المعارض السياسي المغربي والناشط الإعلامي بدر العيدودي لـ"المساء":
عرش المخزن يهتزّ أمام انتصار الجزائر

- 460

❊ فوز الجزائر بنيابة الاتحاد الإفريقي أحدث شرخا كبيرا في نظام المخزن
❊ قضيـة "اسكوبـار الصحـراء" ستجر أسماء "مخزنية كبـيرة" إلى القضاء
❊ مافيا الحشيش تحكم المغرب على حساب المواطن البسيط
❊ بوريطة والنظام العلوي راهنا على شراء السلم الداخلي بانتصارات وهمية
❊ المخزن يجني الريح رغم تنازلاته وسجونه مكتظة بمعتقلي الريف والصحراء الغربية
❊ منظمات دولية تصنّف المغرب كدولة دكتاتورية تضيّق على الحريات
❊ بوريطة يوظّف آلة دعائية من أجل تصدير إخفاقاته الدبلوماسية
أكد المعارض السياسي والناشط الإعلامي المغربي بدر العيدودي، أن المخزن تلقى ضربة قوية على المستوى الدبلوماسي بعد فوز الجزائر بمنصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، خاصة وأنه حاول إيهام الشعب المغربي بحسم المعادلة لصالحه مسبقا، مشيرا في حوار لـ"المساء" إلى أن النظام المغربي قدّم الكثير من أجل الترويج لأطروحات مؤقتة لتغيير منحى قضية الصحراء الغربية، إلا أن هذه الأخيرة لازالت ثابتة وحققت إنجازات قوية جدا.
س: يلاحق المخزن المعارضين المغاربة في الخارج بسبب كشفهم لقضايا الفساد، ما تعليقكم على مساعيه للتأثير على هذه الدول ؟
ج: تواجه المعارضة المغربية بالداخل والخارج مجموعة من الضغوطات الممارسة من طرف المخزن كونهم قاموا بفضح قضايا فساد، من أهمها قضية "اسكوبار الصحراء" والتي مازالت حبلى بأسماء مسؤولين كبار في نظام المخزن وآثارها إلى غاية اليوم على المستوى السياسي والإعلامي وحتى القضائي. فقد تمّ فضح مجموعة من الأسماء على مستويات مختلفة سواء تعلق الأمر بالجيش أو المؤسّسة الملكية أو المؤسّسة الأمنية، حيث أضحى "الكارتر" بمثابة دولة موازية مشكّلة من المافيا، في الوقت الذي كشفت فيه المعارضة سواء في الداخل أو الخارج جزءا من حقيقة المخزن، ما يجعله ينتقم من المعارضين من خلال اعتقال مؤثرين على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي ومتابعتهم والتحرّش بهم.
❊ المعتقلون السياسيون في المغرب يعانون الأمرين في السجون المغربية، هل لديك معلومات عن عددهم وهل حاولتم كمعارضين في الخارج التنسيق أو الاتصال بجهات دولية من أجل تسليط الضوء على هذه القضية؟
❊ عدد المعتقلين السياسيين بالمغرب غير مضبوط ولكن توجد أعداد كبيرة سواء فيما يتعلق بمعتقلي الريف الذين يتجاوز عددهم 700 شخص أو بالصحراويين بسبب قضية الصحراء الغربية، كما أن هناك كتاب رأي عام ينتقدون جزئيات بسيطة للأداء الحكومي أو القصر العلوي، حيث يتم سجنهم أو اختطافهم، حيث توجّه لهم اتهامات غير مدعومة قانونيا، مع عدم تمكينهم من العدالة أو ضمان أدنى حقوق للتقاضي خاصة بالنسبة للصحفيين.
فالعدد غير معروف لكن هناك عدد كبير جدا تتغاضى عنه منظمات حقوق الإنسان المغربية بشكل أساسي، كما أن هناك مجموعة من الأطراف التي لها اتصالات على المستوى الخارجي في محاولة رصد أو تفسير الواقع الحقوقي والمشهد السياسي داخل المغرب، حيث أصدرت مجموعة من المنظمات غير الحكومية على المستوى الدولي بيانات مختلفة في أكثر من مناسبة، تؤكد على أنّ المخزن دولة ديكتاتورية وأنّ المجال السياسي بات محفوفا بالمخاطر، لدرجة أنّ البعض أصبح يتوجّس حتى من الدفاع عن القضية الفلسطينية والتعبير عن رأيه رغم أنّ هذه القضية مرتبطة بالسياسة الخارجية.
ومن أهم الملفّات المسجّلة مؤخرا، اعتقال أعضاء من التنسيقيات التي تدافع عن إقليم الحوز بسبب السكنات المتضرّرة جراء الزلزال الذي ضرب المنطقة، حيث تم اعتقال مجموعة من الأفراد المدافعين فقط عن الإقليم، في الوقت الذي لا يتوانى فيه المخزن عن إرسال إشارات تؤكد استعداده لاعتقال أي شخص سواء كان مدافعا عن القضية الصحراوية أو القضية الريفية وحتى المدافعين عن حقوق المغاربة سواء في المجالات ذات الطابع الاقتصادي أو الاجتماعي، ما يجعل منطق الانتقام وتكميم الأفواه السمة البارزة في المغرب.
❊ تلقّى المخزن صفعة قوية بافتكاك الجزائر لمنصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي بأديس أبابا، رغم أنه حاول التأثير على مجرياتها بسياسة شراء الذمم ودبلوماسية الرشاوى، ما تعليقك؟
❊ فعلا فإن المخزن تلقّى ضربة قوية على المستوى الدبلوماسي خاصة وأنه حاول إيهام الشعب المغربي بأنه أضحى قوة حقيقية على المستوى الإقليمي والقاري بأي شكل من الأشكال. ما تمّ تسجيله على مستوى قمّة الاتحاد الإفريقي الأخيرة هو أنّ المخزن لا يتوفر على أي دور ولا أي نفوذ، بل سجّل إخفاقين على مستويين اثنين سواء على مستوى مفوضية الاتحاد الإفريقي أو فيما يتعلق بالحصول على مقعد داخل مجلس السلم والأمن الإفريقي، وكانت هناك ردود فعل مختلفة تبرر هذا الفشل للدبلوماسية المغربية في كل مرة يتم فيه توجيه انتقادات لبوريطة بسبب فشله أمام الجزائر خاصة وأن حربه الأساسية كانت ضدها.
وهذه الصفعة التي تلقاها المخزن مؤخرا أحدثت ارتباكا على المستوى الداخلي وباتت آثارها بارزة، خاصة وأن "البروباغندا" والخطابات والإشارات التي حاول بوريطة تمريرها على مستوى الإعلام المغربي من خلال الترويج لفكرة قدرة المخزن على مواجهة الجزائر، قد أحدثت صدمة على مستوى الرأي العام المغربي بعد هذه الخسارة، في الوقت الذي يتباهى فيه المغرب بعلاقاته غير أنه في الواقع لم يستطع تغيير المعادلة على المستوى الإفريقي، وظلّت ردود الفعل متباينة بين التبرير والانتقاد، لكن الضرر البالغ كان واضحا على مستوى وزارة الخارجية المغربية.
❊ رغم محاولة المخزن حشد دعم دولي في قضية الصحراء الغربية ولجوء بعض الدول لفتح "دكاكين" في الأراضي الصحراوية المحتلة، إلا أنّ ذلك لم يعزّز أطروحات المغرب دوليا، كيف تقيّمون ذلك؟
❊❊ بذل المخزن بقيادة بوريطة مؤخرا جهدا كبيرا جدا من أجل رفع سقف تطلّعات المخزن فيما يتعلق بمواجهة الجمهورية العربية الصحراوية على المستوى الإفريقي، غير أنه مازال يتلقى ضربات قوية على المستوى القضائي داخل مجلس الأمن ولم يستطع كذلك تغيير التوجّه العام فيما يتعلق بالقرارات الصادرة عن محكمة العدل الأوروبية التي تعيق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والطرف المغربي.
فرغم التطبيع مع الكيان الصهيوني والتذلل لفرنسا وأمريكا، إلا أن ذلك انتهى إلى لا شيء بالنسبة لملف الصحراء الغربية الذي مازال يلقى دعما في إطار الاتحاد الإفريقي، فالمخزن قدّم الكثير من أجل أن يحظى بدعم أطروحاته من قبل بعض الدول، في حين أن قضية الصحراء الغربية لازالت ثابتة ومدعومة على المستوى القضائي وحقّقت إنجازات قوية جدا، وبالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية فإن الرئيس ترامب لم يتبن لحد الآن أي موقف يتعلق بالصحراء الغربية، ما يجعلنا نقول إن المخزن قدّم مجموعة من التنازلات من أجل الحصول على دعم لتعزيز أطروحاته دون مقابل.