رئيس الممثلية الاقتصادية الروسية بالجزائر إيفان ناليتش في حوار لـ"المساء":

الجزائر من أكبر الأسواق وأكثرها استقرارا في إفريقيا

الجزائر من أكبر الأسواق وأكثرها استقرارا في إفريقيا
رئيس الممثلية الاقتصادية الروسية بالجزائر إيفان ناليتش
  • 459
حوار: حنان حيمر حوار: حنان حيمر

❊ السوق الجزائرية ذات أولوية للشركات الروسية

❊ نأمل في العمل سويا لبناء قاعدة متينة للاستثمار طويل الأجل

❊ منتدى لرجال أعمال البلدين الثلاثاء المقبل بالجزائر العاصمة

كشف رئيس الممثلية الاقتصادية الروسية بالجزائر، إيفان ناليتش، عن تنظيم منتدى لرجال أعمال البلدين الثلاثاء المقبل، بالجزائر العاصمة، مؤكدا في حوار خصّ به "المساء" أن الشركات الروسية ولاسيما العاملة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، تعتبر السوق الجزائرية ذات أولوية في المنطقة، لأنها واحدة من أكبر الأسواق وأكثرها استقرارا في شمال إفريقيا، ما جعله يأمل في العمل سويا باتجاه بناء قاعدة متينة للاستثمار طويل الأجل والتعاون الصناعي. 

المساء: برزت مؤخرا مشاركة الشركات الروسية في عدة تظاهرات اقتصادية بالجزائر، آخرها الصالون الدولي للصحة الذي نظّم بوهران، كيف تقيّمون الحضور الروسي في هذا الحدث؟

 إيفان ناليتش: كانت هذه المشاركة الأولى من نوعها لشركات روسية بهذا الحجم في هذا الصالون الذي نظّم بين 9 و12 أفريل الجاري، حيث سجّلنا حضور حوالي 10 شركات روسية مصنّعة لمعدات التشخيص والأعضاء الصناعية ومستحضرات التجميل وحلول تكنولوجيا المعلومات للصناعة الطبية، كما نظّمنا مائدة مستديرة بمشاركة ممثلين عن وزارة الإنتاج الصيدلاني ووزارة الصحة، والوكالة الوطنية للمنتجات الصيدلانية وبعض الشركات الجزائرية، حيث تمت مناقشة مختلف المواضيع المتعلقة بالتعاون في قطاع الصحة.

❊هل برمجتم زيارات أو مشاركات لوفود روسية اقتصادية في تظاهرات مقبلة بالجزائر؟

❊ هذا العام سيكون ثريا بالزيارات، إذ يرتقب مشاركة شركات روسية في العديد من التظاهرات، من بينها قمّة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في إفريقيا خلال الأيام المقبلة، كما سيزور وفد اقتصادي روسي في مجال صناعة الأدوية، الجزائر على هامش معرض الأدوية المغاربي "ماغرب فارما". وسيتم تنظيم منتدى أعمال واسع النّطاق في 22 أفريل الجاري، من قبل مجلس الأعمال الجزائري ـ الروسي وغرفة التجارة والصناعة الجزائرية "كاسي"، حيث يرتقب مشاركة حوالي 30 شركة روسية من مختلف القطاعات على غرار الصناعات الصيدلانية، الصناعات الكيميائية، صناعة الخشب ومشتقاته، صناعة الورق ومعدات الطاقة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وغيرها.. ونشير إلى أن الممثلية الاقتصادية الروسية، تشارك على نطاق واسع في التحضير لهذا الحدث، وتعوّل على المشاركة الفعّالة لرجال الأعمال الجزائريين لمناقشة خيارات مختلفة للتعاون والشراكة.

من جهة أخرى تحتضن روسيا هذا العام، عدة تظاهرات اقتصادية دولية نأمل أن نستقبل فيها وفودا جزائرية، من بينها المنتدى الاقتصادي الدولي "روسيا ـ العالم الإسلامي" الذي سيشهد تنظيم معرض للمنتجات الحلال "حلال إكسبو"، كما سيتم تنظيم منتديين مخصصين لاستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الصناعة أوائل جوان المقبل، إضافة إلى منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي وهو الحدث الاقتصادي الأكبر في روسيا.  وفي بداية جويلية سيقام المعرض الصناعي الدولي الذي يسمح للشركات الصناعية الجزائرية بالعثور على مورّدين أو شركاء لتنفيذ مشاريع استثمارية.

❊ إلى ماذا تردون تزايد اهتمام الشركات الروسية بالجزائر؟ 

❊ تربط بلدينا علاقات شراكة استراتيجية طويلة الأمد، وتعتبر العديد من الشركات الروسية، الجزائر من البلدان ذات الأولوية باعتبارها سوقا يعرف نموا مستمرا، وهو ما يشكل جزءا من الإرادة الراسخة لروسيا في تكثيف علاقاتها مع القارة الإفريقية، فكما تعلمون عقدت في 2019 و2023 ، نسختان من القمّة الروسية ـ الإفريقية بنجاح كبير، ما أعطى دفعة كبيرة لتطوير علاقات روسيا مع العديد من البلدان الإفريقية وبالخصوص مع الجزائر.

❊ ما هي قطاعات النّشاط ذات الأولوية بالنّسبة للشركات الروسية؟

❊ هناك العديد من القطاعات التي تثير اهتمام الشركات الروسية، على رأسها الصناعات الاستراتيجية مثل النّفط والغاز والطاقة بشكل عام، وكذلك المناجم (الاستكشاف الجيولوجي وتوريد الخدمات والمعدات أو قطع الغيار). كما تطمح روسيا إلى رفع حصتها في السوق الجزائرية من إمدادات الحبوب، حيث يمثل القمح الروسي حاليا حوالي 30 بالمائة من واردات الجزائر، وسنعمل على رفع حجم صادراتنا للجزائر لاسيما من القمح والشعير، وكذلك الحليب المجفّف والأسمدة والمواد الكيميائية الزراعية وغيرها، كما يعد قطاع المنتجات الصيدلانية وخاصة أدوية الأورام والأنسولين، بالإضافة إلى المعدات والأجهزة الطبية من القطاعات الواعدة، فضلا عن المواد الكيميائية وبعض أنواع الآلات والمعدات، والمنتجات المعدنية. علاوة على قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، حيث تهتم العديد من الشركات الروسية في هذا المجال بالسوق الجزائرية وتريد دخولها.

❊ ما هو المستوى الحالي لحجم التبادل التجاري بين الجزائر وروسيا؟

❊ قارب حجم التبادل التجاري في 2024، وفقا للبيانات المتاحة الملياري دولار، وتمثل الصادرات الروسية إلى الجزائر حوالي 99 بالمائة من حجم المبادلات وتتكون أساسا من الحبوب والزيوت النّباتية والمنتجات المعدنية والآلات العامة والمنتجات الصيدلانية. فيما بلغت الصادرات الجزائرية إلى روسيا بين 10و15 مليون دولار تتمثل خصوصا في التمور وبعض المنتجات الزراعية.

❊ ما هي العوامل التي يمكنها المساهمة في تطوير العلاقات الاقتصادية الثنائية؟

❊ تحقيق التنمية الديناميكية والمستدامة للعلاقات الاقتصادية بين روسيا والجزائر، يستدعي التركيز على إزالة الحواجز الهيكلية، وزيادة مستوى الثقة المتبادلة بين الفاعلين الاقتصاديين، وتعميق التعاون المؤسساتي. 

فالمهم ليس زيادة حجم المبادلات التجارية فقط، بل العمل على بناء قاعدة متينة للاستثمار الطويل الأجل والتعاون الصناعي. ومن العوامل التي يمكن أن تساهم في ذلك إنشاء آليات تمويل وتأمين لعمليات الاستثمار والتصدير، دعم التوطين والإنتاج المشترك، تطوير الخدمات اللوجستية والنّقل، ومرافقة المبادلات التجارية والحوار بين الشركات والتناسق في الإطار التنظيمي، مع العمل على توسيع التعاون الإنساني والتعليمي.

❊ ما هو دور اللجنة الحكومية المشتركة الجزائرية ـ الروسية للتعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي والتقني في تطوير العلاقات بين البلدين؟

❊ تعد اللجنة المشتركة أداة مهمة لتطوير العلاقات، حيث يناقش فيها ممثلو مؤسسات البلدين جوانب التعاون في مجالات الصناعة والزراعة والطاقة والتعليم والنّقل وغيرها من القطاعات، وقد تم هذا العام التوقيع على أكثر من 10 اتفاقيات في مجالات مختلفة.

❊ ماهي نظرتكم للسوق الجزائرية ومناخ الاستثمار في الجزائر؟

❊ تحوز السوق الجزائرية على فرص هامة بالنّسبة للمصدّرين الروس، خاصة في سياق التحوّل المتزايد لروسيا نحو إفريقيا والشرق الأوسط، وتعد الجزائر واحدة من أكبر الأسواق وأكثرها استقرارا في شمال إفريقيا، وتتوفر على موارد هامة (خاصة النّفط والغاز)، فضلا عن الطلب القوي على السلع والتكنولوجيا المستوردة. ونرى أن هناك فرص تعاون في كل القطاعات الاقتصادية تقريبا. وفيما يتعلق بمناخ الاستثمار فقد اتخذت الجزائر خطوات في السنوات الأخيرة لتحرير الاقتصاد وتحسين الظروف للمستثمرين الأجانب، بإصدار قانون إستثمار جديد يضمن حرية الاستثمار في القطاعات غير الاستراتيجية (إلغاء قاعدة 51/49)، وتوسيع الضمانات لتحويل الأرباح، والتفضيلات الضريبية والجمركية في القطاعات ذات الأولوية، ونأمل في إزالة بعض الإجراءات البيروقراطية المعقّدة لتطوير التجارة الثنائية، حيث يمكن للجزائر من خلال مقاربة استراتيجية أن تصبح نقطة دخول رئيسية للشركات الروسية إلى الأسواق الإفريقية، ونعمل على زيادة عدد الشركات المستقرة بالجزائر.

❊ تولي الجزائر اهتماما خاصا بالتحوّل الرقمي. هل هناك إمكانية للتعاون الثنائي في هذا المجال؟ 

❊ يشهد قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في روسيا نموا مستقرا، ولا تشتهر روسيا فقط بحلولها في مجال الأمن السيبراني، ولكن أيضا بتقنياتها المالية والاتصالاتية ورقمنة جميع قطاعات الاقتصاد بما في ذلك الزراعة والصناعة. ويمكن لهذه التقنيات أن تساهم في تحقيق الأهداف الاستراتيجية للجزائر المتعلقة بالتحوّل الرقمي للاقتصاد، وزيادة الإنتاج المحلي وتحسين الإنفاق العمومي، وقد تم خلال اجتماع اللجنة المشتركة في جانفي الماضي، إبرام اتفاقيات لتطوير إمكانات التعاون في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. ولذلك تم على مستوى مكتبنا التمثيلي إنشاء منصب جديد يختص بالتعاون في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، يتولى تنظيم فعاليات مختلفة مثل ورش عمل وندوات عبر الإنترنت وبعثات أعمال للشركات الروسية إلى الجزائر، ونقل المهارات وتأطير المفاوضات على مستويات مختلفة.