جني 80 بالمائة من المحصول بقسنطينة
1400 هكتار أشجار مثمرة تدخل الإنتاج

- 260

تعرف شعبة الأشجار المثمرة الموسمية بولاية قسنطينة، تطورا ملحوظا خلال السنوات الماضية، وبات تطوير هذه الشعبة أكثر، من بين الأمور التي تركز عليها مصالح مديرية الفلاحية، في ظل التسهيلات التي تقدمها مصالح الولاية في الحصول على رخص حفر الآبار الارتوازية، حيث تقلصت من مدة عام إلى شهر أو شهرين في أقصى الحالات، وهو ما جعل الولاية في صدارة هذا المجال.
وفقا لإحصائيات مديرية المصالح الفلاحية بولاية قسنطينة، فقد بلغت المساحة المزروعة في شعبة الأشجار المثمرة الموسمية، للموسم الفلاحي الحالي، 1552 هكتار، منها حوالي 90 بالمائة من هذه المساحة المزروعة، ما يمثل 1399 هكتار، دخلت في الإنتاج وباتت تقدم كميات معتبرة من الفواكه، حيث بلغت نسبة جني المحاصيل بين 70 و80 بالمائة، بمردود جيد، في حدود 150 قنطار في الهكتار، وهو أمر جد مشجع ومحفز.
تشير إحصائيات مديرية المصالح الفلاحية بقسنطينة، إلى وجود 584 هكتار مغروسة من أشجار الفواكه ذات البذور، على غرار التفاح والعنب، مع تسجيل 742 هكتار من أشجار الفواكه ذات النواة، كفاكهة "النيكتارين"، الخوخ، البرقوق أو عين البقرة، المشمش والكرز، والتي باتت تقدم للسوق المحلي والجهوي فواكه موسمية ذات قيمة غذائية عالية جدا، ومفيدة لصحة الإنسان وتغذيته، وتساههم هي الأخرى في ضمان الأمن الغذائي.
وفقا لمعطيات مديرية المصالح الفلاحية بقسنطينة، فإن أغلب المستثمرات الفلاحية بقسنطينة باتت تتبع طرقا حديثة، حيث بات الفلاح يتقن مختلف التقنيات الخاصة بزراعة أشجار الفواكه الموسمية، من خلال اتباع الطرق الحديثة في السقي، كالسقي بالتقطير بنسبة 100 بالمائة، في وقت أصبحت عمليات الرش نادرة، وتقتصر فقط على زراعة البطاطا، يضاف لها التحكم في عمليات الزبر، التسميد ومعالجة الأشجار من مختلف الأمراض، حيث مست عملية التكثيف حوالي 2500 شجرة في الهكتار الواحد.
وحسب المختصين في المجال الزراعي بقسنطينة، فإن الإنتاج الوفير يساهم في استقرار الأسعار وانخفاضها في أحيان كثيرة، معتبرين أن المنافسة من شأنها التأثير على الأسعار، على غرار ما وقع في السوق، مؤخرا، بشأن فاكهة الكرز الذي وصل سعرها إلى 400 و450 دينار للكيلوغرام، بعدما كانت بسعر 2000 دينار للكيلوغرام، في حين أرجعوا ارتفاع أسعار بعض الفواكه، بالدرجة الأولى إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج.
ويرى المختصون، أن شعبة أشجار الفواكه الموسمية، شعبة استراتيجية يجب الوقوف عليها من جميع الجوانب، وأخذ عدة نقاط بعين الاعتبار، قبل الانطلاق في عملية الغرس، مركزين على ضرورة معرفة الفلاح لمدة تخزين هذه الفواكه، خاصة وأن هناك بعض الفواكه التي يمكن تخزينها وأخرى لا تتحمل ذلك.
ولا تتعدى مدة تخزين بعض الأصناف، 25 يوما، على غرار الكرز، في حين يمكن تخزين فاكهة "النكتارين" إلى حدود شهرين. أما بخصوص التفاح، فتختلف مدة تخزينه، حسب الأصناف التي تنتج مبكرا، على غرار الهنا والكنزي، التي لا تخزن، وهناك أصناف تخزن بين شهر و6 أشهر، حسب الصنف والعامل الوراثي ودرجة النضج. كما أن هناك أنواع من المشمش والخوخ التي تخزن وأخرى لا، حيث ينصح المختصون الفلاحين بشأن الفواكه الموسمية غير القابلة للتخزين، والتي يجب فيها احترام مدة توقف التسميد قبل جني الثمار.
ويبقى من أهم انشغالات الفلاحين المختصين في زراعة أشجار الفواكه الموسمية، كضرورة قصوى، في ظل العوامل المناخية القاسية والتذبذب في التساقط، توفير مصادر أخرى للسقي، من خلال وضع آليات عملية للتدخل من أجل مجابهة هذا الأمر، والتركيز في البداية على إنجاز الحواجز المائية، التي لا تتعدى 20 حاجزا مائيا، تم إحصاؤها منذ سنة 2000، وأضحت لا تلبي الطلب، مع بقاء 5 حواجز فقط حيز الاستغلال وتعرضت الأخرى للطمي وأصبحت خارج الخدمة.
كما يطالب الفلاحون في هذه الشعبة، الوصاية، بإدراج نقطة المؤسسات التحويلية لهذه المنتجات، والسماح بإنشاء هذه المؤسسات داخل المستثمرات، حتى تسمح للفلاح بالقيام بهذه العملية بنفسه وتوفيرها للمواطن، مع المطالبة بالسماح بإنجاز أماكن إقامة داخل المستثمرات، حتى تسهل على الفلاح وعماله الاعتناء بالأشجار في كل وقت.