ضبط مخطط حماية الغطاء النباتي
30 قرية بتيزي وزو مهددة بحرائق الغابات
- 1117
بدأت سلطات ولاية تيزي وزو في تحضير موسم الصيف، والاستعداد لمخلفات ارتفاع درجات الحرارة إثر نشوب حرائق غابية كبيرة؛ من خلال إحصاء القرى المهددة بالحرائق، ووضع مخطط تدخل لمواجهة ألسنة النيران وإخمادها في الوقت المناسب ومنع انتشارها؛ بغية تقليص حجم الخسائر، وحماية الأرواح البشرية، وضمان اجتياز الصيف بأقل الأضرار الممكنة.
أحصت مصالح محافظة الغابات لولاية تيزي وزو في هذا الشأن، 30 قرية مهددة بحرائق الغابات، حسبما أظهرت الخريطة بحكم مواقعها القريبة من الغابات، والتي حفزت الأعوان على اتخاذ كل الإجراءات والتدابير التي تسمح بحماية الغابات والأرواح البشرية بكل إقليم الولاية، وبالأخص بهذه القرى، من خطر النيران؛ من خلال وضع مخطط تدخّل، يضمن مراقبة القرى، وحمايتها من ألسنة الحرائق. وقال مصدر من محافظة الغابات بولاية تيزي وزو، إن القرى المهددة بالحرائق موزعة عبر إقليم الولاية. وعملا على حمايتها بحكم تواجدها بالقرب من الوسط الغابي وتفادي وقوع كوارث طبيعية وفقدانها جزءا من ثروتها الغابية، قامت المحافظة بوضع برنامج واسع يشمل أغلب المناطق المصنفة في الخانة الحمراء، لحمايتها من ألسنة الحرائق التي تهدد سكانها ومساحاتها الخضراء. وأضاف المتحدث أنه تم تنصيب مختلف اللجان التي تسهر طيلة فصل الصيف على متابعة تجسيد مخطط التدخل، ومنها لجان على مستوى البلديات، ولجان عملياتية على مستوى الدائرة، وكذا لجنة المداومة على مستوى الولاية، التي تعمل بالتنسيق فيما بينها، من أجل التحضير القانوني لبرنامج التدخل لمحاربة حرائق الغابات لحماية الغابات والقرى والحياة البشرية، مشيرا إلى أنه تم تنصيب بكل دائرة، مكلف بمتابعة المخطط، يتم الاتصال به مباشرة عند تسجيل اندلاع الحرائق، والذي يسهل التنسيق بين أعوان المحافظة والحماية المدنية ومصالح أخرى.
وأعقب المتحدث أن في إطار تجسيد مخطط التدخل تم جرد مختلف إمكانيات محافظة الغابات بالولاية، حيث تضم الولاية 9 مركبات مدعمة بصهاريج موزعة على مقاطعات المحافظة للاستعانة بها عند الحاجة، التي تضاف إليها ما استفادت منه الولاية العام الماضي؛ من رتل متنقل مزوّد بسيارات من نوع "مرسيداس"، يعزز من إمكانيات التدخل الفعال والسريع للسيطرة على الحرائق قبل انتشارها وتوسعها، بفضل تضافر جهود مختلف الجهات؛ من الحماية المدنية، ومحافظة الغابات، والأشغال العمومية وكذا البلديات التي تقع بها هذه القرى المهددة بألسنة النيران.
للإشارة، عمدت محافظة الغابات بالولاية لتجسيد برنامج أولي يضمن فتح طرق بالمناطق المنعزلة، وترميم الطرق الفلاحية لتسهيل تدخّل المصالح المختصة عند نشوب حرائق، مع تثبيت مراكز مراقبة بالمناطق المرتفعة التي تسهر على مدار 24 ساعة، على ضمان المراقبة المستمرة للإبلاغ عن موقع الحريق والإنذار للتدخل السريع.
حملات تنظيف واسعة لمواجهة حرائق الغابات
تضاف إلى هذه الجهود مبادرات لجان القرى والأحياء في شن حملات "تشمليث" دائمة ومتواصلة للتنظيف والاهتمام بالبيئة والمحيط، من خلال تنظيم دوري لأشغال التنظيف، والتخلص من كل ما يمكنه أن يشكل خطرا على الطبيعة وحياة السكان، حيث انتعش من جديد الوعي بالمخاطر المهددة للبيئة، بفضل حملات التحسيس المتواصلة.
وقد كثف سكان البلديات والأحياء والقرى بالولاية، من "تشمليث" بغية مواجهة الحرائق. وكانت البداية من الغابات؛ على اعتبارها رئة الولاية ومنبع الأوكسيجين، وكذا القرى القريبة من الغابات والتخلص من الأحراش، إلى جانب نزع الأعشاب الضارة بجوار مزارع الحبوب، وجمع النفايات بالطرق من البلاستيك والزجاج التي تُعتبر أول خطر وسبب لاندلاع النيران لا سيما مع ارتفاع درجات الحرارة.
للتذكير، كشفت حصيلة محافظة الغابات بالولاية لصيف 2020، أن تيزي وزو من بين الولايات التي سجلت خسائر كبيرة في الغطاء النباتي إثر اندلاع 372 حريق؛ حيث فقدت منذ بداية الصيف إلى غاية منتصف شهر نوفمبر الماضي، 5861 هكتار، منها 2120 هكتارا غابات، مقابل إتلاف النيران مساحة قدرها 3000 هكتار من الأحراش. ومست الأضرار بالدرجة الأولى، أملاك الخواص بسبب أشغال التنظيف التي خرجت عن السيطرة، لتنتقل إلى أحراش وأملاك أخرى خاصة بالقرى الواقعة بالقرب أو بجوار الغابات؛ ما كان وراء نشوب حرائق كبيرة.
ومقارنة بعام 2019، فقدت الولاية 571 هكتار من الأشجار المثمرة رغم أن عدد الحرائق المندلعة كان كبيرا، والمقدر بـ 432 حريق، لكن الخسائر كانت أقل؛ إذ بلغت 3600 هكتار.