محمد إيقرب محافظ الصالون الدولي للكتاب لـ"المساء"

ننتظر مشاركة 1000عارض من 35 دولة

ننتظر مشاركة 1000عارض من 35 دولة
محمد إيقرب، محافظ صالون الجزائر الدولي للكتاب
  • 2325

* حضور إبراهيم نصر الله وريكاردو نيكولاي في انتظار تأكيد مستغانمي

كشف محمد إيقرب، محافظ صالون الجزائر الدولي للكتاب، عن أن التظاهرة تعود في دورة استثنائية، شهر مارس الداخل، بدلا من موعده المعروف بين شهري أكتوبر ونوفمبر من كل عام، ببرنامج منوع وثري، مؤكدا لـ"المساء"، مشاركة الأديب الأردني المعروف إبراهيم نصر الله، والروائي الإيطالي ريكاردو نيكولاي، فيما لم يتأكد حضور الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي بعد. وحسب المحافظ، فإن الدورة 25 للمعرض ستعرف مشاركة 35 دولة، مع تسجيل تزايد في دور النشر العربية المهتمة بسوق الكتاب الجزائري، وأشار إلى تكريم أدباء شهداء، مثل مولود فرعون وأحمد رضا حوحو، والتفاتة عرفان لكتاب رحلوا في السنتين الماضيتين.

بعد سنتين من غياب صالون الكتاب، كيف تجري التحضيرات للدورة الـ25؟

❊❊ صالون الكتاب يعود، ونتمناه أن يكون عرسا حقيقيا، وجرعة أوكسجين لمهنيي الكتاب، لاسيما دور النشر على المستوى الدولي، هذه التظاهرة ستجرى في الفترة الممتدة من 24 إلى 31 مارس الداخل، على مستوى قصر المعارض بالصنوبر البحري، وستكون هذه الدورة استثنائية، لأن "السيلا" سيحتفل بربع قرن من وجوده، وسيصادف الذكرى الـ60 لعيد النصر، وسيقام الصالون في سياق وضع صحي خاص يتعلق بوباء "كورونا".

الدورة 25 تستضيف إيطاليا كضيف شرف، واختيار هذا البلد هو نظير دعمه للقضية الجزائرية، ولثورة التحرير الوطنية 1 نوفمبر 1954، فكما تعرفون في تلك الفترة، ساند مثقفون إيطاليون الجزائر، وأصدرت دار النشر "فراتنيلي كتابين في هذا الشأن، وكان انريكو ماتيو الذي كان على رأس "إيني" (المجمع الإيطالي الطاقوي) قد أتى بدعم للقضية الجزائرية. وإيطاليا شريك اقتصادي هام، والجزائر تنمي علاقة ممتازة على المستوى الاقتصادي والسياسي والثقافي، كما أن إيطاليا معروفة بدور نشرها عالميا، كل هذه العوامل جعلت إيطاليا ضيف شرف الدورة الـ25.

 إيطاليا تحضر ببرنامج ثري وأسماء لامعة

ما هو برنامج ضيف الشرف إيطاليا؟

❊❊ هم بصدد التحضير، وقد التقينا مؤخرا على مستوى المعهد الثقافي الإيطالي بالجزائر العاصمة، وننتظر استلام البرنامج النهائي، حيث ينتظر مشاركة مثقفين وكُتاب كبار. من جهتنا، فإن محافظة الصالون الدولي للكتاب خصصت مساحة 200 متر مربع لضيف الشرف، التي ستجهز بألوان إيطاليا والشكل الذي يريدونه.

ماذا عن مشاركة دور النشر؟

❊❊ الدورة الـ25 ستسجل مشاركة قياسية لدور النشر، لم تسجل في الدورات الماضية، فهذه المشاركة ستفوق الـ1000 عارض، تمثل 32 دولة من كل جهات العالم، من أوروبا وآسيا وأمريكا وإفريقيا، ولمسنا تضاعف المشاركة العربية مقارنة بالدورات الأخيرة، نظرا للمنفعة التي يجدونها في صالون الجزائر الدولي للكتاب، والعدد الهائل من دور النشر، الذي يحضر للمعرض، راجع لثقتهم بأنهم سيبيعون، ذلك أن الجزائريين شغوفون بجديد الكتب. صالون الجزائر للكتاب من أكبر وأهم المعارض عربيا من حيث المشاركة والزوار، والأرقام تتحدث عن نفسها، إذ يستقبل أكثر من 1000 عارض، وأكثر من 2 مليون زائر، هو حدث ضخم، وأكبر تظاهرة في الجزائر مقارنة بباقي التظاهرات في جميع المجالات، وكل هذه المقاييس تجعل من الصالون حدثا منتظرا من مهنيي النشر جزائريين أو أجانب، والكتاب وكذا الجمهور الواسع.

كما يعد صالون الكتاب الحدث الوحيد الذي يمثل الدخول الأدبي في الجزائر، والوحيد الذي يسمح للجزائريين باكتشاف الجديد، الذي غالبا لا يجدونه في السوق التقليدية أو المكتبات، وهي فرصة أيضا لاقتناء المؤلفات الحديثة بأسعار معقولة، خاصة مع مبادرة وزارة الثقافة والفنون بإعفاء دور النشر الجزائرية من تكاليف كراء الأجنحة. كما أن محافظة الصالون عملت على وضع كل التسهيلات الإدارية، خدمة لدور النشر، لتكون مشاركتهم أفضل. يجب التذكير بأن صالون الكتاب، الذي موعده في أكتوبر من كل عام، سيقام في شهر مارس المقبل، بقرار من وزارة الثقافة والفنون، تضامنا ودعما لدور النشر الوطنية التي تواجه صعوبات كبيرة بسبب وباء "كورونا" منذ سنتين.

هذه المبادرة الجميلة للناشرين في تقديم موعد الصالون إلى شهر مارس عوض شهر أكتوبر، لنجدة هذه المهنة التي تعاني، في أسرع وقت ممكن، كما قامت محافظة الصالون بتخفيض كراء الأجنحة للأجانب بـ 21 بالمائة، والجزائريين بـ33 بالمائة، قبل أن يصدر قرار رئيس الجمهورية بإعفاء دور النشر الجزائرية من كل التكاليف، وهي التفاتة قوية للمهنة والناشرين التي تعكس دعم الوصاية، وهي طريقة أخرى لتشجيع صناعة الكتاب في بلادنا، ويتاح تواجد الكتاب الجزائري، كما تحدثنا مع دور النشر الأجنبية، لوضع تخفيضات للكتب تتراوح بين 20 و25 بالمائة، حتى يتمكن الجزائريون من اقتنائها. ثمن الناشرون الجزائريون والأجانب هذه المبادرة بعد ساعات من صدور القرار الرئاسي، من خلال رسائل الشكر التي وصلت محافظة الصالون الدولي للكتاب.

 أولوية الجناح المركزي لدور النشر التي تعطي الأهمية للمؤلفات الأدبية والجامعية والعلمية

في كل دورة للصالون، يعود مشكل اختيار الناشرين الجزائريين للجناح المركزي، هل فكرتم في حل ما؟

❊❊ نعم، هو مشكل يعود كل سنة، ونسايره في كل دورة، الجميع يريد أن يصف كتبه في الجناح المركزي، هذا الجناح مساحته 7000 متر مربع، والحاجة الإجمالية للصالون تفوق 20 ألف متر مربع، بالتالي من المستحيل تحقيق هذه المعادلة، وفي هذا الصدد، ومن أجل تذليل هذا المشكل، وإيجاد حل مناسب، وضعنا أولوية لهذه الدورة الـ25، للناشرين الذين سيعرضون مؤلفات أدبية وجامعية وعلمية، فضلا عن كتب في مجالات أخرى، على غرار الكتاب الخاص بالطفل وشبه المدرسي والكتب الدينية، شرط أن لا تفوق نسبتهم 40 بالمائة.

سجلت محافظة الصالون الدولي للكتاب، أن 60 بالمائة من زوار المعرض هم من العائلات، وأحيانا نستقبل أكثر 400 ألف زائر في اليوم، ومن أجل تسهيل الدخول لهذه العائلات المصاحبة لأطفالها، وتجنب الازدحام بين أروقة الأجنحة، قمنا بفتح جناح الأهقار خاص بأدب الطفل والناشئة، ليحظى بالأهمية التي تليق به. وخصصنا مساحة 800 متر مربع للنشاطات الترفيهية للأطفال في صورة ورشات للكتابة والرسم والحكواتي والمسرح، وهذه المساحة أوسع من التي خُصصت في الدورات السابقة، والتي قدرت بـ150 متر مربع فقط، وهذه النشاطات يؤطرها بيداغوجيون وخبراء في التربية.

تخصيص فضاء للبيع بالتوقيع موجه لدور النشر الصغيرة

ماذا عن النشاطات الثقافية المرافقة للمعرض؟

❊❊ محافظة الصالون سطرت برنامجا ثريا ومنوعا، سيرافق المعرض لمدة 8 أيام، سيكون البرنامج الثقافي متناولا لمواضيع تهم الجمهور العريض، تتناول موضوع جائحة "كورونا" ضمن محور كبير "الكتابة في زمن الوباء"، الذي غير حياتنا وسلوكنا، وسيناقش الموضوع خبراء ومختصون. من جانب آخر، سيتناول البرنامج الثقافي موضوع الكتابة والرواية، وسيكرم المعرض أسماء أدبية وأكاديمية رحلوا عنا في السنتين الأخيرتين، وسيتم تكريم كُتاب شهداء، مثل الكاتب مولود فرعون وأحمد رضا حوحو، في لقاء ينشطه مؤرخون.

ستكون هناك منصات خاصة اعتادها الصالون، وهي عبارة عن بطاقات بيضاء تمنح لكتاب معروفين في الجزائر والخارج، مثل عبد المالك مرتاض، واسيني الأعرج، حبيب السايح، وننتظر أحلام مستغانمي لتؤكد الحضور، وجائزة محمد بوقرصة، ونجم أدبي من الأردن من أصل فلسطيني، هو إبراهيم نصر الله، كما تستضيف هذه الدورة أسماء أدبية إيطالية وازنة، مثل ريكاردو نيكولاي الذي كتب عن علي بتشين، وسيتم نصب تمثال تذكاري أياما قبل الصالون، وخصص المعرض دورة للسينما الإيطالية، حتى يتعرف الجمهور الشغوف بالفن السابع، على أفلام هذا البلد. هذا العام أيضا، ستتاح مساحة أوسع للأقلام الشابة، الذين سيشاركون في هذه الدورة الجديدة إلى جانب الأسماء الكبيرة، ضمن لقاءات وندوات وحلقات نقاش، وستنظم أمسيات شعرية لشعراء معروفين، أتمنى أن تجذب الجمهور، وستعود أمسيات الشعر الملحون التي عرفت نجاحا في الدورات السابقة.

 "الكتابة في زمن الوباء" و"الكتابة والرواية" أهم مواضيع الدورة

ستكون نشاطات ملحقة تنظمها مؤسسات، على غرار المجلس الإسلامي الأعلى، والمحافظة السامية للأمازيغية، والمجلس الأعلى للغة العربية، ووزارة الثقافة والفنون، وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، فضلا عن جلسات بيع بالتوقيع على مستوى أجنحة العرض، وفي هذا الصدد خصص المعرض 40 مترا مربعا مجهزا على مستوى الجناح المركزي، وُجه للتوقيعات لدور نشر، أجنحتها صغيرة وليس لها المكان الكافي لنشاطها.