كيفيّة قراءة القرآن في صلاة التراويح
- 5204
تباينت آراء الفقهاء في كيفيّة خَتم القرآن الكريم في صلاة التراويح في شهر رمضان، فيُسَنُّ عند الحنفية أن يختم المُصلّي القرآن الكريم في تروايح شهر رمضان مرّة واحدة، إذ يقرأ في كلّ ركعة بعشر آيات، أمّا في حال شعرَ الإمام أنّ الناس يملّون بطول القراءة، فإنّ الأفضل أن يقرأ بالقَدر الذي لا يُؤدّي إلى تنفيرهم، فالأولى أن يكون عدد المُصلّين كثيراً على أن يكون مقدار المقروء كثيراً، ويُكرَه للإمام أن يقرأ بأقلّ من ثلاث آيات، أو أن يقرأ بآية واحدة طويلة بعد الفاتحة فقط.
وذهب الشافعية الشافعيّة إلى أنّ خَتم القرآن في التراويح أولى من تكرار سُور مُعيّنة، وأن يكون الخَتم مُرتَّباً، أي تُقرَأ السُّور مُتتابعة بحسب ترتيب المصحف، ويَقرأ المُصلّي كلّ يوم جُزءاً من القرآن.
أما الحنابلة فقالوا باستحباب خَتم القرآن في صلاة التروايح طوال شهر رمضان، ويُستحَبّ لديهم أن يقرأ الإمام في أوّل ليلة بسورة البقرة، ولم يُحدّدوا مقدار المقروء في كلّ صلاة.
والمالكية يُندَب (يستجب)عندهم أن يختم الإمام القرآن الكريم في تراويح الشهر كلّه، ليستمع مَن يُصلّي إلى القرآن كاملاً، ولم يُحدّدوا مقدار القراءة في كلّ صلاة.
غير أنه يصحّ من المُصلّي في صلاة التراويح أن يقرأ من القرآن المقدار الذي يشاء، فإن قرأ بعد الفاتحة بضعَ آيات أجزأه ذلك، إذ لم يُحدّد الرسول صلّى الله عليه وسلّم مقدار الآيات التي تُقرَأ في التراويح، فقد كان عليه الصلاة والسلام يُنوّع في القراءة في صلاة القيام، فيقرأ القصير، ويقرأ المُتوسّط، ويقرأ الطويل، وقال عليه الصلاة والسلام في الحث على طول الصلاة: "من صلَّى في ليلةٍ بمئةِ آيةٍ لم يُكتبْ من الغافلينَ ومن صلَّى بمئتَيْ آيةٍ فإنه يكتبُ من القانتينَ المخلصينَ"، وتخفيف الإمام على المُصلّين في التراويح أمر مطلوب في الشرع.
وختم القرآن الكريم في صلاة التراويح سُنّة فيما ذهب إليه الحنابلة وأكثر الحنفيّة، وهم يرون أنّ صلاة التراويح فرصة، ليسمع الناس القرآن كاملاً فيها، فيقرأ الإمام بعشر آيات أو نحوها في كل ركعة، ورأى المالكية والشافعية بأن ختم القرآن مندوب (مستحب) في صلاة التراويح من رمضان، وتُجزئ قراءة سورة أو نحوها في كلّ ركعة، ولا يُشترَط الختم.