خصصت ولاية قسنطينة مبلغا ماليا يقدر بأكثر من 12 مليار سنيتم، للتكفل بالنقل المدرسي عبر 12 بلدية؛ في خطوة للقضاء على المظاهر السلبية التي باتت تشوّه سمعة بلديات الولاية في هذا المجال في ظل استعانة التلاميذ المتمدرسين بوسائل نقل أخرى لا علاقة بها بالنقل كالشاحنات والجرارات.. إلى جانب اضطرارهم لقطع على الأقدام مسافات طويلة في كثير من الأحيان.

استفادت ولاية قسنطينة من مبلغ 7 ملايير و800 مليون سنتيم كإعانة من وزارة الداخلية والجماعات المحلية موجهة للبلديات، لدعم ملف النقل المدرسي قبل الدخول الاجتماعي المقرر خلال بداية شهر سبتمبر المقبل، كما يضاف لهم غلاف مالي يقدّر بـ 4.5 ملايير سنتيم، خصّصته مصالح الولاية من ميزانيتها لهذا المجال.

ويوجد بولاية قسنطينة 170 خطا للنقل المدرسي، تسهر على تأمينه 187 حافلة عبر مختلف المناطق، وتقوم بمراقبتها مديرية النقل التي تعمل على إحصائها وتقديم القوائم الخاصة بحافلات النقل المدرسي للبلديات؛ قصد التعاقد وتوزيع الخطوط على أصحابها، وهي العملية التي عرفت تغيرا في الفترة الأخيرة بالنظر إلى تغيير خارطة النقل المدرسي بشكل كبير في ظل عمليات الترحيل التي عرفتها قسنطينة خلال السنوات القليلة الفارطة، بتحول عدد كبير من السكان نحو الأقطاب السكانية الجديدة، على غرار المدينتين الجديدتين علي منجلي وماسينيسا.

ويبقى المشكل الكبير الذي يعاني منه تلاميذ المنطقة خلال السنة الدراسية، تنصّل بعض أصحاب حافلات النقل المدرسي من مسؤولياتهم وغيابهم المتكرر أو تغيير وسيلة النقل، ما يؤثر سلبا على نقل التلاميذ، وهو الأمر الذي وقف عليه خلال الفترة الأخيرة عدد من المنتخبين ببلدية قسنطينة، الذين رفعوا هذا الانشغال إلى رئيس البلدية في آخر دورة للمجلس الشعبي البلدي، حيث أكد رئيس بلدية قسنطينة نجيب أعراب في هذا الإطار، أن النقل المدرسي من أولويات البلدية، مشددا على ضرورة توفير حافلات جديدة لنقل المتمدرسين لا يزيد عمرها عن 5 سنوات، مع تقديم تقرير مفصّل من قبل المندوبين عن حالة حافلات النقل المدرسي المعتمدة، بعدما اتّهم عدد من المنتخبين أطرافا بالتلاعب بخطوط النقل المدرسي واستخدام ناقلين حافلات غير تلك المصرح بها في دفاتر الشروط أثناء التعاقد مع البلدية.

من جهة أخرى، خصصت المصالح الولائية بقسنطينة مبلغ 3 ملايير سنتيم، كإعانة للبلديات التي تضم عائلات فقيرة ومعوزة تحسبا للدخول المدرسي المقبل، إذ من المرتقب استغلال هذا المبلغ في اقتناء المحافظ المدرسية وتوزيعها على التلاميذ المعوزين بهذه البلديات، كما جرت عليه العادة خلال السنوات الفارطة. كما دعا القائمون على هذه المبادرة البلديات إلى تقديم حصصهم المالية الخاصة باقتناء هذه المحافظ.

وخلال آخر اجتماع تنفيذي عقده والي قسنطينة عبد السميع سعيدون بمقر ديوانه خلال الأيام الفارطة، قدّم تعليمات صارمة لرؤساء البلديات للبدء في إجراءات اختيار الممونين الذين سيتكفلون بتوفير المحافظ المدرسية والإطعام المدرسي.

❊زبير.ز