رمضان فرصة للتخلص منه
- 1894
يشكل الشهر الفضيل فرصة استثنائية للإقلاع عن التدخين. هذه العادة التي توصل فاعلها إلى حدّ الإدمان؛ حيثُ يَعتادُ جسم المدخن مع مرور الوقت، على مادة النيكوتين. وعند ترك الدخّان يبدأ الجسم، مباشرة، بعملية تنظيف ذاتية، يعمل فيها على التخلص من مادَة النيكوتين، وأول أكسيد الكربون، والمواد المسرطنة الأخرى. وهذه مرحلة حرجة، يعاني فيها المقلِع عن التدخين من سوء المزاج، ورغبة في العودة إلى التدخين؛ لأن النيوكتين يتلاشى من جسمه بشكل تدريجي.
يأتي شهر رمضان ليشكل فرصة ذهبية لترك التدخين. وحريٌّ بمن ابتُلي به أن لا يفوّت هذه الفرصة على نفسه؛ إذ إن الصائم قد أعانه الله تعالى على الامتناع عنه طوال النهار. وفي ساعات الليل بإمكانه أن يسلّي نفسه بالمباحات من الأكل، والشرب، "والطيبات من الرزق"، وقضاء الوقت مع رفقاء صالحين، يعينونه على تركه، والابتعاد عن المدخنين ومجالسهم، واعتماد برنامج للترويح عن النفس بين المساجد لقضاء ما استطاع من وقته بعد الإفطار، والإرادة الصلبة والعزيمة الصادقة أمام هذا التحدي من الأمور التي تعين المدخن على الإقلاع عن هذا السلوك السلبي.
ويمكن المدخن استشارة طبيب مختص في استخدام مواد بديلة لمادة النيكوتين غير مضرة، أو من خلال ممارسة أنواع من الرياضة بشكل يومي؛ إذ يساعد ذلك على سرعة تخلص الرئتين والدم من سموم التبغ، ويزيد من إفراز هرمون الدوبامين المسؤول عن الشعور بالسعادة، بالإضافة إلى الإكثار من شرب الماء والعصير الطبيعي، ومضغ علكة النعناع؛ فهذا كله وغيره من الأساليب يعين المدخّن إنْ توفّر لديه العزم، على ترك التدخين.ولا يختلف اثنان في أن الدخان يصنَّع من مواد عالية السّمية.
ومن أهمها مادة النيكوتين، التي لها قدرة عالية بالفتك بقوى الإنسان، وكفاءة أعضائه الحيوية. وقد رُوي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله: "لا ضرَرَ ولا إضرارَ في الإسلامِ". كما إن التدخين إنفاق للمال على وجه مؤذٍ وضار، والله تعالى يقول: (إن المبذِرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا). كما إن المدخنين يساهمون في تلويث البيئة المحيطة بهم، ويؤذون غيرهم برائحته النتنة.