صيام الفراعنة
- 1476
بهدف التقرب إلى أرواح الموتى والتضامن معهم في الامتناع عن الطعام، عرف المصريون القدماء الصيام بطقوس وعادات مميزة، سُجل بعضها على جدران المعابد الفرعونية.
كلمة "صوم" في اللغة الهيروغليفية هي "صاو" التي تعني امتنع، وتشير إلى طقس الامتناع عن الطعام والشراب في الصيام عند الفراعنة.. فكيف كانت طقوس الصيام في مصر القديمة؟
انقسم طقس الصوم على مدار الأسرات الفرعونية المختلفة إلى صومين، الصوم الأول كان يخص طبقة الكهنة فقط، بهدف التقرب من الآلهة وتهذيب النفس، وتراوحت فترة الصوم بين 7 أيام و42 يوما بحسب الهدف المرجو من الكاهن.
قبل أن يلتحق بالمعبد، كان يصوم الكاهن 7 أيام دون مياه، وفي صوم 42 يوما، كان يبدأ الطقس منذ طلوع الشمس إلى الغروب، بالامتناع عن تناول الطعام وشرب المياه، وفي بعض الأوقات، كان يُمنع تناول اللحوم في أول 10 أيام من صيام 42 يوما عند الكهنة.
خصص الصيام الثاني لباقي طبقات الشعب، وحددت أوقات صيام الشعب في فصل الفيضان، بالصوم 4 أيام من كل عام، وتبدأ فترة الصوم في الأسبوع الأول من الشهر الثالث من فصل الفيضان.
سبقت فترات الصوم الأعياد، مثل عيد "وفاء النيل" و«موسم الحصاد"، وكان يمتنع المصريون عن تناول كل الأطعمة، ما عدا تناول الخضراوات وشرب المياه لمدة 70 يوما متتالية، مقتنعين بأن الصيام يزيد من خير موسم الحصاد ويحافظ على صحتهم العامة.
ورغم مرور نحو 5 آلاف سنة على الحضارة الفرعونية القديمة، فإن تراث هذه الحضارة العظيمة ما زال باقيا في الحياة اليومية للمصريين.
يعود أصل عبارة "وحوي يا وحوي" إلى عصر الفراعنة، وهي كلمة يرتبط استخدامها بشهر رمضان حتى اليوم، ويرجع تاريخها إلى عصر الملك "سقنن رع" الذي يعرف أيضا باسم "تاعا الثاني" وحربه ضد الهكسوس وانتصاره عليها.
كانت "إياح حتب" زوجة سقنن رع، هي من شجعته على خوض المعركة ضد الهكسوس، وبعد تحقيق انتصار عظيم عليهم، خرج المصريون يهتفون في الشوارع "وحوي وحوي إياحا"، والتي تعني الترحاب والتقدير لإياح حتب على دورها في دعم الجنود بالمعركة.
من هنا، ظلت عبارة "وحوي وحوي" مستخدمة حتى العصور الإسلامية، وفي عهد الدولة الفاطمية، ومع استخدام الفوانيس لإنارة الشوارع في ليالي رمضان، ارتبطت هذه العبارة مع الشهر الكريم، لتصبح جزءا من التراث الشعبي في مصر.