السقي العشوائي وغير المقنن وراء جفافها 

9 مناطق رطبة تعاني الجفاف بقسنطينة

9 مناطق رطبة تعاني الجفاف بقسنطينة
  • القراءات: 674
 شبيلة. ح شبيلة. ح

أكّدت محافظة الغابات بقسنطينة، أنّ الولاية تضمّ 22 منطقة رطبة اصطناعية، منها 9 تعاني من الجفاف، كون أغلبها لا يتعدى منسوب المياه به 35 بالمائة، حيث أرجعت المحافظة الجفاف الذي أصاب الأحواض المائية الموجودة بالعديد من مناطق الولاية، إلى عوامل طبيعية وأخرى بشرية، كارتفاع درجات الحرارة ونقص الأمطار، وكذا السقي الجائر الذي يقوم به عدد من الفلاحين.

وأوضحت المحافظة، على لسان مسؤول الإعلام والاتصال، علي زقرور، أنّ خلية المتابعة التي شكلتها محافظة الغابات والموزعة عبر 12 بلدية، أكدت خلال خرجاتها الميدانية إلى هذه المناطق، أن السقي العشوائي وغير المقنن كان وراء جفافها، حيث كشف أعوان المتابعة خلال خرجاتهم، عن الاستخدام المفرط للمحركات لضخ مياه البحيرات من أجل السقي، ما تسبب في ارتفاع نسبة جفاف المناطق الرطبة.

وأضاف المتحدّث، أنّ محافظة الغابات تسعى إلى تنظيم حملة لتنظيف وتنقية المسطحات المائية بالولاية، إلى جانب الجمعيات المهتمة بالبيئة وبقية الشركاء، على غرار الجماعات المحلية ومديرية الموارد المائية والحماية المدنية، خاصة وأن سبب تراجع الطيور المهاجرة وحتى الطيور التي كانت تعيش بهذه المناطق الرطبة يعود إلى جفافها بنسبة 80 بالمائة، زيادة على تصرفات المواطنين من خلال تلويث محيط عيش هذه الطيور بنسبة 20 بالمائة.

وأعطى المتحدث مثالا بغابة جبل الوحش التي تعد أكبر محمية ومنطقة رطبة بها 5 بحيرات وحاجز مائي وأصناف نباتات نادرة، حيث قال إنّ هناك 14صنفا منها 34 نوعا، و10 محلية و26 تم توطينها. ومن أبرز هذه الأصناف الأرز الأطلسي، والصنوبر الحلبي والصنوبر الثمري، مشيرا إلى أنه وبسبب الجفاف الذي أصاب البحيرات، بحيرتان فقط بهما مياه، وهما البحيرة الخامسة والثالثة.

من جهة أخرى، أكّد المسؤول، أنّ مشكل جفاف المناطق الرطبة بقسنطينة، ساهم كثيرا في تراجع أعداد الطيور، حيث أحصى أعوان المحافظة السنة الجارية، ما لا يقل عن 1026 طائر مهاجر من بين 18 صنفا منها 10 أنواع محمية من الطيور المهاجرة والمائية بالولاية منذ بداية الرحلة الموسمية للطيور المهاجرة، بعد أن تمكنت فرق الملاحظين التابعين لخلية التعداد بالمحافظة المحلية للغابات، من اكتشاف العديد من أصناف الطيور المهاجرة العابرة لمنطقة قسنطينة، على غرار البط ذي العنق الأخضر، والغرة وغراب الماء، مقارنة بالطيور التي أحصيت العام الماضي، والمقدرة بـ3 آلاف طير، منها 26 نوعا، و15 نوعا محميا.

وأضاف المتحدث، أنّ فرق الملاحظين التابعين لمحافظة الغابات سجلوا خلال خرجاتهم، قبل سنتين، تواجد طير البط ذي الرأس الأبيض بمنطقة ابن باديس، وهو طير نادر عالميا وفي طريق الانقراض، حيث دخل هذا الطير الجزائر واستقر بقسنطينة إلا أنه هاجر مرة أخرى بسبب عدم تلائمه مع الظروف المناخية خاصة ظاهرة الجفاف، مشيرا في هذا السياق، إلى أنّ منطقة صالح دراجي كانت تستقبل سنويا خلال السنوات الماضية ألف طائر، لكونها رواقا للهجرة ومنطقة راحة للطيور، غير أنّ هذه الأرقام تراجعت حاليا بشكل رهيب.

وأكّد المسؤول، أنّ المحافظة راسلت مركز تربية الطيور بزرالدة لإطلاق بعض الطيور وجلبها لإحياء المنطقة، بهدف الحفاظ على التنوع البيولوجي الإيكولوجي والبيئي، وكذا محاولة لتعزيز النشاط السياحي بالولاية، إلى جانب إطلاق برنامج تنظيف مع مديرية البيئة وبعض الجمعيات، حيث جلب البط أخضر العنق شهر ماي الماضي، من مركز الصيد بالرغاية وأطلق في البرية لزيادة عدده، نظرا لتراجع الأعداد، حيث أطلق 250 طائر من نوع البط أخضر العنق بالعديد من المناطق الرطبة كمرحلة أولى، من  المحمية الطبيعية لجبل الوحش والتي كانت المحطة الأولى في هذه المبادرة.