الرياضة الجزائرية

محطات تاريخية تعكس الإنجازات

محطات تاريخية تعكس الإنجازات
  • القراءات: 1616 مرات
ع. إسماعيل  ع. إسماعيل
الحديث عن إنجازات الرياضة الجزائرية يجرنا دوما إلى ذكر ما حققته كرة القدم، وبشكل خاص المنتخب الوطني أكابر، الذي يُعد ـ شئنا أم أبينا ـ قاطرة الرياضة الجزائرية ومرآتها في الخارج. والدليل على ذلك الإنجاز الكبير الذي حققه "الخضر" مؤخرا في نهائيات كأس العالم 2014، التي تجري أطوارها بالبرازيل، والمتمثل في المرور إلى الدور الثاني، وهو أول إنجاز يصل إليه في تاريخ مشاركاته في كؤوس العالم 1982 و1986 و2010 و2014.
ويضاف إلى هذه الإنجازات تتويج المنتخب الوطني بكأس أمم إفريقيا 1990 والكأس الأفرو – آسيوية في 1991 تحت قيادة مدربه المرحوم عبد الحميد كرمالي، وحصوله على الميدالية الذهبية في دورتي ألعاب البحر الأبيض المتوسط (1975) والألعاب الإفريقية 1978، فضلا عن مشاركاته الكثيرة في نهائيات كؤوس أمم إفريقيا وبلوغه فيها الأدوار المتقدمة.
ودائما في كرة القدم، لم تشذّ كرة القدم العسكرية عن القاعدة؛ حيث فاز منتخبها الوطني سنة 1102 بالكأس العالمية العسكرية تحت قيادة المدرب عبد الرحمان مهداوي، مع ضرورة الإشارة أيضا إلى التتويجات التي شهدتها الأندية الجزائرية على المستويين العربي والإفريقي، والتي كان قد دشنها نادي مولودية الجزائر بحصوله على لقب كأس الأندية الإفريقية البطلة، وتبعها بعد ذلك فريق شبيبة القبائل الذي تُوج بنفس اللقب سنة 1980، ونال فيما بعد عدة ألقاب في كؤوس الكونفيدرالية الإفريقية لكرة القدم (الكاف)، وتبعها وفاق سطيف الذي فاز بلقب نفس المنافسة سنة 1988 بقسنطينة ضد النادي النيجيري إيوانيانيو، تحت قيادة المرحوم لعريبي وبنجومه عجيسة وزرقان وعصماني وغيرهم من اللاعبين الكبار الذين كانوا يشكلون فريق وفاق سطيف في تلك الفترة.
ودائما في الرياضات الجماعية، تأتي في المرتبة الثانية رياضة كرة اليد التي شرّفت الجزائر من خلال حصول منتخبها الوطني على سبعة ألقاب إفريقية في صنف الرجال، وذلك في سنوات 1981 و1983 و1985 و1987 و1989 و1996و2014، ويضاف إلى هذه الإنجازات تتويجات أندية هذه الرياضة في منافسات رابطة الأبطال وكأس إفريقيا الفائزة بالكؤوس والكأس الإفريقية الممتازة والكأس العربية.
التتويج الأولمبي.. البداية تطلقها بولمرقة
كما تتفاخر الرياضة الجزائرية بتتويجاتها الأولمبية في رياضات ألعاب القوى والملاكمة والجيدو، وكانت أولى الميداليات الأولمبية من نصيب الملاكمين موسى وزاوي في دورة مدينة لوس أنجلس الأمريكية بحصول كل واحد منهما على ميدالية برونزية. و في ذات الرياضة فاز الجزائري محمد بن قاسمية في مدينة العلمة سنة 1983، باللقب العالمي للوزن الثقيل – الخفيف لحساب تصنيف المجلس العالمي للملاكمة بعد انتصاره في الجولة الثالثة على الألماني ماركو هينيخن بتوقيف من الحكم. وقد سمح كل من موسى وزاوي بفتح الطريق لتتويجات أولمبية أخرى انطلاقا من التسعينات وإلى غاية الألفينيات، وهي الفترة التي انتقلت فيها رياضة ألعاب القوى الجزائرية إلى العالمية، دشنتها العدّاءة حسيبة بولمرقة انطلاقا من سنة 1992، حين أهدت أول ميدالية أولمبية للجزائر المستقلة في سباق 1500م بالألعاب الأولمبية التي جرت ببرشلونة، قبل أن تصعد مرتين إلى منصة التتويج خلال كأس العالم لألعاب القوى سنة 1994 بلندن، وسنة من بعد ذلك بمدينة غوتبورغ الألمانية في بطولة العالم لنفس المنافسة.
وقد تبع هذه النجاحات مشاركة الجزائر في ألعاب أطلنطا سنة 1996؛ حيث كانت بلادنا أوفر حظا في التتويج بالميداليات، الأولى منها كانت ذهبية ومن نصيب البطل الكبير نور الدين مرسلي في مسافة 1500م، والمرحوم حسين سلطاني في الملاكمة (الوزن الخفيف). ودعم فيما بعد سلطاني رصيده بالحصول على ميدالية برونزية في الألعاب الأولمبية ببرشلونة. و في سنة 2000 فازت العدّاءة نورية بنيدة مراح خلال أولمبياد سيدني بالميدالية الذهبية في مسافة 1500م، وتبعها توفيق مخلوفي في نفس المسافة في أولمبياد لندن 2012، عندما نال الميدالية الذهبية. إلا أن أبرز التتويجات العالمية للجزائر يعود فيها الفضل إلى البطل نور الدين مرسلي من خلال حصوله على ثلاث بطولات عالمية في سنوات 19991، 1993 و1995، وكأس العالم داخل القاعة سنة 1991. و تمكن هذا العدّاء الفذ خلال مشواره الرياضي، من تحسين خمسة أرقام قياسية عالمية في الهواء الطلق واثنين داخل القاعة.
كما كان للجيدو نصيب في التتويج الأولمبي من خلال المصارع عمار بن يخلف في الألعاب الأولمبية 2008 بالعاصمة الصينية بيكين، حيث حصل على الميدالية الفضية بعد انهزامه في المباراة النهائية لوزن أقل من 52 كلغ أمام البطل العالمي إيراكلي تسيريكيدزي. وفي نفس البطولة نالت المصارعة صوريا حداد الميدالية البرونزية في نفس الوزن.
ودائما في رياضة الجيدو فرض المنتخب الوطني لهذه اللعبة سيطرة مطلقة لعدة سنوات على الساحة الإفريقية والعربية، تحت قيادة المدرب القدير وعراب، الذي كان تحت إشرافه مجموعة من المصارعين الممتازين، منهم بشكل خاص الثنائي دحماني وحركات لدى الذكور، وسليمة سواكري لدى الإناث.