تتمسك بها العائلات الوهرانية منذ عقود
"الحريرة".. "المعقودة" و"طاجين الحلو" زينة مائدة رمضان

- 259

لاتزال العائلات الوهرانية تحافظ على الموروث التقليدي لإعداد وتحضير مائدة رمضان منذ عقود رغم التطور، وتنوع الأطباق، والعصرنة التي تنافس تحضير موائد رمضان، فيما تبقى اللمة العائلية ميزة رمضان.
يبقى الاحتفاء بدخول شهر رمضان وإعداد الأطباق التقليدية من التقاليد التي دأبت العائلات الوهرانية على الحفاظ عليها، والتمسك بها، خاصة ما تعلق بالأطباق التي تقدَّم خلال شهر رمضان بعد أن تبدأ بالتحضير لاستقبال الشهر ـ حسب السيدة هوارية (75 سنة) ـ بأيام؛ من خلال توفير مادة "التشيشة" التي تُعد المكون الأساس لطبق الحريرة، إلى جانب التوابل من "رأس الحانوت"، و"الكركم"، و"الحرور"، و"الكمون"، و"حبة حلاوة" و"الزعفران"، والخضر؛ من جزر، وطماطم، وبصل، وثوم. وهي المكونات الأساسية لتحضير طبق الحريرة الذي يتصدر وجبات الطاولة الرمضانية، ويقدَّم كوجبة أساسية.
وقالت السيدة هوارية بأن طبق الحريرة يُعد بما يضمه من مكونات أساسية، زينة الطاولة الرمضانية. وهذا الطبق يتم إعداده ليكون وجبة غذائية متكاملة بعد يوم من الصيام. ويقدَّم ساخنا داخل صحون من الفخار. ويتواصل تقديم طبق الحريرة طيلة شهر رمضان.
وتوضح السيدة هوارية: "من غير الممكن أن يقدَّم طبق الحريرة دون وجود أكلة "المعقودة" التي تبقى من الموروث المحلي. وهي عبارة عن قطع بطاطا مقلية، تأخذ لونا ذهبيا، يتم تحضيرها باستخدام البطاطا المفورة، والبيض، وكمية قليلة من الحليب، والقصبر، والثوم التي تُخلط كلها، وتحضَّر على شكل أقراص، ثم تُقلى في الزيت لدقائق، وتقدم ساخنة. وتضيف السيدة هوارية أن "المعقودة" تعوَّض في بعض الأيام، بأكلة "البوراك" الذي أصبح تحضيره ليس في متناول كامل العائلات؛ لاعتماده على اللحوم الحمراء في إعداده.
ولتزيين طاولة رمضان يقدَّم "طاجين الحلو" كوجبة أساسية في أول يوم من الصيام؛ لما له من علاقة مباشرة بإعادة النشاط للصائمين؛ لما يحتويه من سكريات. ويتشكل الطبق من فاكهة البرقوق المجفف والزبيب. وقد يضاف له المشمش المجفف وغيره من الفواكه المجففة الموجودة بالسوق حاليا. كما يحضَّر الطبق بإضافة كمية كبيرة من السكر، ليختتم يوم الصيام بتقديم الشاي، وحلوى الشامية، والزلابية. وأكدت السيدة هوارية أن مائدة رمضان فرصة لاجتماع أفراد العائلة في جو من التضامن والتآزر والتآخي.