مدير التطوير بالشركة الجزائرية للطاقة فرع "سوناطراك" لـ"المساء":
الأمن المائي بسواعد جزائرية
- 648
❊ استلام آخر التجهيزات قبل وضع محطات التحلية حيز الخدمة
❊ ارتفاع قدرات تحلية مياه البحر إلى 3,7 مليون م3 يوميا
❊طائرات ضخمة لنقل معدات وتجهيزات محطات التحلية عبر 288 رحلة
❊ جهود وخبرة وطنية لإنجاز المحطات الخمس وتسييرها وصيانتها
❊ اكتساب السيادة التقنية في مجال تحلية مياه البحر ضمان للأمن المائي
❊ الطاقات المتجدّدة في تشغيل محطات التحلية لاقتصاد الطاقة
❊ المناولة والتجهيزات المصنّعة محليا في مشاريع محطات التحلية أولويات
❊ 6 محطات تحلية جديدة ترفع الطاقات الوطنية إلى 5,5 مليون م3 يوميا في 2030
❊ محادثات مع شركات أجنبية لتوطين إنتاج تجهيزات المحطات
❊ اتفاقيات مع الجامعات ومراكز التكوين لإدراج تحلية مياه البحر ضمن مناهجها
❊ تكوين جيل جديد من المهندسين للتحكّم في تكنولوجيات صناعة المياه المحلاة
كشف مدير التطوير بالشركة الجزائرية للطاقة فرع "سوناطراك"، سفيان زعميش، عن بلوغ البرنامج التكميلي الأول لإنجاز خمس محطات كبرى لتحلية مياه البحر المرحلة الأخيرة من استلام التجهيزات الخاصة بها وبعدها استلام المحطات ووضعها حيز الخدمة بشكل تدريجي بعد انتهاء مرحلة التجارب، وأشار إلى أن مجمّع سوناطراك اتخذ كل الإجراءات اللازمة من أجل التسريع في هذه العملية، وعلى رأسها تسيير جسر جوي من 288 رحلة لنقل هذه التجهيزات، مؤكدا أن هذه المحطات يتم إنجازها بمجهود شركات وطنية جزائرية، كما أن تسييرها وصيانتها سيكون بسواعد جزائرية، في إطار اكتساب السيادة التقنية في مجال صناعة تحلية مياه البحر المرتبطة بالأمن المائي للجزائر.
أوضح مدير التطوير بالشركة الجزائرية للطاقة، في حوار مع "المساء" أن إدماج المواد أو التجهيزات المصنّعة في الجزائر في إنجاز وصيانة محطات تحلية مياه البحر يعتبر من أولويات الشركة، تماشيا مع سياسة الإدماج الوطني التي ينتهجها مجمّع سوناطراك، موضحا أن إنجاز البرنامج التكميلي الأول المتمثل في 5 محطات كبرى لتحلية مياه البحر بقدرة إنتاجية تبلغ 300 ألف متر مكعب في اليوم لكل محطة، وقدرة إجمالية بـ1.5 مليون متر مكعب في اليوم، بكل من ولايات الطارف، وبجاية، وبومرداس، وتيبازة ووهران، سينتقل في تأمين الماء الشروب من محطات التحلية من 18% حاليا إلى 42% بنهاية فيفري 2025، وهذا بقدرة إنتاجية إجمالية تقدر بـ3.7 مليون متر مكعب في اليوم، مشيرا إلى إدماج الطاقات المتجدّدة في جميع محطات تحلية مياه البحر التابعة للشركة، باعتبار أن هذه العملية تتطلب استهلاك كمية كبيرة من الطاقة.
❊ أين وصل مشروع إنجاز 5 محطات كبرى لتحلية مياه البحر؟
❊ نحن اليوم في المرحلة الأخير من استلام كل التجهيزات اللازمة ومن ثم وضع المحطات الخمس الكبرى لتحلية مياه البحر ضمن البرنامج التكميلي الأول المسطّر لهذا الغرض، وهنا يجدر الإشارة إلى أن مجمّع سوناطراك اتخذ كل الإجراءات اللازمة من أجل التسريع في هذه المرحلة، ومن أهم هذه الإجراءات الجسر الجوي الذي تم وضعه، والذي مكن من إيصال التجهيزات اللازمة في ظرف زمني وجيز، حيث تم استخدام أضخم طائرات الشحن في العالم "الاونتونوف 124"، وتمثل هذا الجسر في 288 رحلة جوية لنقل معدات وتجهيزات هذه المحطات.
❊ هل أقحمت الخبرة الجزائرية في إنجاز هذه المحطات؟
زعميش: يتم إنجاز المحطات الخمس لتحلية مياه البحر في الولايات السالف ذكرها، بمجهود شركات وطنية جزائرية، وهذا تحد كبير تم رفعه في مجال تحلية مياه البحر في الجزائر.
❊ تم استعمال قطع غيار مصنّعة محليا في إنجاز هذه المحطات؟
❊ إن إدماج المواد أو التجهيزات المصنّعة في الجزائر يعتبر من أولويات الشركة تماشيا مع سياسة الإدماج الوطني التي ينتهجها مجمّع سوناطراك، وهي من الشروط الأساسية في عملية إنجاز مشاريع تحلية مياه البحر في الجزائر، فبالإضافة إلى المنتوج الجزائري تم الاعتماد على المناولة الجزائرية في هذه المشاريع.
❊ من يتولى تسيير وصيانة محطات تحلية مياه البحر هذه؟
❊زعميش: الشركة الجزائرية للطاقة فرع سوناطراك ستكون هي المشغّلة لهذه المحطات، وللعلم فإن جميع محطات تحلية مياه البحر في الجزائر يشغلها ويسهر على صيانتها جزائريون، وهذا ما تجسّد في الواقع وكان جليا للجميع في حادثتي محطة بني صاف والحامة، حيث تم إعادة تشغيل المحطتين في ظرف قياسي لم يتجاوز الأسبوع في بني صاف و72 ساعة بالنسبة لمحطة الحامة، بينما كان يمكن أن يدوم لشهور في حال الاعتماد على الشريك الأجنبي سابقا، وكل هذا يعكس التحكّم التام للكادر الجزائري اليوم في هذا المجال.
❊ نسبة مساهمة مياه التحلية في تلبية الاحتياجات من الماء الشروب بعد دخول هذه المحطات حيز الخدمة؟
❊زعميش: باستكمال البرنامج التكميلي الأول والمتمثل في إنجاز 5 محطات كبرى لتحلية مياه البحر بقدرة إنتاجية تقدر بـ 300 ألف متر مكعب في اليوم عن كل محطة، أي بقدرة إجمالية تصل إلى 1.5 مليون متر مكعب في اليوم، سيتم الانتقال من نسبة 18 % حاليا إلى 42 % في نهاية فيفري 2025، بالنسبة لمساهمة محطات تحلية مياه البحر في تلبية حاجيات المواطنين من الماء الشروب، وهذا بقدرة إنتاجية إجمالية تقدر بـ 3.7 مليون متر مكعب في اليوم.
❊ وأين ستصل هذه النسبة بعد استكمال المحطات 6 المبرمجة؟
❊ باكتمال استلام البرنامج التكميلي الأول والمتمثل في 5 محطات كبرى فإن قدرات البلاد في تحلية مياه البحر ستصل إلى 3.7 مليون مكعب في اليوم، مما سيسمح بتلبية 42 % من احتياجات المواطنين من الماء الصالح للشرب، وعند اكتمال البرنامج التكميلي الثاني والمتمثل في 6 محطات كبرى أخرى لتحلية مياه البحر، في كل من ولايات تلمسان، ومستغانم، والشلف، وتيزي وزو، وجيجل وسكيكدة، بقدرة إنتاجية تقدر بـ 1.8 مليون متر مكعب في اليوم، أي 300 ألف متر مكعب في اليوم عن كل محطة، ستصل القدرات الوطنية في هذا المجال في آفاق 2030 إلى 5.5 مليون متر مكعب في اليوم، مما سيوفر 60 % من حاجيات المواطنين من المياه الصالحة للشرب.
المساء: يمكن القول بأن الجزائر تسير في طريق تحقيق أمنها المائي؟
زعميش: إن تحلية مياه البحر بعد أن لعبت دور ثانويا يتمثل في حفظ التوازن وتعويض النقص في المياه الصالحة للشرب من موارد تقليدية سابقا، حيث كانت تغطي ذلك في فترات الجفاف، أصبحت اليوم فاعلا رئيسيا في الأمن المائي في الجزائر، خصوصا بعد استكمال البرنامج التكميلي الأول المتمثل في إنجاز 5 محطات تحلية مياه البحر كبرى بقدرة إجمالية تقدر بـ 1.5 مليون متر مكعب في اليوم، ما يضمن توفر مياه صالحة للشرب لـ 15 مليون مواطن، الأمر الذي سينعكس إيجابا على حياة المواطنين ويخفّف بشكل كبير من الضغط.
❊ كيف سيتم تلبية احتياجات الطاقة الكبيرة لمحطات تحلية مياه البحر؟
❊ عملية تشغيل محطات تحلية مياه البحر تتطلب استهلاك كمية كبيرة من الطاقة، ما يستوجب على الشركة الجزائرية للطاقة فرع سوناطراك إدماج مصادر للطاقة المتجدّدة من أجل التقليص من استهلاك الطاقة بشكل معتبر، وعليه فإن الشركة مطالبة بتجسيد سياسة الانتقال الطاقوي عبر إدماج الطاقات المتجدّدة في جميع محطات تحلية مياه البحر التابعة لها على المستوى الوطني.
❊ هل من مشاريع لتوطين إنتاج تجهيزات محطات التحلية بالجزائر؟
❊ نعم هناك محادثات تجري مع عدة شركات متحكّمة في تكنولوجيا تحلية مياه البحر ومصنّعي الأغشية النصف نفاذة وتجهيزات أخرى، وهذا كمرحلة أولى للعمل على توطين إنتاج التجهيزات الخاصة بمحطات تحلية مياه البحر في الجزائر عبر شراكة قائمة على مبدأ رابح-رابح.
❊ هل هناك تعاون مع وزارة التعليم العالي فيما يخص تحلية المياه ؟
❊ منذ 20 سنة الشركة الجزائرية للطاقة فرع مجمّع سوناطراك استطاعت أن تكسب خبرة كبيرة في مجال صناعة تحلية مياه البحر، وذلك بقدرتها على تثمين وإطلاق المشاريع وكذلك تحكمها في وضع النماذج الاقتصادية والتقنية وكذا المالية للمشاريع، ضف إلى ذلك إنجاز وتشغيل وصيانة محطات تحلية مياه البحر، فالشركة أصبحت تتحكّم تماما في كل مراحل تطوير المشاريع منذ اتخاذ القرار بشأنها مرورا بوضع دفاتر الشروط بالمعايير والمقاييس المعمول بها عالميا ووصولا إلى وضع وإبرام العقود، وكذا إجراء الدراسات الأولية والإنجاز والتشغيل والنماذج الاقتصادية الفعّالة القائمة على خفض التكاليف.
كما أن الشركة الجزائرية للطاقة أبرمت عدة اتفاقيات مع الجامعات الجزائرية ومراكز التكوين المهني من أجل إدراج تحلية مياه البحر ضمن مناهج التعليم والتكوين، وهذا ما تم تجسيده عبر الدفعة الأولى للطلبة المكوّنين في هذا المجال من مديرية التكوين المهني والتمهين لولاية بومرداس كمركز نموذجي، وإطلاق الدفعة الجامعية الأولى في هذا التخصص في سبتمبر 2024.
❊ ماهي ايجابيات هذه الاتفاقيات مع الجامعات ومعاهد التكوين ؟
❊ الاتفاقيات مع الجامعات ومراكز التكوين المهني ستسمح بتكوين جيل جديد من المهندسين المتخصّصين مما سيزيد من تحكم الجزائر في هذه التكنولوجيا ويجعلها تمر إلى مرحلة أخرى من تطوير هذا المجال بمجهود وطني بحت.