ظاهرة التعدي عليها استفحلت بأغلب أحياء بومرداس

الخِزانات التقنية للكهرباء والغاز قنابل موقوتة داخل العمارات

الخِزانات التقنية للكهرباء والغاز قنابل موقوتة داخل العمارات
  • 300
ربــورتـــاج: حنـان. س ربــورتـــاج: حنـان. س

❊ مواد بناء... ملابس وأحذية وتربية القطط داخل الأغمدة التقنية !

❊ صيانة 4 آلاف غمد تقني خلال 2024 

❊ برنامج خاص بتعزيز توزيع الغاز خلال موسم شتاء 2024- 2025 

تشير أرقام مصلحة استغلال الغاز بمديرية التوزيع لبومرداس، إلى صيانة ما يزيد عن 4 آلاف غمد تقني بالعمارات السكنية بمختلف الأحياء. وهي عملية دورية تقوم بها المصالح المعنية من أجل سلامة السكان. غير أن لجوء بعضهم إلى ملء تلك الأغمدة بمواد مختلفة تتراوح ما بين الملابس والأحذية إلى الخردوات ومواد البناء وحتى تربية بعض الحيوانات، يشكل، وفق نفس المصالح، خطرا مباشرا، يسدّ منافذ التهوية، وبالتالي تهديد مباشر لسلامة قاطني العمارات.

رافقت "المساء" أعوان الصيانة للمقاطعة التقنية للغاز ببومرداس، خلال حملة تحسيسية تهدف إلى الحد من ظاهرة ملء الأغمدة التقنية بالعمارات. وهي الخزانات التي تركَّب بها عدادات الكهرباء والغاز في كل طابق. هذه الظاهرة أخذت في الاستفحال بشكل ملفت رغم خطورتها المباشرة على سلامة السكان؛ بسبب مضاعفة احتمال وقوع حوادث جراء تسرب الغاز؛ إذ إن ملء تلك الأغمدة يسدّ منافذ التهوية.

زريبة للحيوانات.. تعليق الملابس وتصفيف الأحذية!

في هذا الصدد، قال أعوان الصيانة في حديثهم إلـى "المساء"، إنهم سجلوا في سياق عملهم الروتيني، أنهم يتفاجأون كل مرة، بوجود الكثير من المواد داخل الخزانات التقنية، التي يعدّها بعض السكان، امتدادا لشققهم، مانحين أنفسهم الحق في تكديس بعض الخردوات، وقطع الأثاث، ومواد البناء، وحتى تربية بعض الحيوانات بها كالقطط، مثلما سُجل بحي 800 مسكن. وكلها مواد وأشياء قد تتسبب في سد منافذ التهوية؛ ما يشكل خطرا حقيقيا على السكان في حال تسرب الغاز. والأدهى أن بعض السكان ـ يضيف المتحدثون ـ منحوا لأنفسهم الحق في تعديل الخزانات التقنية؛ بوضع أدراج خشبية مصنوعة لدى النجار بقياسات تم رفعها مسبقا؛ بهدف تصفيف الأحذية، فيما جعلها آخرون خزانة لتعليق الملابس بعد تعديلها داخليا وخارجيا، وإغلاقها بمفاتيح؛ ما يُجبر عون الصيانة على طلب الإذن من أصحاب الشقق؛ لفتحها من أجل الصيانة، في الوقت الذي يُمنع منعا باتا العبث بالغمد التقني المخصص حصريا لعدادات الغاز أو الكهرباء.

وفي حالات أخرى، تم تكديس بعض مواد البناء لا سيما الحديد والإسمنت، وهما مادتان قد تؤديان إلى خطر حقيقي؛ حيث إن الحديد ناقل للكهرباء، وأي عبث قد يعرّض الشخص لخطر التكهرب، بينما الإسمنت الذي يتحجر بفعل الرطوبة، قد يؤدي إلى سد منافذ التهوية في حال تسرب الغاز. 

وفي حالة أخرى، لجأ أحد المواطنين إلى إغلاق الخزانة التقنية كلية بتثبيت خزان لمياه الشرب من الحجم الكبير بحي 108 مسكن، بينما لجأ مواطنون آخرون إلى تثبيت أرضيات خشبية بالخزانات التقنية عبر كامل طوابق إحدى العمارات بحي المرملة بالكرمة؛ لمنع انتشار القوارض؛ ما يعني التعدي بتقليص حجم الخزانات بشكل عشوائي رغم أنها وُضعت مسبقا وفق معايير السلامة المعمول بها، يقول محدثو "المساء". 

ولا تقتصر هذه الظاهرة السلبية على أحياء بلدية بومرداس، بل تمس كل الأحياء السكنية عبر الولاية، مع ملاحظة استفحالها أكثر في بلديات خميس الخشنة، وأولاد موسى، وبودواو، وبومرداس، وبرج منايل، وهي البلديات التي تسجل كثافة سكانية عالية. وفي المقابل، تنظم مديرية التوزيع - بومرداس، سنويا، حملات تحسيسية حول مواضيع مختلفة؛ منها التوعية بخطر ملء الخزانات التقنية للعمارات، التي قالت بشأنها رئيسة قسم استغلال الغاز بالمديرية نسرين ظرفي، إنها بدأت تسجل في الآونة الأخيرة، تجاوبا إيجابيا من طرف السكان. وكشفت عن تسجيل صيانة 4726 غمد تقني حتى نهاية أكتوبر 2024 في سياق ذات الحملة، بنسبة 98% من مجموع الأغمدة التقنية التي تصل بالولاية إلـى 5 آلاف غمد.

برنامج التموين بالغاز لشتاء 2024 - 2025

في سياق منفصل، قامت مديرية التوزيع بومرداس مؤخرا، بتجديد وإعادة تهيئة 3.69 كلم من شبكة توزيع الغاز، وتوصيلات الغاز وصمامات الغاز، بغلاف مالي قُدر بـ 17 مليون دينار في سياق التحضير لفصل الشتاء 2024 - 2025. ويتضمن البرنامج 8 عمليات تمس كلا من بلديتي برج منايل بعمليتين، ودلس بـ 6 عمليات، تقول رئيسة مصلحة الاتصال بذات المديرية كريمة حمداش، مشيرة إلى تطبيق برنامج الصيانة السنوي الخاص بشبكة توزيع الغاز، بتسجيل صيانة 3555 كلم من شبكة توزيع الغاز، و3852 صمام غاز، وكذا 33554 توصيلة غاز، إضافة إلى صيانة 4728 قناة صاعدة خاصة بالغاز على مستوى العمارات.  

كما لفتت محدثة "المساء" إلى أن ذات البرنامج سجل كذلك، الرفع من قدرة تدفق شبكة الغاز من 5 آلاف متر مكعب إلى 10 آلاف متر مكعب، مع إنجاز محطة التوزيع العمومي للغاز بمنطقة قوشاش ببلدية خميس الخشنة، ومحطة التوزيع العمومي للغاز بحي أولاد براهيم ببلدية حمادي  بقدرة 5 آلاف متر مكعب لكليهما؛ بهدف ضمان نوعية واستمرارية خدمة التموين بالغاز لأكثر من 190 801 زبون بولاية بومرداس. 

وكشفت المتحدثة، في المقابل، أنه تم تركيب 136106 كاشف عن الغاز منذ انطلاق عملية تركيب كواشف أحادي أكسيد الكربون على مستوى المنازل؛ عملا بالتوجيهات في المجال، بينما لفتت في سياق آخر، إلى ظاهرة الاعتداءات المتكررة على المنشآت الغازية نتيجة القيام بأشغال الحفر من قبل المواطنين ومقاولات الأشغال بمحاذاة الشبكة والمنشآت الغازية دون احترام ومراعاة محيط الحماية؛ ما أدى إلى تسجيل 135 حالة اعتداء على شبكة توزيع الغاز ما بين جانفي وسبتمبر 2024؛ ما تَسبب في قطع التموين بالغاز عن حوالي 1332 زبون، وفي خسائر للمديرية بلغت 3 ملايين دينار.