعليمية وأمنية.

بالإضافة إلى هذه المشاريع، ستتخلص منطقة أرزيو في القريب العاجل، من مشكل العطش الذي عانت منه لسنوات طويلة، من خلال إنجاز قناة ثانية  لنقل المياه الصالحة للشرب، وتحويلها إلى المناطق التابعة لهذه البلدية على مسافة 11 كلم، لترتفع بذلك طاقة التخزين وتصل إلى أكثر من 16 ألف متر مكعب يوميا. 

من جانبها، ستعزز الحظيرة السكنية على مستوى منطقة المحقن، بإنجاز 380 سكنا ترقويا عموميا، سيسلّم في أواخر سنة 2018 بعد رفع وتيرة الأشغال على مستوى الورشة، التي تأخرت بفعل إجراءات الصفقات العمومية، حسب مسؤول بالوكالة العقارية لولاية وهران.

كشف العياشي عن استفادة قطاع الشباب والرياضة ببلدية أرزيو والمناطق التابعة لها، من إنجاز 11 ملعبا جواريا بغرض إتاحة الفرصة لشريحة الشباب لممارسة الرياضة، وإبعادهم قدر الإمكان عن مزالق الآفات الاجتماعية، وتقريب هذه الهياكل الرياضية من الفئات الناشئة. وتندرج هذه المشاريع في إطار إنجاز مرافق رياضية جوارية بالأحياء والمجمعات السكنية. ففي هذا المجال تم الانتهاء من 6 ملاعب جوارية بتكلفة مالية بـ 2 مليون دج للملعب الواحد، على أن تلحق بها 5 ملاعب جوارية أخرى، هي في طور الإنجاز.

بسبب صعوبة العمل بالمناطق الصناعية  ... تشكيل لجنة خاصة لدراسة النقائص

يشتكي أزيد من 50 متعاملا اقتصاديا ومستثمرا من انعدام أدنى شروط العمل فيما يتعلق بالمرافق المختلفة والخدمات الرئيسة الواجب توفرها ببعض المناطق الصناعية التابعة لولاية وهران. فيما أشارت بعض المصادر إلى تشكيل لجنة خاصة لحصر ودراسة النقائص المسجلة؛ بهدف تسهيل مهمة المتعاملين الاقتصاديين بولاية وهران. هذا الواقع تم تسجيله على مستوى المنطقة الصناعية حاسي عامر على سبيل المثال، والذي تسبب في هروب الكثير من العمال، الذين فضلوا البطالة والعمل في السوق السوداء على مزاولة العمل على مستوى أي مؤسسة بهذه المنطقة، الأمر الذي جعل المتعاملين يشتكون من نقص اليد العاملة بدون الحديث عن اليد العاملة المؤهلة، التي أصبحت من العملات النادرة. 

وقد أرجع بعض المتعاملين هذا الوضع إلى العزلة شبه التامة التي تعاني منها المنطقة الصناعية ببلدية حاسي عامر مقارنة بظروف عمل المناطق الصناعية الأخرى.

ومن أهم المشاكل التي يعاني منها المتعاملون غياب النقل، إلى جانب الانعدام شبه التام للاتصالات الهاتفية، ما يعني غياب الأنترنيت، وبالتالي عدم إمكانية التعامل مع مختلف الشركاء الآخرين. كما قال أحد المتعاملين إنه مضطر للعمل ليلا من منزله، وإجراء مختلف المراسلات الإدارية عن طريق البريد الإلكتروني من البيت بسبب انعدام هذه الإمكانية من المكتب بالمنطقة الصناعية، التي توجد فعلا في حالة عزلة تامة.

من جانب آخر، أكد عدد كبير من المتعاملين الاقتصاديين أن ظروف العمل بهذه المنطقة الصناعية غير مشجعة إطلاقا؛ الأمر الذي من شأنه أن يؤثر على الإنتاج في ظل الغياب شبه التام لأهم وسائل العمل المتعلقة بالمواصلات التي تضمن الاستمرارية الفعلية في النشاط والإنتاج، زيادة على انعدام التيار الكهربائي في الكثير من الحالات بسبب الانقطاعات المتكررة،  وهو عامل سلبي آخر لا يشجع على الاستمرار في الاستثمار، خاصة أن بعض المتعاملين وجدوا أنفسهم مضطرين للعمل بالمولد الكهربائي.

إلى جانب هذا، فإن أول ما يلفت الانتباه بالمنطقة الصناعية هو الروائح الكريهة المنبعثة من مختلف المناطق والأماكن، بسبب انعدام قنوات الصرف الصحي، بالإضافة إلى انعدام شبه كلي للماء الشروب وإشكالية الأمن.

وإن كان، حسب نفس المصادر، مدير تسيير المناطق الصناعية أكد إنشاء لجنة مختصة لمتابعة عملية تهيئة وتوفير كل الشروط الضرورية لعمل المتعاملين الاقتصاديين، الذين لم يلتحق منهم عدد كبير بالمنطقة؛ بالنظر إلى الظروف سالفة الذكر، مشيرا إلى تقديم تقرير شامل عن كافة النقائص المحصاة من أجل علاجها في الوقت المناسب، وبالتالي توفير ظروف عمل أحسن للعمال والمستثمرين على حد سواء.

 1360 منصبا جديدا لفائدة الأساتذة الاحتياطيين 

دعت أمس مديرية التربية بوهران، الأساتذة الاحتياطيين الفائزين في مسابقة الأساتذة للسنة الفارطة 2016، من أجل التقرب من المديرية على مستوى مدرسة ناصر الهواري التي يوجد بها مداومة، للحصول على ورقة التعهد الملزمة بإلحاقهم بمناصب العمل ابتداء من الفاتح من شهر سبتمبر المقبل،  وبعدم دخولهم الامتحانات المقبلة التي فتحتها الوزارة والخاصة بالأساتذة، حسبما أكده مدير التربية السيد سليماني أرزقي، حيث سيتم الاستعانة بالأرضية الرقمية الخاصة باستغلال القائمة الاحتياطية الولائية أولا، ثم الوطنية لتغطية الاحتياج البيداغوجي الحقيقي لولاية وهران، والمقدر بـ1360 منصبا جديدا موزعا بين 530 منصبا في الطور الابتدائي، 587 في المتوسط، و243 منصبا في الطور الثانوي، وفق نفس المصدر.

 ترميم الإقامات الجامعية يسير بخطى السلحفاة

توجد بوهران 12 إقامة جامعية، آخرها تلك التي تم إنجازها بالقطب الجامعي ببئر الجير، والتي تضم 800 سرير، بالإضافة إلى الإقامات الأخرى التي يوجد أغلبها في وضعية كارثية بسبب عدم إتمام أشغال الترميم التي انطلقت بها منذ أزيد من أربع سنوات. وكأن الأمر يتعلق بإنجاز إقامة جامعية جديدة، حسب تصريحات العديد من الطلبة الذين أكدوا أن إنجاز إقامة جامعية من 2000 سرير وفق المعايير الوطنية لا يتعدى متوسط 24 شهرا، كما هو حال الإقامة الجامعية للإناث "زدور ابراهيم" التي سبق لرئيس الجمهورية أن وضع حجر أساسها ودشنها بعد أقل من 24 شهرا.

من هذا المنطلق، يتساءل عدد كبير من الطلبة عن سبب تأخر ترميم الإقامات الجامعية الخمس المبرمجة منذ أزيد من أربع سنوات، وهو الأمر الذي اطلعنا عليه عند انتقالنا إلى الإقامات الجامعية الأربع المعنية بعملية الترميم وإعادة التأهيل، حيث صادفنا انطلاق فعلي للأشغال التي هي متوقفة وتسير بخطى السلحفاة عند البعض الآخر. وفي هذا السياق،  يؤكد العديد من الطلبة أن الأوضاع الاجتماعية التي يعيشونها داخل الإقامات لا تليق بالبشر.

وأكد الطلبة المعنيون أنهم ملزمون بالتعامل مع هذه الوضعيات وفق ما هو موجود، وهذا في نظر الكثير منهم "قمة التأقلم مع الأوضاع الكارثية"، خاصة أنهم ـ كما يقول الكثير ـ لا يملكون أدنى الحلول لطرح المشاكل التي يعيشونها على المسؤولين المشرفين على عملية تسيير شؤون الإقامة الجامعية.

وفي هذا الإطار، اكتفت مختلف التنظيمات الطلابية بالتنديد بالتأخر في إنجاز الأشغال التي من شأنها أن توفر للطلبة الجو الراقي للعمل والدراسة والبحث والرقي بالمجتمع إلى ما هو أفضل، خاصة على مستوى الإقامة الجامعية 19 ماي 1956 التي يوجد بها نخبة الطلبة المدعوين غدا إلى تقلد مختلف أسمى المسؤوليات لتسيير شؤون البلاد، حيث أنهم لا يملكون حتى المطعم للحصول على وجباتهم الغذائية.

من جهتها، أكدت إدارة الخدمات الجامعية تأخر الأشغال، بل ذهب بعض المسيرين والمسؤولين إلى اتهام أصحاب المؤسسات المنجزة بالتماطل في إتمام عمليات الإنجاز الموكلة إليهم، مؤكدين أنهم راسلوا السلطات العمومية والوزارة الوصية من أجل إعلامها بالأمر، على شكل تقرير وكفى. أما عن مسيري مختلف المؤسسات المكلفة بالإنجاز، فإنه صعب التحدث إليهم، بسبب عدم التمكن من لقاء أي واحد منهم، بسبب الانشغالات التي تلازمهم، بالتالي فإن الخاسر الوحيد في هذه المسألة يبقى الطالب الذي لا يعرف متى تنتهي أشغال الترميم التي انطلقت منذ أزيد من أربع سنوات، وكانت كافية حسب عدد منهم لإنجاز أكثر من خمس إقامات جامعية بمعايير حديثة وعصرية.