حيلة تجارية انتهجها التجار

"الصولد".. أكذوبة لتصريف السلع المكدَّسة؟

"الصولد".. أكذوبة لتصريف السلع المكدَّسة؟
  • القراءات: 212
استطلاع: نسيمة زيداني استطلاع: نسيمة زيداني

شهدت أسواق العاصمة خلال الأيام الماضية التي تزامنت مع الدخول المدرسي، حركة غير عادية على خلفية العروض التي قال عنها أصحاب المحلات، إنها "صولد"، في وقت يعرف الجميع موسم "الصولد" الذي تنظمه مصالح التجارة مرتين في السنة؛ بنهاية  شهر أوت ونهاية شهر ديسمبر؛ من أجل التخلص من السلع الموسمية المكدسة في المخازن وإن كان كثير من التجار يعلّقون لافتات لا توحي بحقيقة الأسعار المطبقة.

خلال جولة استطلاعية قادت "المساء" إلى شارع حسيبة بن بوعلي بالعاصمة خلال الأيام الماضية، لاحظت شدة الإقبال على المنتجات التي عُرضت على أنها "صولد" . وما قد زاد هذا الإقبال في تنافس التجار، تزامنُه مع الدخول المدرسي، ومع موسم تساقط الأمطار.

 

إقبال على السلع التركية...

وقد لاحظت "المساء" بأحد المحلات التجارية بساحة أول ماي "حسيبة"، أنه يعرض سلعا مستوردة من تركيا، ويلقَى إقبالا كبيرا إلى درجة نفاد بعض النماذج؛ على غرار سراويل الجينز، والبذلات الرياضية، وبعض أنواع الأحذية الرياضية المعروضة بثمن تراوح بين 1400 و2000 دج، وبنوعية متوسطة؛ ما يجد فيه الأولياء فرصة لاقتنائها لأطفالهم، وهو ما يتماشى مع القدرة الشرائية، فيما تُعرض الفساتين بأثمان معقولة جدا.

وأكد أحد الباعة أن عدة أنواع تم اقتناؤها بالكامل في أول يوم من عرضها، تراوح ثمنها بين 2800 و4500 دج. غير أن المحل يعرض ملابس بنوعية أفضل بأسعار تصل إلى 6 آلاف و6500 دج، موضحا أنها سلع من نوعية جيدة، ومستورَدة من تركيا.

كما لاحظنا إقبالا كبيرا من العائلات على المحلات المنتشرة على طول الشارع، والتي تحولت في معظمها، إلى بيع ملابس الأطفال إلى جانب ملابس الكبار؛ إذ يُعتقد من الوهلة الأولى أن وجود عرض كبير قد يساهم في كسر الأسعار، غير أن الأسعار في مجملها، بقيت مرتفعة، خاصة منها ملابس الفتيات، حسبما أكدت إحدى السيدات، قالت: "معظم التجار انتظروا اقتراب موسم الدخول الاجتماعي لإطلاق عروضهم المغرية، وبذلك يتخلصون من فائض السلع الصيفية، وعرض بدلها منتجات شتوية؛ من معاطف، وملابس صوفية، وأحذية...وغيرها تُعرض بأسعار باهظة على أنها صولد".

 

سوق ساحة الشهداء طوق النجاة

وبالنظر إلى الأسعار المتباينة على مستوى المحلات التجارية النظامية، يبقى سوق ساحة الشهداء الملجأ المفضل للعائلات محدودة الدخل، وحتى العائلات الميسورة؛ لما يوفره من عروض وملابس بأثمان معقولة. ويضم السوق عشرات الباعة الفوضويين، الذين يفترشون الشارع بغرض عرض منتجات مختلفة، وعلى رأسها بِذلات الأطفال. وحسبما شهدنا، فإن معظم السلع الموجودة بالسوق، صينية المنشأ. وتُعرض بأسعار معقولة جدا؛ حيث يصل سعر الفساتين إلى ما بين 2000 و2800 دج، وبذلات فتيان كاملة من 3 قطع في حدود 1500 و2600 دج، حسب السن. وأوضح أحد التجار أن فارق الربح في المنتجات المعروضة، قليل؛ ما يسمح للمواطنين بشراء الألبسة في مختلف المناسبات. وإلى جانب البذلات يتوفر بالسوق كل أنواع الأكسسوارات للزينة الخاصة بالأطفال؛ ما يجعلها مقصدا لكل المتسوقين على اختلاف طبقاتهم الاجتماعية.

وأكد بعض من التقتهم "المساء" بساحة الشهداء، أنهم يجدون في هذا السوق ضالتهم كل سنة؛ لما يوفره من ألبسة بأسعار معقولة، تتماشى مع القدرة الشرائية لمحدودي الدخل.

 

"الصولد" حيلة تجارية لإغراء الزبائن

وعلّق العديد من رواد صفحات التواصل الاجتماعي بموقع "الفايسبوك"، أن العديد من التجار يعتمدون على سياسة "الصولد" في المواسم والمناسبات، خصوصا مع الدخول الاجتماعي؛ لفسح المجال أمام عرض سلع جديدة تتماشى مع الموسم، بعضها تخفيضات مغرية تصل أحيانا إلى 70 ٪، وتكون أحيانا غير مرضية بسبب بقاء أسعارها مرتفعة حتى وإن تم الخصم فيها.

ولجلب الزبائن لاحظت "المساء" عرض لافتات بأرقام وأسعار بمحلات العاصمة، تجذب الأنظار، وتصل إلى شراء منتوج والحصول على آخر مجانا، وهو ما جلب زحمة كبيرة داخل المحلات.  وأكدت إحدى الفتيات كانت رفقة صديقتيها ـ وهن طالبات جامعيات يدرسن بالجامعة المركزية ـ قائلة: "لا يمكنني تفويت هذه الفرصة. أقتني بعض القطع هذا الموسم لارتدائها في السنة المقبلة إن شاء الله؛ فبعض الأسعار مغرية جدا ". ويرى البعض أن هذه السياسة ما هي إلا "خدع تجارية" لإغراء الزبون، ودفعه لاقتناء منتجات هو في غنى عنها تماما؛ ما دفع البعض إلى مقاطعة هذا النوع من العروض، وهذا ما أوضحه أحد الشباب قائلا: "أفضّل شراء ملابس من محلات ذات ثقة بأسعار معقولة بدلا من التجول عبر محلات الصولد، واقتنائها بأسعار منخفضة؛ فمنها ذات نوعية رديئة؛ فبغرض التخلص منها تباع بأسعار بخسة".

 

مواقع إلكترونية تنتهج نفس الخدعة للترويج لمبيعاتها

وحسب تعبير العديد من المواطنين فقد باتت المواقع التجارية الإلكترونية هي الأخرى، تنتهج هذه الخدعة للترويح لمبيعاتها، وهو ما أجمع عليه الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة أنها عرفت إقبالا كبيرا من قبل المواطنين، فيما كانت تعرف في وقت سابق، إقبالا محتشما.

وعبّر الزبائن عن استيائهم مما وصفوه بـ "أكذوبة أفريل"، والتي يوهم فيها أصحاب المحلات الزبائن بأنهم سيخفضون الأسعار إلى أدنى مستوياتها. وظهرت هذه الأكذوبة هذا العام بقوة عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي. وروّج لها أصحاب المراكز التجارية، زاعمين أن التخفيضات في أسعار الملابس وغيرها من المستلزمات، ستصل إلى أقل من النصف، إلا أن الأسعار تعكس غير ذلك، وهو ما أعرب عنه بعض الزبائن، الذين صرحوا لنا بأنهم من المترددين بشكل دائم، على بعض المراكز والمحلات التي تنتهج هذه الخدعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.