صيام رمضان وإتباعه بست من شوال

صيام رمضان وإتباعه بست من شوال
  • 1779

عن أبي أيُّوب الأنصاري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (مَن صام رمضان ثم أتبَعَه ستّا من شوَّال، كان كصيام الدهر). (رواه مسلم)

يتعلق بهذا الحديث فوائد:

الفائدة الأولى: مِن رحمة الله تعالى بعباده أن شرَع لهم مع كلِّ فريضةٍ نافلةً مِن جنسها؛ لتكون جابرةً لِمَا قد يكون وقع فيها من خَلَل، ومتمِّمة لما قد يكون فيها من نقص، ومن ذلك مشروعيةُ صيام ستَّةِ أيام من شوال؛ فهي سُنة حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم وبيَّن فضلها، وهي بالنسبةِ لرمضان كالسُّنة الراتبة بالنسبة للصلاة المفروضة، ومَن حافظ عليها كلَّ عام كان ذلك مثل صيام الدهر.

الفائدة الثانية: إطلاق الحديث يدلُّ على أن كلَّ شهر شوال موضعٌ لصيام هذه الست، سواء صامها متفرِّقة أو متتابعة، من أوله أو من آخره، فالأمر واسع، والمبادرة بالعمل الصالح أفضل دائمًا.

الفائدة الثالثة: من المسائل المتعلِّقة بصيام ست من شوال ما يلي:

1- لا يتم هذا الفضل إلا لمن بادر بقضاءِ ما فاته من رمضان أولا، ثم أتبعه بست من شوال، فيبدأ بالقضاء، ثم يصوم الست من شوال. (لطائف المعارف).

2- يتوهَّم بعض الناس أن مَن صامها عامًا لزمته كل عام؛ فلذلك يتقاعس عن صيامها حتى لا تجب عليه بعد ذلك، وهذا كلام باطلٌ لم يقُلْه أحدٌ من أهل العلم، ولا دليل عليه.

3- مَن شرع في صيام يوم من الست، ثم بدا له أن يفطر لأمرٍ عرَض له، فلا بأس بالفطر؛ لأن صوم التطوع يجوزُ قطعه، ويصوم بدلا عنه يومًا آخر، بخلاف صوم القضاء؛ فمَن شرع فيه لم يَجُزْ له قطعه إلا بعذر شرعي كسفرٍ أو مرض.

4- يصحُّ صيام الست من شوال بنيَّة مِن النهار، فلا يشترط في صيامها تبييت النية من الليل؛ لأنها من صوم التطوع، وصوم التطوع لا يُشترط لصحته تبييت النية. وليس لمَن فرَّق بين التطوع المطلق والتطوع المعيَّن دليلٌ من السُّنة يعتمد عليه، والفقهاء الذين يُصحِّحون التطوع بنيةٍ من النهار لا يفرِّقون بين التطوع المطلق والتطوع المعيّن.