عنابة تخرج من عزلتها الرقمية

141 محطة اتصالات لتغطية "مناطق الظل" والشواطئ

141 محطة اتصالات لتغطية "مناطق الظل" والشواطئ
  • 182
سميرة عوام سميرة عوام

❊ حملات تحسيسية لفائدة المصطافين

ربطت ولاية عنابة هذا الصيف، شواطئها البعيدة عن المدينة، وحولت العزلة الرقمية التي عاشتها لسنوات، إلى تواصل سلس وسريع، ترافقه جهود توعية لحماية المستخدمين من مخاطر الفضاء الرقمي، ضمن مقاربة شاملة، تجمع بين تحسين الخدمة وبناء الوعي.

ففي إطار خطة طموحة لقطاع البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية، شُرِع في تدعيم شبكة الهاتف النقال عبر مختلف المتعاملين، من خلال إنجاز 141 محطة للربط، أُنجز منها حتى الآن، 64 محطة دخلت الخدمة الفعلية، وهو ما انعكس مباشرة على نوعية الاتصال وتغطية الأنترنت في مختلف أرجاء الولاية، خاصة في النقاط الساحلية البعيدة عن النسيج الحضري.

وكان شاطئ "جنان الباي" أبرز المستفيدين من هذه العملية، هذا الشاطئ، الذي ظل لسنوات طويلة خارج التغطية، عانى فيه المصطافون من انعدام الشبكة تماما، مما جعل التواصل مع العائلة، أو حتى إجراء مكالمة طارئة، أمرا شبه مستحيل. اليوم، وبعد دخول المحطات الجديدة الخدمة، أصبح الشاطئ مجهزا بخدمة أنترنت عالية التدفق، تسمح بروابط فيديو فورية، وبث مباشر للحظات الاستجمام، وتبادل الصور والمحتوى في لحظتها.

المشروع لم يقتصر على تحسين الخدمة للمصطافين فقط، بل كان له بُعد أمني وخدمي مهم؛ إذ يتيح الربط السريع إمكانية الإبلاغ الفوري عن أي حادث أو ضياع طفل، إلى جانب تسهيل عمل وحدات الحماية المدنية والدرك الوطني، المنتشرة على طول الشريط الساحلي، ما يزيد من فعالية التدخلات، ويعزز شعور الأمان لدى مرتادي الشواطئ.

في الوقت الذي كانت فرق التقنية تنهي أعمال التركيب والصيانة للمحطات الجديدة، كان فريق آخر من نفس القطاع، ينسق مع شركاء محليين، لإطلاق حملة توعية رقمية واسعة، مستهدفة الأطفال والشباب في مراكز العطل والترفيه لسنة 2025. الحملة لم تكن مجرد نشاط عابر، إنما تعد برنامجا متكاملا، صُمم ليعالج إشكالية متنامية في العصر الرقمي، سوء استخدام الأنترنت، وتزايد أساليب الاحتيال الإلكتروني.

داخل مركز تخييم أطفال من جمهورية الصحراء الغربية، اجتمع الصغار في حلقات دائرية، يستمعون بشغف لشروحات المؤطرين من مديرية الشباب والرياضة، "اتصالات الجزائر"، "بريد الجزائر"، ومتعاملي الهاتف النقال، وفي مقدمتهم "موبيليس". الدروس كانت مبسطة، لكنها عميقة، تبدأ بتعريف الاحتيال الإلكتروني وأشكاله، مرورًا بعرض أمثلة واقعية لرسائل مجهولة أو روابط مشبوهة، وصولًا إلى طرق الحماية، مثل التحقق من المصادر، وعدم مشاركة المعلومات الشخصية مع الغرباء، وتفعيل خصائص الأمان على الحسابات.ولم تقتصر الأنشطة على الشرح النظري، بل تخللتها ورشات تطبيقية، حيث شارك الأطفال في تمارين تحاكي مواقف حقيقية: كيف يتصرفون إذا تلقوا عرضا مغريا من جهة مجهولة؟ كيف يردون على رسالة تطلب كلمة السر؟ وكيف يبلغون أولياءهم أو السلطات عن محاولات مشبوهة؟.

الحملة ركزت كذلك على الجانب الإيجابي للأنترنت، من خلال تشجيع الأطفال على استخدامه في التعلم، والبحث، وتنمية المهارات، بدل أن يكون وسيلة للترفيه فقط. المؤطرون قدموا أمثلة لأطفال في أعمارهم، تمكنوا من تعلم لغات جديدة أو تطوير مواهبهم عبر منصات تعليمية مفتوحة.

وفي الشواطئ التي عرفت التحسينات التقنية، كان المشهد مختلفًا تمامًا هذا الموسم. المصطافون الذين كانوا يضطرون للصعود إلى مناطق مرتفعة، بحثًا عن إشارة ضعيفة، أصبحوا يتصفحون هواتفهم، وهم على مقاعدهم تحت المظلات. بعضهم يبث مباشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وآخرون يتبادلون صور اللحظات العائلية فور التقاطها.

هذا التزامن بين تدعيم البنية التحتية الرقمية وتعزيز الثقافة الرقمية الآمنة، جعل موسم الاصطياف في عنابة 2025، مختلفًا عن كل المواسم السابقة. فالتواصل لم يعد رفاهية، بل صار متاحًا للجميع، والحماية لم تعد مجرد نصائح، بل أصبحت مهارات عملية يتقنها الجيل الناشئ.

هكذا جمعت عنابة هذا الصيف، بين موجات البحر التي تستقبل المصطافين، وموجات البيانات التي تربطهم بالعالم، وبين متعة الانفتاح على الفضاء الرقمي، ووعي يحصنهم من مخاطره، لتؤكد أن التنمية الحقيقية تبدأ حين تلتقي التقنية بالإنسان في نقطة توازن واحدة.


لضمان سلامة حركة المرور

صيانة الطريق الوطني رقم "16"

انطلقت، مساء أول أمس، أشغال صيانة جزئية على مستوى الطريق الوطني رقم "16" بعنابة، بعد أن أعلنت مديرية الأشغال العمومية، عن غلق مؤقت لمقطعين من هذا المحور الحيوي، على أن تُستكمل العملية في الساعات الأولى من اليوم الموالي.

شملت عملية الغلق، المقطع الممتد من النقطة الكيلومترية "09+000 إلى 09+500"، إضافة إلى المقطع ما بين "11+500 و12+000"، حيث تم تحويل حركة المرور إلى الجهة الأخرى للطريق، في إجراء احترازي يضمن استمرارية تنقل المركبات ويحول دون تسجيل ازدحام مروري.

أكدت المديرية، في بيان لها، أن هذه العملية تندرج ضمن برنامج دوري، يهدف إلى تحسين نوعية شبكة الطرقات والمحافظة على سلامتها، موضحة أن الفرق التقنية، سخرت الوسائل المادية والبشرية الضرورية، للإسراع في استكمال الأشغال في الوقت المحدد.

يُعتبر الطريق الوطني رقم "16" من أهم المحاور التي تعرف كثافة في الحركة، كونه يربط مدينة عنابة بعدة بلديات ومناطق صناعية، فضلا عن كونه منفذا رئيسيا نحو طرق وطنية أخرى. هذا ما جعل صيانته تدخل ضمن أولويات السلطات العمومية، لاسيما مع تزايد الضغط المروري في فصل الصيف.

من جهة أخرى، شددت المديرية على أن ضمان انسياب حركة المرور، أثناء تنفيذ مثل هذه الأشغال، يظل من بين أبرز التحديات، مؤكدة اتخاذ إجراءات تنظيمية مرافقة، كتوجيه المركبات، ووضع إشارات تنبيهية، وتجنيد فرق متابعة ميدانية.

وتعكس هذه  العملية، حرص السلطات المحلية بولاية عنابة، على الاستثمار في صيانة البنى التحتية، كخيار استباقي، لتفادي تدهور الطرق وتداعياته، سواء من حيث السلامة، أو من حيث الأعباء المالية التي قد تنجر عن تأخير مثل هذه التدخلات.


شملت المناطق الواقعة بين عنابة وسكيكدة

حملات توعوية مكثفة للوقاية من حرائق الغابات

كثفت محافظة الغابات لولاية عنابة، جهودها الميدانية، في إطار الاستراتيجية الوطنية للوقاية من حرائق الغابات، من خلال تنظيم حملتين تحسيسيتين متتاليتين يومي 13 و14 أوت الجاري، تحت إشراف السيد محمد بوسيس، محافظ الغابات، بالتنسيق مع الهيئات الأمنية والمحلية، لضمان صيف آمن وحماية الثروة الغابية.

ففي اليوم الأول، توجهت مقاطعة الغابات لدائرة شطايبي، إلى المناطق الحدودية بين ولايتي عنابة وسكيكدة، بالتنسيق مع مقاطعة عزابة بولاية سكيكدة، حيث شملت الحملة الميدانية كلا من المرسى، العزلة وديار الجدري. وتم خلالها، توعية السكان بأهمية الحفاظ على الغابات، باعتبارها رئة بيئية وموردا اقتصاديا، مع التحذير من السلوكيات الخاطئة، كإشعال النيران أو التخلص من النفايات بطرق عشوائية، والتي تُعد من أبرز مسببات الحرائق. كما تم توزيع مطويات إرشادية، وتقديم شروحات مباشرة حول كيفية التصرف السريع في حال ملاحظة بداية حريق.

وفي اليوم الموالي، نظمت مقاطعة الغابات بالحجار، يوما تحسيسيا على مستوى حاجز الشرطة "أول ماي"، المقابل لمحطة المسافرين "صديد محمد منيب"، حيث تم استهداف المسافرين والمارة والسكان المحليين برسائل مباشرة عن مخاطر الإهمال في الفضاءات الطبيعية. وقد شارك في الحملة، أعوان الغابات وعناصر من الأمن الوطني، مؤكدين على ضرورة التبليغ الفوري عن أي مصدر دخان، أو حريق، عبر الأرقام الخضراء المخصصة للطوارئ.

تندرج هذه الحملات، ضمن خطة ميدانية شاملة، تعتمد على العمل التشاركي بين محافظات الغابات، الهيئات الأمنية والمجتمع المدني، لتقليل احتمالات اندلاع النيران في فصل الصيف، والحفاظ على الغطاء النباتي الذي يمثل خط الدفاع الأول ضد التصحر وتدهور التوازن البيئي. كما تسعى هذه المبادرات، إلى ترسيخ ثقافة الوقاية لدى المواطنين، وضمان استدامة الثروة الغابية للأجيال القادمة.


بلدية خرازة

المدارس محل مراقبة

عاين الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية ذراع الريش، رفقة السلطات الأمنية بخرازة، ومصالح بلدية وادي العنب بولاية باتنة، أشغال إنجاز مطعم مدرسي في مؤسسة "شطاب عبد الله" بحي خرازة، في إطار الاستعدادات الجارية لاستقبال الموسم الدراسي المقبل.2025-2026.

خلال جولته، وقف المسؤول على تقدم الأشغال التي بلغت مراحلها الأخيرة، مؤكدا أن المطعم سيكون جاهزا قبل انطلاق الدخول المدرسي، مما سيساهم في تحسين ظروف الإطعام المدرسي، وتوفير وجبات صحية ومتوازنة للتلاميذ.

كما أصدر تعليماته بتهيئة ساحة المدرسة بالخرسانة المسامية، لضمان جاهزيتها على مدار السنة الدراسية، خاصة في فترات تساقط الأمطار، بما يتيح للتلاميذ فضاء آمنا لممارسة نشاطاتهم.

تندرج هذه الزيارة، ضمن سلسلة من الخرجات الميدانية، التي يقوم بها الوالي المنتدب، لمتابعة المشاريع التنموية في مختلف القطاعات، وضمان احترام آجال الإنجاز وجودة الأشغال، بهدف توفير بيئة تعليمية مناسبة، وتحسين المرافق التربوية في المنطقة.

وقد عبر عدد من أولياء التلاميذ وسكان الحي، عن ارتياحهم لهذا المشروع، معتبرين أن إنشاء مطعم مدرسي جديد، سيسهل حياة التلاميذ ويعزز حضورهم المنتظم في الفصول الدراسية.


لمتابعة الإنتاج ودعم الفلاحين

لجان تقنية تجوب مزارع عنابة

زارت لجان تقنية ومختلطة، نهاية الأسبوع، مختلف المناطق الفلاحية بولاية عنابة، في إطار الجهود المتواصلة، لمتابعة الأنشطة الزراعية ومرافقة المستثمرين، حاملة معها أهدافا متعددة، تبدأ من مراقبة جودة الإنتاج وتنتهي بضمان الدعم المباشر للفلاحين.

انطلقت الزيارة من بلدية البوني، حيث نفذت اللجنة التقنية المكلفة بالزراعات الزيتية، خرجة ميدانية إلى مزارع دوار الشمس، بهدف حساب متوسط المردود في الهكتار، وهي خطوة أساسية تسمح للمصالح الفلاحية، بتقييم جودة الإنتاج ووضع توقعات دقيقة للموسم الحالي. كما تابعت اللجنة عملية استقبال وتصفية محصول دوار الشمس داخل وحدات التحويل، حيث تم الوقوف على نشاط المتعامل الاقتصادي "فيتوبيوشام"، الذي يشرف على عملية التصفية والمعالجة الأولية للبذور، وهي مرحلة حاسمة لضمان جودة الزيوت المستخرجة لاحقًا.

وفي ذات السياق، توجهت لجنة مختلطة أخرى إلى بلدية الشرفة، وبالضبط إلى المستثمرة الفلاحية التابعة للفلاح بونور نبيل، في حي "عزيزي أحمد" دائرة عين الباردة، لمعاينة مشروع ضخم ممول، في إطار برنامج "قرض التحدي"، حيث استفاد المستثمر من 92 رأسًا من الجواميس الحوامل من سلالة "منتبليار"، المعروفة بإنتاجها العالي من الحليب، ومقاومتها الجيدة للظروف المناخية.

يهدف المشروع، إلى تعزيز إنتاج الحليب محليًا، وتزويد السوق بكميات أكبر من المشتقات الحيوانية، إضافة إلى خلق فرص عمل جديدة لشباب المنطقة.

ضمت اللجنة المشرفة على المعاينة، ممثلة عن فرع بنك الفلاحة والتنمية الريفية ببرحال، ورئيس القسم الفرعي للفلاحة ببلدية العلمة، ومفتشة بيطرية رئيسية مكلفة بمتابعة الحالة الصحية للقطيع، إلى جانب ممثلة المديرية المكلفة بملف "قرض التحدي". وقد سجل أعضاء اللجنة ارتياحهم لوتيرة الإنجاز، والالتزام بالمعايير التقنية في تسيير المشروع.

تأتي هذه الخرجات الميدانية، في إطار سياسة وزارة الفلاحة، الرامية إلى تشجيع الاستثمار المنتج، وضمان المرافقة التقنية والمالية للمستثمرين، وتذليل العقبات التي قد تواجههم في مراحل الإنتاج والتسويق، بما يساهم في رفع الإنتاجية وتحقيق الأمن الغذائي وتعزيز الاقتصاد الريفي بولاية عنابة.