استعدادات لوجيستية لإنجاح موسم الاصطياف بتلمسان

30 مليارا لتهيئة الشواطئ وبرنامج خاص باستقبال المصطافين

30 مليارا لتهيئة الشواطئ وبرنامج خاص باستقبال المصطافين
  • 369
ل. عبد الحليم ل. عبد الحليم

  خرجات ميدانية لمعاينة أشغال التهيئة وتوفير المرافق الضرورية

  حرص على توفير الضروريات وتعزيز نظام اليقظة والمراقبة

  رهان على تسجيل أكثر من 5 ملايين مصطاف هذا الموسم

تُضاعف السلطات الولائية بتلمسان، مجهوداتها قبيل أيام معدودات من انطلاق موسم الاصطياف؛ حيث تم تنصيب لجنة ولائية مشكّلة من مختلف المصالح المعنية؛ تحضيرا لهذا الموعد الهام، الذي ينتظره مواطنو عاصمة الزيانيين على غرار مواطني الولايات الأخرى، بفارغ الصبر؛ باعتباره موسم الراحة والاستجمام بالشواطئ الجميلة، لا سيما أن أغلبهم يفضلون استغلال عطلهم السنوية في هذه الفترة.

ومن أجل إنجاح موسم الاصطياف وضمان حسن سيره وتوفير الظروف المواتية والشروط الأساسية للمصطافين عبر كافة المناطق السياحية للولاية، تنسق مختلف القطاعات جهودها؛ منها مديرية السياحة، والحماية المدنية، والدرك والأمن الوطنيان، وكذا الجماعات المحلية، ومصالح البيئة، والنقل، والصحة، والشبيبة والرياضة، كل في مجال اختصاصه.

وكانت لجنة من وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية حلت، قبل أيام، بولاية تلمسان، للوقوف على مدى جاهزية المرافق والتجهيزات المتوفرة لاستقبال المصطافين؛ حيث حطّت رحالها عبر مختلف الشواطئ المخصصة للسباحة، وكذا المرافق الفندقية. كما وقفت اللجنة، واطّلعت على مدى تقدم الترتيبات والتحضيرات الخاصة بموسم الاصطياف لسنة 2024، ومنها أشغال التهيئة الجارية بعدة شواطئ؛ كشاطئ مرسى بن مهيدي، ومسكاردة 01 و02، وشاطئ بيدر01 وبيدر02، وسيدي يوشع، وواد عبد الله... ما أعاد للمنطقة الساحلية منظرها الجمالي.

كما ركزت اللجنة الوزارية في زيارتها، على مراقبة المراكز الأمنية في الشواطئ، ومراكز الحماية المدنية المتواجدة عبر مختلف الشواطئ المسموحة فيها السباحة؛ لضمان التدخل السريع في حال وقوع أي حالة غرق، أو إصابات على الشاطئ.

كما تتواصل، هذه الأيام، حملات تنظيف الشواطئ من طرف مديرية البيئة بالتنسيق مع الاتحادية الوطنية للمجتمع المدني بتلمسان، والكشافة الإسلامية "فوج الإخلاص ببلدية عين تالوت"، وبمشاركة مديرية الشباب والرياضة، الرامية إلى جمع النفايات البلاستيكية والزجاجية والحديدية على وجه الخصوص.

وبالموازاة، تم تنظيم نشاطات توعوية للمحافظة على نظافة المكان؛ حيث كانت الانطلاقة من مقر مديرية البيئة لولاية تلمسان، لتشمل كلا من شواطئ بلديتي مرسى بن مهيدي، ومسكاردة01 و02، وهنين، على أن تبقى متواصلة لتشمل باقي الشواطئ المسموحة، والمقدرة بـ 12 شاطئا مسموحة فيها السباحة، والتي تشهد توافدا كبيرا من المصطافين، فضلا عن الغابات الساحلية المجاورة لها؛ إذ سمحت العملية في مرحلتها الأولى، برفع أكثر من 02 طن من النفايات، حسب الإحصائيات الأولية التي كشفت عنها مديرية البيئة لولاية تلمسان.

ومن جهتها، عقدت مديرية السياحة سلسلة من الاجتماعات والجلسات العملية مع كل الأطراف المعنية على مستوى الولاية تحت إشراف الوالي، تم من خلالها اتخاذ كل التدابير المناسبة، وإعداد برنامج خاص بموسم الاصطياف، يشمل عدة إجراءات، تأخذ بعين الاعتبار متطلبات وشروط توفير راحة المواطن المصطاف، والقيام بزيارات معاينة لشتى البلديات الساحلية من قبل مختلف اللجان الولائية؛ بغرض تفقّد التحضيرات، والوقوف على النقائص، طبقا للقرارات المتخذة، والمتضمنة، كل سنة، إنشاء لجنة ولائية مكلفة بتحضير ومتابعة موسم الاصطياف؛ استعدادا لاستقبال المصطافين.

30 مليار سنتيم لتهيئة الشواطئ

وفي إطار متابعة المشاريع التنموية والتحضيرات الخاصة بموسم الاصطياف لسنة 2024، كثف والي تلمسان يوسف بشلاوي، خرجاته الميدانية إلى دائرة مرسى بن مهيدي؛ قصد الوقوف، عن كثب، على مدى جاهزية هذه الشواطئ، خاصة منها تلك التي تستقبل عددا كبيرا من المصطافين، وفي مقدمتها شاطئ مرسى بن مهيدي، ومسكاردو01 و02، إلى جانب شاطئ عين عجرود، وشاطئ بيدر 01 و02، وشاطئ أولاد بن عايد ببلدية سوق الثلاثاء.

خرجات للوقوف على مدى استكمال أشغال التهيئة

سمحت الخرجات الميدانية للوالي بمعاينة مدى استكمال تهيئة بعض المقرات العمومية؛ منها مراكز الشرطة، والدرك الوطني، والحماية المدنية، بالإضافة إلى مراكز العلاج؛ حيث أسدى المسؤول التنفيذي الأول عن الولاية تعليمات للمؤسسات المكلفة بالإنجاز، بضرورة احترام نوعية الأشغال لتسليم هذه المشاريع الخاصة بالتهيئة، مع منتصف الشهر الجاري، تحسبا لموسم الاصطياف. كما وجّه تعليمات للسلطات المحلية، وكذا مختلف مسؤولي القطاعات المعنية، بمتابعة سير أشغال عملية التهيئة، والرفع من نسبة الأشغال، وتدعيم الورشات باليد العاملة؛ قصد تسريع وتيرة الإنجاز، وتسليم المشاريع في آجالها المحددة، لا سيما بعد رفع الغلاف المالي المخصص لذلك من 15 مليار سنتيم إلى 30 مليار؛ من أجل رد الاعتبار للشواطئ، وتوفير حظائر لركن السيارات، وتكثيف الأشغال الخاصة بالتهيئة ونظافة المحيط.

كما تعمل اللجنة الولائية المكلفة بتحضيرات موسم الاصطياف، منذ مدة، على قدم وساق بالتنسيق مع السلطات المحلية للبلديات الساحلية المعنية، على وضع اللمسات الأخيرة للتحضيرات التي انطلقت مبكرا بمعية رؤساء الدوائر والبلديات الساحلية، واستكمالها قبيل إعطاء إشارة انطلاق موسم الاصطياف، خاصة في ما يتعلق بتوفير المياه الصالحة للشرب الموجودة على مستوى الشواطئ المسموحة فيها السباحة، وتحديد مناطق العوم، مع تنصيب أعمدة الإشارة، وتعزيز الغرف الهاتفية، والإنارة العمومية، إلى جانب توفير المراحيض العمومية، وغرف تبديل الملابس، وسلل المهملات، وتهيئة مواقف السيارات، وفتح المجال أمام الشباب الراغبين في كراء حظائر وقوف السيارات، فيما دعت اللجنة الولائية العائلات الراغبة في كراء منازلها، إلى طلب تراخيص من طرف الجهات المعنية، فضلا عن تهيئة ساحات اللعب، وعمليات تزيين الأماكن.

حرص على توفير الضروريات وتعزيز نظام اليقظة

وبالمناسبة، تم تدعيم كل البلديات الساحلية التي تضم شواطئ مسموحة فيها السباحة، بالأدوية، ومراقبة المياه الصالحة للشرب، ومياه البحر، والمياه المستعلمة. كما ستكثف مصالح المنافسة والأسعار جهودها لمراقبة الممارسات التجارية، ومراقبة الجودة بالشواطئ، وتعيين فرقة دائمة لمراقبة الجودة وقمع الغش، وفرقة دائمة لمراقبة الممارسات التجارية ببلدية مرسى بن مهيدى؛ لتغطية هذه الأخيرة مع مسكاردة01 و02. وتقوم الفرقة الثانية بهذه العملية على شكل مهمات، وذلك لتغطية شواطئ أخرى؛ على غرار شاطئ سيدنا يوشع وأولاد بن عايد.

وتحرص السلطات الولائية من خلال هذه التحضيرات، على ضمان المداومة ليلا ونهارا، وخلال عطلة نهاية الأسبوع، وأيام الأعياد، والتزويد المستمر بالوقود وباقي المواد الطاقوية، خاصة في المناطق التي تعرف إقبالا مكثفا من الزوار، مع ضمان خدمة النقل خلال موسم الاصطياف بتعزيز خطوط النقل للوجهات التي يقصدها عدد كبير من المصطافين، وتسهيل فتح خطوط موسمية عند الاقتضاء، وتدعيمها بوسائل نقل إضافية خلال فترات الذروة.

إلى جانب ذلك، تم تعزيز نظام اليقظة والمراقبة لمتابعة التموين المنتظم للسوق، بالمواد الغذائية ذات الاستهلاك الواسع، وتوفير الظروف الملائمة لاستقبال الجالية الوطنية المقيمة في الخارج؛ لقضاء عطلتهم في وطنهم الأم بالتنسيق مع كافة الهيئات والمصالح المعنية ومسؤولي مختلف القطاعات، بما فيها الأجهزة الأمنية.

أما في ما يتعلق بالنشاطات الثقافية والفنية والترفيهية، فقد عمدت مديريتا الشبيبة والرياضة والثقافة والفنون بولاية تلمسان، إلى تكليف المصالح المختصة بتثمين واستغلال الهياكل الرياضية والثقافية والترفيهية؛ من خلال ضبط برنامج مكثف وثري لإحياء التظاهرات والأنشطة، وتنويعها لفائدة كل الشرائح العمرية، مع الحرص على التنظيم الجيد لهذه التظاهرات؛ من خلال إشراك فعاليات المجتمع المدني في تسطير برنامج ثقافي رياضي وترفيهي، يتمثل في تنظيم سهرات فنية وموسيقية طوال الموسم، خاصة بمرسى بن مهيدي، إلى جانب معارض فنية بمشاركة عدة ولايات ودورات في الكرة الطائرة على الرمل، والتبادلات ما بين ولايات الجنوب، لفائدة الشباب والأطفال عبر المخيمات وبيوت الشباب المرخصة من قبل اللجنة المكلفة بذلك.

وستتواصل الاجتماعات بمقر ديوان ولاية تلمسان مع مديرية السياحة واللجنة الولائية المكلفة بتحضيرات موسم الاصطياف، إلى غاية الإعلان عن انطلاق موسم الاصطياف بالولاية، الذي يُرتقب أن يكون هذا الموسم من بلدية مرسى بن مهيدي الساحلية.

كما تراهن السلطات بولاية تلمسان خلال موسم الاصطياف، على توفير مساحات أرضية سياحية يطلبها السائح، لتحقيق خدمات نوعية ومتميزة، لفائدة السائح المحلي والأجنبي؛ حيث أعدت الولاية مخططات التهيئة السياحية الموجهة للسياحة الجبلية؛ من أجل تنمية القطاع، وتدارك النقائص المسجلة في المواسم الماضية، لاستقطاب أكبر عدد من السياح والمصطافين الذين يتوافدون على تلمسان من مختلف ولايات الوطن خاصة الداخلية منها، ومن خارج الوطن خاصة جالياتنا المقيمين بالخارج، الذين يحبذون قضاء عطلة الصيف بالقرب من عائلاتهم.

وتراهن السلطات الولائية على أن يصل عدد المصطافين في موسم 2024، إلى أكثر من 5 ملايين مصطاف، عبر شواطئها الذهبية الممتدة على مسافة 70 كلم.

 


 

بني سنوس بتلمسان.. إجراءات استباقية لإنجاح موسم الاصطياف

أسـدى رئيس دائرة بني سنوس بتلمسان، خلال اجتماع عقده مع اللجنة التقنية المختلطة للدائرة بحضور رؤساء البلديات الثلاث وممثلي المصالح التقنية التابعة لدائرة الاختصاص، تمحور جدول أعمال جلسته حول متابعة برامج التنمية البلدية، وكذا القطاعية منها على مستوى إقليم الاختصاص، وبعض النقاط المتعلقة بتقديم حوصلة عن مختلف المشاريع التنموية، والاطلاع على نسب تقدم عملية استهلاك القروض المالية لكل مشروع، جملة من التعليمات لرؤساء البلديات وممثلي الأقسام الفرعية التقنية؛ قصد تفعيل التدابير والإجراءات اللازمة للتحسين من وتيرة تقدم الأشغال المنجزة.

ل. عبد الحليم

دعا رئيس الدائرة على هامش هذا الاجتماع، إلى المتابعة الميدانية لأشغال المشاريع المنجزة؛ لرفع التحفظات المسجلة، ومعالجتها، والعمل على إغلاقها في آجالها التعاقدية، مع التأكيد على تحسين نسبة الاستهلاك المالي لكل عملية.

كما ألح المسؤول الأول عن الدائرة على ضرورة تطويق الأمراض المتنقلة عن طريق المياه والحيوان، وإبادة الحشرات الضارة؛ من خلال اتخاذ التدابير الوقائية، والمتمثلة في تكثيف حملات الإبادة باستعمال مادة "دالتا ميترين"، مع مواصلة حملات النظافة، وتزيين المحيط وفق البرنامج المسطر، بمشاركة كافة الهيئات والفاعلين لإنجاح هذه العملية ذات البعد الوطني والحضري، والتأكيد على ضرورة تزويد الساكنة بالمياه الصالحة للشرب بصفة عادية ومنتظمة، خصوصا مع دخول فصل الصيف والارتفاع المحسوس في درجة الحرارة، والحث على توفير مادة الكلور المعالجة لمياه الشرب وهياكل التخزين، مع تنقية البالوعات والشعاب وجميع النقاط السوداء التي يمكن أن تشكّـل خطرا على سلامة المواطنين، والتي تدخل في إطار الإجراءات الاستباقية لمجابهة التقلبات الجوية الموسمية.

وبخصوص عملية الإحصاء العام للفلاحة المتواصلة عبر مختلف المستثمرات الفلاحية، أكد المسؤول التنفيذي على تسخير المركبات لفائدة الأعوان المكلفين بعملية الإحصاء والمراقبين، وكذا توفير نقاط الارتكاز على مستوى كل بلدية، لتسهيل عملية حجز المعلومات بالمنصة الرقمية المخصصة بصفة دائمة ومستمرة، وإتمامها في الآجال المحددة.

وتزامنا مع الإجراءات الاستباقية المتخذة قبيل حلول عيد الأضحى المبارك، دعا المتحدث إلى السهر على حملة جمع جلود الأضاحي من قبل عمال حظائر البلديات، وتحويلها إلى مركز الردم التقني بشتوان في إطار تعزيز التنمية الاقتصادية الوطنية المستدامة.