وفر 16 ألف منصب شغل مباشر
مجتمع حرفي نشط يطمح للتوسع أكثر ببومرداس
- 398
❊ مساع للحصول على أوعية عقارية بمناطق النشاطات والتوسع السياحي
❊ استحداث "كوير كود" لمواكبة الحرفيين الرقمنة
❊ هياكل تروج للمنتوج الحرفي دون روح.. وكل الرهان على صناع المحتوى
تمكن حوالي 6500 حرفي ناشط بولاية بومرداس، من خلق أزيد من 16 ألف منصب شغل مباشر، وهو رقم يعكس وجود مجتمع حرفي نشط في مختلف المجالات، يطمح للمساهمة أكثر في تقوية الإقتصاد المحلي والوطني على السواء، حيث يسعى بعض الحرفيين إلى الحصول على أوعية عقارية بمناطق النشاطات المستحدثة، أو بمناطق التوسع السياحي، لتطوير نشاطهم الحرفي، وتوفير مزيد من مناصب الشغل، وكذا المساهمة في عملية الجذب السياحي للولاية.
قال بلعيد ماضوي، مدير غرفة الصناعة التقليدية والحرف لبومرداس، إن بعض التحديات مازالت تطرح أمام المجتمع الحرفي بالولاية، لاسيما ما تعلق بتوفر المادة الأولية ومحلات مزاولة النشاط، وأوضح في تصريح خاص لـ"المساء"، أنه رغم توفر الولاية على 3 هياكل موجهة للحرفيين، على غرار دار الصناعة التقليدية ببلدية بومرداس، ومركزين آخرين بكل من بلديتي برج منايل ودلس، توفر محلات وورشات، إضافة إلى وجود قطاعات أخرى شريكة، توفر محلات، على غرار ديوان الترقية والتسيير العقاري، وبلديات وفرت محلات مهنية، إلا أن الطلب يبقى كبيرا. بينما يتمثل التحدي الثاني، في مدى توفر المادة الأولية، حيث كثيرا ما تطرح ندرة بعض المواد، على غرار الطين الأبيض المستورد، إشكالية كبيرة لحرفيي الخزف.
في سياق متصل، لفت المسؤول إلى الطموح الكبير الذي يحذو المجتمع الحرفي بولاية بومرداس، إلى التوسع والمساهمة أكثر في تقوية الاقتصاد المحلي والوطني على السواء، من خلال رفع طلب حصول بعض الحرفيين على أوعية عقارية، سواء في المنطقة الصناعية بالأربعطاش، أو في مناطق النشاطات المصغرة المستحدثة ببعض البلديات، على غرار بلدية بني عمران، حيث قال إن مصالحه رفعت هذا الطلب للمديرية الوصية، ومن خلالها للسلطات الولائية، من أجل تسهيل هذا الأمر، سواء بالنسبة لحرفيي الحدادة والنجارة والخزف، ممن يرغبون في توسيع النشاط وبناء مستودعات لتوسيع النشاط والتصنيع، بالتالي خلق مزيد من مناصب الشغل، أو تسهيل ذلك في مناطق التوسع السياحي، بالنسبة للحرفيين الراغبين في بناء أكشاك وفق نمط محدد، يساهم في الجذب السياحي.
معارض للأنشطة الحرفية
أشار المدير بلعيد ماضوي، إلى تنظيم الغرفة عدد من المعارض، في الفترة ما بين 9 و14 نوفمبر، مؤكدا أن مثل هذه التظاهرات تساهم بشكل مباشر في تسهيل عملية التسويق للمنتوج الحرفي، وتحدث، في السياق، عن مسايرة الغرفة الولائية للصناعة التقليدية للرقمنة، من خلال استحداث تقنية المسح الضوئي الآني، الذي يستعمل خاصة في مجال تأهيل الحرفيين، حيث تسهل على هؤلاء استعمال التكنولوجيا الجديدة للاستفادة من عمليات التأهيل، مشيرا إلى أن هذه العملية سمحت مبدئيا لـ60 حرفيا مترشحا، باستعمال هذه التقنية التي تدخل ضمن رقمنة قطاع الصناعة التقليدية.
من جهة أخرى، سمحت الاحتفالية، بإمضاء اتفاقية شراكة ما بين الغرفة والمركز الجهوي للتكوين المهني للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، يتم بموجبها توفير المرافقة من طرف الغرفة، خلال فترة تكوين هذه الفئة أو ما بعده، وستسمح مستقبلا للمعاقين المتربصين، بإجراء زيارات لدار ومراكز الصناعة التقليدية وورشات الحرفيين، مع إمكانية إقامة دورات تدريبية أثناء التربص، كما تسعى الغرفة، وفق نفس المسؤول، إلى منح المتخرجين من نفس الفئة، بطاقة الحرفي ومحل لمزاولة النشاط، بالتسينق مع مديرية السياحة.
هياكل دون روح
أقيمت احتفالية اليوم الوطني للحرفي، بدار الصناعة التقليدية، الكائنة بقلب مدينة بومرداس، غير أن الملاحظ على هذا الهيكل، الذي استحدث ليساهم في تفعيل النشاط الحرفي، أنه عند افتتاحه منذ سنوات، مازال هيكلا دون روح، فباستنثاء بعض المعارض التي تقام مناسباتيا، لم يرق بعد ليكون عاملا من عوامل الجذب السياحي في ولاية ساحلية، تستقطب سنويا آلاف السياح، لاسيما صيفا.
لفت بعض الحرفيين المتواجدين بهذا الهيكل، عند حديثهم عن الموضوع، أن موقعه رهن نجاح المهمة، التي أنشئ من أجلها، إذ أن تواجده بالحي الإداري جعله في مخيلة المجتمع المحلي هيكلا إداريا بشكل أو بآخر، وسببا مباشرا لهذا الركود المسجل، والمطلوب من القائمين على هذا الصرح الهام، حسب محدثي "المساء"، تدارك الأمر، من خلال الإشهار والترويج ليس فقط للمعارض المقامة بالمبنى من حين لآخر، وإنما على مدار السنة، من خلال تنظيم زيارات تبادلية ما بين البلديات والولايات.
وأشار أحد المتحدثين، إلى الأهمية التي لابد أن توليها السلطات التنفيذية لمثل هذه الهياكل، من خلال تنظيم زيارات للوفود الرسمية التي تحل بالولاية، نحو دار الصناعة التقليدية، للمساهمة في التعريف بالموروث الحرفي البومرداسي، ناهيك عن أهمية مشاركة المجتمع المدني المهتم بالثقافة والسياحة، في الترويج للسياحة المحلية، من خلال الاهتمام بالصناعة التقليدية والأنشطة الحرفية، وتمت الإشارة إلى الأهمية القصوى التي لابد أن يوليها المجتمع الحرفي بالتكنولوجيا الجديدة، حيث لابد من التأقلم مع التحديات الجديدة، من خلال الترويج لأنفسهم ومنتوجهم الحرفي، باستعمال التأثير وصناعة محتوى جيد عبر وسائط التكنولوجيا، يجذب أنظار مستعملي التكنولوجيا الحديثة، على غرار ما يقوم به بعض المؤثرين من بث فيديوهات قصيرة ترويجية، تحقق أرقام مشاهدة عالية.. ولا يقتصر هذا الأمر على دار الصناعة المذكورة وسط مدينة بومرداس، وإنما يطرح كذلك على مستوى مركز الصناعة التقليدية لبرج منايل، الكائن بحي سكني بعيد عن النشاط التجاري -حسب محدثينا-، وهو ما يجعل إعادة النظر في كيفية جعل هذه الهياكل ضمن المعادلة الترويجية للسياحة المحلية، مسألة جديرة بالاهتمام..