600 اعتداء على الشبكة السنة الفارطة
5 ملايير دينار مستحقات ”سياكو”

- 581

أكد مسؤولو شركة المياه والتطهير ”سياكو” قسنطينة، أن السلطات المحلية لازالت إلى حد الساعة تواجه صعوبات كبيرة في تسيير المياه، بسبب اهتراء الشبكة، خاصة في مدينة قسنطينة وبلدية الخروب، اللتين تعرفان وضعية كارثية في شبكة مياه الشرب، بسبب قدمها واهترائها، حيث أن 40٪ من التسربات المسجلة راجعة إلى هذه المشكلة، وهو ما تسبب في انعدام مخطط توزيع دقيق.
أضاف القائمون على الشركة خلال ندوة صحفية، نظمها مدير شركة المياه والتطهير بيبي ميلود، مؤخرا، بمعية مديري مختلف مصالح الشركة، أنه رغم اعتبار الولاية من بين أهم مناطق الوطن تموينا بالمياه الصالحة للشرب، بعد أن تطورت وتحسنت نسبة التوزيع بالمؤسسة منذ 2010 إلى يومنا هذا، حيث بلغت نسبة الزبائن الذين يتزودون بالماء على مدار 24 ساعة؛ 70 بالمائة، بعد أن كانت 39٪، فيما بلغ التزود اليومي نسبة 17 بالمائة، التزود يوم بيومين 11 بالمائة، والتزود يوم بثلاثة 02 بالمائة، غير أنها تواجه العديد من المشاكل التي حالت دون تقديمها للخدمة على أحسن وجه، فهي تواجه وضعا صعبا من الناحية المالية، بسبب عدم تسديد الديون والاعتداءات المستمرة على الشبكة وغيرها.
في هذا الصدد، أكد مدير الزبائن علاوة بن عبد العالي، أن مستحقات سياكو لدى الزبائن تجاوزت 5 ملايير سنتيم، من بينها مليار و300 مليون سنتيم لدى البلديات والإدارات العمومية، وقال إن ديون بلدية الخروب لوحدها تجاوزت 530 مليون سنتيم، وهو الحال بالنسبة للمواطنين، حيث أن 60 بالمئة من السكان لا يدفعون الفواتير، رغم حملات التحسيس والتسهيلات التي تقدمها المؤسسة.
ردا على سؤال ”المساء”، عن الخسائر التي تتكبدها ”سياكو” بسبب الاعتداءات المتكررة على الشبكة، سواء من قبل المقاولات أو حتى المواطنين، أكد المدير أن مؤسسته سجلت 635 اعتداء على شبكة المياه خلال السنة الفارطة، منها 144 اعتداء تم تسويته بطريقة ودية مع مقاولات وشركات خاصة وكذا عامة، في حين أُحيلت بقية الملفات على العدالة، مشيرا في السياق إلى أن غالبية الاعتداءات تسجل بالأحياء الفوضوية والمناطق الفلاحية، لاسيما من قبل البدو الرحل، وعدد من الفلاحين الذين يستغلون المياه بطرق غير شرعية.
تزويد 70 بالمئة من السكان بصفة منتظمة
من جهته، أكد مدير شركة المياه والتطهير ”سياكو”، السيد ميلود بيبي، أن ما لا يقل عن 70 بالمئة من سكان الولاية يتزودون بالمياه بصفة منتظمة، وأشار إلى أن عملية التزود بهذه المادة الحيوية، ستعرف في الأشهر المقبلة تحسنا كبيرا، بعد دخول العديد من المشاريع الجديدة حيز الخدمة، إذ ينتظر أن ترتفع نسبة التزود بمياه الشرب في الصائفة المقبلة، بعد دخول مشروع تعزيز قدرات التخزين بالمياه حيز الخدمة، بالمقاطعة الإدارية للمدينة الجديدة علي منجلي، وتحديدا على مستوى التوسعة الغربية، الأمر الذي اعتبره المسؤول إضافة كبيرة لسكان المدينة التي تعرف عمليات ترحيل مستمرة، وهو الحال بالنسبة للعديد من المشاريع الأخرى.
أضاف المسؤول أن مؤسسته، وفي إطار ربط بمناطق الظل بشبكة مياه الشرب، التي كانت من أهم مطالب السكان، فقد أوكلت لـ"سياكو” ثلاثة مشاريع هامة لفائدة أزيد من 200 عائلة بمنطقة الباردة، بأعالي جبل الوحش، حيث جرت أشغال وضع شبكة المياه الخاصة بتحصيص الباردة، من خلال وضع 12 كيلومترا من قنوات الربط بماء الشرب، بالإضافة إلى 1200 توصيل.
أما المشروع الثاني، فأضاف المسؤول أنه يتعلق بتزويد منطقة عين قجاو ببلدية الخروب بمياه الشرب، بالتنسيق مع البلدية المكلفة بالمشروع، حيث سيتم تزويد 50 منزلا بهذه المادة الحيوية قريبا، بعد أن فاقت نسبة الأشغال به 80 بالمائة، بعد إنجاز شبكة المياه في المنطقة بـ 1233 متر، وأخرى بطول 434 متر، و417 متر أخرى.
كما ينتظر تزويد مشتة قيقاية والكيلومتر الثالث عشر ببلدية عين السمارة، الذي قسم إلى جزأين، حيث استفاد 35 منزلا من مياه الشرب في أوت الفارط، فيما سيتم ربط 34 مسكنا في الأسابيع المقبلة بالكيلومتر 13، بعد أن وصلت نسبة الأشغال إلى 99 بالمائة، ولم يتبق سوى الربط الرئيسي وتجارب الضخ لتزويد السكان بمياه الشرب.
أضاف مسؤولو الشركة في السياق، أن السنة المنقضية، شهدت إنجاز شبكة مياه بمنطقة الكيلومتر 13، بطول 1500 متر، وأشغال إعادة تهيئة 4205 متر من عدة قنوات ذات قطر مختلف في منطقة بن الشرقي.
مشروع محطة نزع الكلس
من جهة أخرى، وفيما يخص مشكل الكلس بمنطقة حامة بوزيان، وغيرها من المناطق التي تعاني من هذا المشكل، أكد مدير ”سياكو”، أن المديرية العامة لـ"الجزائرية للمياه” ستزود ”سياكو” بالقنوات لتجديد كل الشبكة بالمنطقة، بعد تسجيل المصالح المعنية للعديد من المشاكل التي تخلفها هذه المادة، وتتسبب في انسداد قنوات الشرب ذات الحجم الكبير، مما يخلف، حسب القائمين على ”سياكو” وكذا قطاع الموارد المائية، تذبذبا في تزويد السكان بالماء، وتحديدا المناطق الشرقية، وحتى المياه المستخرجة من المنابع والمياه الجوفية ببلدية حامة بوزيان، التي ترتفع بها نسب الكلس، حيث أضاف المتحدث، أن مشروع محطة نزع الكلس من شأنه تحسين نوعية المياه والحفاظ على صحة المواطن.
في إطار تحسين مردود الشبكة وخفض نسبة التسربات، والمحافظة على المياه، قامت شركة ”سياكو” في سنوات الأخيرة، بتهيئة أكثر من 300 كلم، حيث تقلص عدد التسربات المصلحة من 9 آلاف إلى 4 آلاف تسرب، خاصة أن الشركة جندت ثلاث فرق، مهمتها الرئيسية الكشف عن التسربات غير المرئية، باستعمال وسائل حديثة.
أضاف مدير التطهير بالمؤسسة، صابر صيراوي، أن شبكة صرف المياه الرئيسية في الولاية تمتد على مسافة 1390 كيلومتر، حيث يقع الجزء الأكبر منها في بلدية عين السمارة، والمقاطعة الإدارية للمدينة الجديدة علي منجلي بـ428 كيلومتر، تليها بلدية قسنطينة بـ380 كيلومتر، ثم بلديتا الخروب وأولاد رحمون بأزيد من 200 كيلومتر. وأكد أن الأعوان نظفوا أزيد من 18 ألف بالوعة صرف مياه الأمطار، السنة الفارطة، لأكثر من 40 ألف مرة، منها 6300 بالوعة ببلدية قسنطينة لوحدها. كما خضعت أزيد من 36 ألفا و900 بالوعة مياه الصرف الصحي لأزيد من 24 ألف عملية تنظيف، وهو ما جعل المؤسسة تسجل تراجعا في عدد الشكاوى.
التكفل بـ45 نقطة سوداء
أما فيما يخص النقاط السوداء في مجال الصرف الصحي، فأكد مدير التطهير أن أعوان مؤسسته تكفلوا بأشغال أزيد من 45 نقطة سوداء، تم إحصاؤها عبر كامل تراب الولاية، فضلا عن 12 نقطة سوداء بحي بن الشرقي فقط، لحماية الحي من الفيضانات ووضع حد للصب العشوائي لمياه الصرف الصحي في الوادي. مشيرا إلى أن الأعوان قاموا مؤخرا، بأشغال إصلاح مشاكل الصرف في الفراغات الصحية لـ31 عمارة بحي زواغي سليمان، في إطار الاتفاقية المبرمة بين الطرفين.
فيما أكد مدير الاستغلال نور الدين بن غرس الله، أن المؤسسة تعمل على المراقبة الدورية لنوعية المياه، حيث أجرت 5406 تحليل، فضلا عن 4725 تحليل فيزيائي، وأزيد من 20 ألف تحليل كلور، مشيرا إلى أن هذا التحليل الذي يجري بشكل يومي ودوري، قبل أية عملية تزويد، هو لضمان جودة المياه قبل وصولها إلى المواطنين.