الأخصائية حاجي تحذر من إدمان الوصفات الفايسبوكية
- 1293
تعجّ مختلف مواقع التواصل الاجتماعي هذه الأيام بالعديد من الوصفات المختلفة المالحة منها والحلوة والمعجنات، إلى درجة الشعور بنوع من التنافس، فيما بينها أيهما تحوز على أعلى معدل من الإعجاب والتصفح، وفي المقابل، راحت ربات البيوت بالدرجة الأولى والرجال بدافع الفضول إلى تصفحها واختيار منها ما يرغبون في تجربته على مائدتهم الرمضانية.
رغم أن أغلب هذه الوصفات نتاج أشخاص يفترض أن لديهم باع في الطبخ، غير أنها حسب بعض الأخصائيين في التغذية وصفات غنية بالدهون أو بالسكريات، ما يجعلها تشكل خطرا على الصحة خاصة لمن أدمن على تجريب ما يعرض، مستغلين بذلك رغبة ربات البيوت في التجديد بالبحث عن وصفات غير مجربة لتزيين المائدة الرمضانية.
في استطلاع للرأي مسّ بعض ربات البيوت، أجمعن على أن مختلف مواقع التواصل الاجتماعي أغنتهن عن تصفح ما تقدمه الكتب من وصفات، وعلى حدّ تعبير أحدهن، فإنها تطلع يوميا على ما تجود به إحدى القنوات التي تشترك فيها وتختار منها ما يناسبها من الوصفات، مشيرة في السياق إلى أن بعض الوصفات تكون مضبوطة وقلما تفشل في الحصول على النتيجة المرجوة.
من جهة أخرى، أوضحت مواطنة أخرى أنّها تخلّصت من كل كتب الطبخ التي كانت بحوزتها واشتركت في عدد من القنوات التي تقدّم يوميا وصفات جديدة، موضحة في السياق أنّها تختار منها ما تحضره وإن حدث ولم تنجح في الحصول على الطبق كما عرض في القناة تسجل ملاحظتها حتى تأخذها صاحبة القناة بعين الاعتبار.
في حين أوضحت السيدة "فهيمة. ن« أنّها أدمنت في السنوات الأخيرة على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي إلى درجة أنّ الوقت الذي تمضيه في تصفح ما يعرض يفوق الوقت الذي تقضيه في تحضير المائدة الرمضانية، موضّحة في السياق أنّ كثرة الوصفات التي تعرض تجعلها غير قادرة على الاختيار، خاصة ما تعلق منها بالمعجنات والمقبلات والتحليات.. وتعلق "رغم أنّها أغذية غير صحية لكونها غنية بالدهون والسكريات، إلاّ أنّ الحاجة إلى تجديد المائدة الرمضانية وتجريب وصفات غير مألوفة تسعد أفراد الأسرة، يجعلهم يغضون الطرف عن كل ما هو صحي من باب الخروج عن المألوف".
وحذرت الأخصائية في التغذية فايزة حاجي، من مخاطر الإقبال على تجريب كلّ ما تعرضه مختلف القنوات على مواقع التواصل الاجتماعي، كاشفة في حديثها مع "المساء" أنّ الهدف من ورائها تجاري بالدرجة الأولى، وأن بعض الوصفات تقدم بطريقة عشوائية الغرض منها جلب أكبر عدد من الاعجابات لا غير.
من جهة أخرى، أوضحت الأخصائية في التغذية، أنّ الوعي الذي انتشر في السنوات الأخيرة حول الأكل الصحي لتجنب بعض الأمراض المزمنة كالسكري والضغط الدموي والبدانة، جعل أصحاب بعض القنوات الفايسبوكية ينتبهون للأمر، حيث يبادرون إلى إدراج عدد من المكونات على اعتبار أنّها صحية كإضافة بعض "التوابل" أو "الأعشاب" لجلب المتصفح إليها، مشيرة في السياق إلى أن أكثر ما تعيبه على هذه القنوات أنه أصبح بإمكان كل من هب ودب أن يقدم وصفات من تلك التي يحبها المواطن تبدو في الظاهر أنها جديدة وغير مجربة ولكنها في حقيقية الأمر غير صحية، خاصة ما تعلق منها بالحلويات التي تعتمد في تحضيرها على الدقيق الأبيض والسكر، مردفة أنّ ربات البيوت لا زلن بحاجة إلى التوعية والتحسيس عندما يتعلق الأمر بالغذاء، لأنّهن لا يزلن يجهلن العديد من أسرار الطبخ الصحي، ولعل في مقدمتها طهي الطعام بصورة مبالغ فيها في الوقت الذي اتجهت فيه الدراسات الطبية الأخيرة إلى التشجيع على الطهي النصفي للطعام للحفاظ على مكوناته".
وحسب الأخصائية، فإن الخطورة أيضا في تجريب ما يعرض على بعض القنوات تحت شعار أنّه صحي، قد لا يناسب كل أفراد العائلة ما يجعل البعض منهم معرضا للمرض، لاسيما وأن أغلب المبادرين إلى فتح قنوات يفتقرون للثقافة الصحية ـ تقول ـ "وهو ما يظهر حسب تجربتي مما يقدم من وصفات مشهية ومضرة في نفس الوقت".