مدير السياحة والصناعات التقليدية بعين صالح حميدة بن زاير لـ"المساء":

نأمل في تنمية الولاية لتتحول إلى منطقة مكوث

نأمل في تنمية الولاية لتتحول إلى منطقة مكوث
مدير السياحة والصناعة التقليدية بعين صالح، حميدة بن زاير
  • 1006
وردة زرقـين وردة زرقـين

❊ فن معماري بارز ومعالم تعكس ثراء وأصالة المنطقة 

❊ مشاريع استثمارية لتعزيز الحظيرة الفندقية

❊ رصيد هام من الصناعات التقليدية

❊ اعتماد 5 مسارات سياحية ووضعها تحت تصرف الزوار 

تمتاز ولاية عين صالح، الواقعة بجنوب الوطن، بموقع استراتيجي هام، لتوسطها 6 ولايات، وهي منطقة عبور ونقطة مركز بالنسبة للجزائر، استحدثت ضمن التقسيم الإداري الجديد، تمتاز بفن معماري بارز جدا، وتضم جملة من المعالم، تعكس ثراء وأصالة المنطقة، تربط الماضي بالمستقبل، ويتجلى ذلك من خلال الجانب المعماري، حيث يتم إنجاز المرافق العمومية، من أقواس وأشكال هندسية تعبر عن أصالة المنطقة، حتى لا تفقد هويتها، كما تمتاز الولاية بخصوصيات، تؤهلها لأن تكون قطبا سياحيا وصناعيا وفلاحيا بامتياز.       

في هذا الصدد، أكد مدير السياحة والصناعة التقليدية بعين صالح، حميدة بن زاير، أن عاصمة "تديكلت"، التي تعني بالأمازيغية "كف اليد"، كونها منطقة مسطحة، أن الولاية المستحدثة انفصلت عن ولاية تمنراست، التي تمثل الحظيرة العالمية لـ«الأهقار"، ومن خلال تجسيد سياسة الحكومة، تتطلع السلطات المحلية بالولاية، لأن تأخذ عين صالح حقها من التنمية كبقية الولايات، لاسيما مع توفرها على كل المؤشرات والمقومات لتحقيق ذلك، موضحا أن قطاعه يحاول رسم خطة عمل، بإشراف مباشر من المسؤول الأول للولاية، بعملية تشخيص الواقع لتحديد آفاق قطاع السياحة، بالتنسيق مع الشركاء الحقيقيين.

كما أضاف لـ"المساء"، بالمناسبة، أن مصالحه تعمل على جعل عين صالح منطقة مكوث، من خلال المؤشرات الإيجابية التي تتوفر عليها، حيث تشهد المؤسسات الفندقية بالمنطقة، حركية جد نشطة، تمثلها فئة رجال الأعمال الذين يمثلون الشركات البترولية، باعتبار أن الولاية تمتاز بنسيج اقتصادي هام، الأمر الذي يعطي نوعا من الانتعاش للمؤسسات الفندقية، فضلا عن المجموعات السياحية المتوافدة على الولاية.

وأشار مسؤول القطاع السياحي بالولاية، إلى أن طبيعة الولاية عذراء، وهي من أهم المناطق المستهدفة من السياح الأجانب، خاصة منطقة "تهلقمين"، التي تعد منطقة رطبة، ولها أهمية كبيرة، لاحتوائها على عدة أصناف حيوانية ونباتية، ومياه القلتة دائمة، الغابة المتحجرة داخل حظيرة الأهقار، التي تتميز بضخامة أشجارها وطولها، إضافة إلى موقع أثري هام ببلدية إينغر، ونقوش تغيتمين، ومنطقة تاجمون، إذ يتم الترويج لهذه المواقع كمنتوج سياحي جدير بالزيارة. 

وأضاف محدثنا، أن عين صالح تتميز بعدة قصبات، من بينها قصبة "باجودة" في قلب مدينة عين صالح، التي تضم عدة معالم ورموز تاريخية، ومن المتوقع أن تستفيد من عملية إعادة الاعتبار، بعد رفع التجميد عن مشاريع خاصة بها، وقد تم تصنيفها مؤخرا ضمن التراث الوطني. 

توافد 250 سائح أجنبي واكتفاء في الإيواء

كشف مدير السياحة بعين صالح، عن تسجيل اكتفاء في الإيواء، بالنظر للمشاريع الجاري إنجازها، تضاف للمؤسسات الفندقية والهياكل الشبانية المتواجدة بالولاية، حيث تتوفر عين صالح، على 3 مؤسسات فندقية في طور الإنجاز، وبناية مكتملة محولة في طور الإجراءات الإدارية، ستدخل الخدمة فور رفع التحفظات عنها، ومؤسسة أخرى في طور الانطلاق، ناهيك عن المؤسسة الفندقية العمومية "تديكلت" و"باجودة" لأحد الخواص، وفندق آخر متوقف عن النشاط لإعادة الاعتبار له. وإلى جانب ذلك، تتوفر الولاية على هياكل شبانية لقطاع الشباب والرياضة تفي بالغرض، لاسيما ببلدية "إينغر".    

وأضاف المسؤول، أن عدد المؤسسات الفندقية بالولاية، من بينها مؤسسة عمومية، توفر ما يقارب 500 سرير، ومشاريع استثمارية لتعزيز الحظيرة الفندقية، لتصل إلى ما يزيد عن 700 سرير. مشيرا إلى أن مصالحه، تعمل على مرافقة الوكالات السياحية التي تضاعف عددها في ظرف سنة ونصف السنة، حيث انتقل من 5 وكالات، إلى 12 وكالة سياحية معتمدة، وقد تم هذه السنة، تسجيل ارتفاع ملموس لعدد السياح الأجانب الذين توافدوا إلى عين صالح، والذي قدر بـ 250 سائح أجنبي، إضافة إلى السياح من داخل الوطن.

مؤشرات جد إيجابية في شق الاستثمار

قال بن زاير، إنه في إطار المؤشرات التي سجلتها الولاية في شق الاستثمار، وسياسة توجه الدولة إلى تعزيز كل ما هو استثمار، فإن قطاع السياحة بولاية عين صالح، يعد من القطاعات التي يُراهن عليها لتحقيق الثروة ومناصب العمل، حيث تسجل الولاية، مؤشرات جد إيجابية، مقارنة مع بعض الولايات التي لها نفس الخصوصية.

وكوعاء عقاري، أشار المتحدث، إلى تخصيص شريط من المدخل الشمالي للولاية، تجري به أشغال مشروع إنجاز مؤسسة فندقية، موضحا أنه من بين مكاسب الولاية، تفعيل عمل اللجان، خاصة اللجنة المكلفة بتطهير العقار الموجه للاستثمار، حيث أعطت إضافة لرفع العراقيل، وتنصيب خلايا من أجل تذليل الصعوبات لحاملي المشاريع الاستثمارية، فيما توجد بعض المعوقات فقط لفك الارتباط بالولاية الأم تمنراست لتطهير العقار. 

وقال محدث "المساء"، إن الولاية سابقا، لم تسجل منطقة توسع بسبب عدم توفر العوامل، فكانت الأولوية لمشروعين، وتم اقتراح دراسة لإنجاز مقر للمديرية، على غرار باقي القطاعات الأخرى، خاصة وأن الولاية المستحدثة، تحتاج إلى كل المرافق العمومية، وقد تم تسجيل دراسة لإنجاز "سويقة"، مشيرا إلى أن عين صالح، تعتبر الولاية الوحيدة المستحدثة التي سجلت مشروع "سويقة"، لامتيازها برصيد هام بالنسبة للصناعات التقليدية، التي تعتبر رافدا من روافد الاقتصاد الوطني، إذ تعززت الولاية، باستحداث غرفة للصناعات التقليدية خدمة للحرفيين المحليين.

منبع "تمزقيدة" حموي بامتياز

تمتاز ولاية عين صالح، بمنبع حموي مصنف من المنابع غير المستغلة على المستوى الوطني، وهو منبع "تمزقيدة"، الذي يمتاز بخصائص علاجية، حيث يبعد 190 كلم من بلدية فقارة الزوا، وتصل درجة الحرارة به إلى 74 درجة مئوية، ويفيد في الأمراض الجلدية والمفاصل. 

وأوضح مدير السياحة، في هذا الإطار، اقتراح تصنيف المنبع الحموي على مستوى المصالح المركزية للوزارة الوصية، وقد تم تصنيفه كمنبع غير مستغل، مشيرا إلى أنه في إطار مقترح منطقة "تمزقيدة"، التي تستقطب الزوار من ولاتي إليزي وتمنراست، فإن المنبع الحموي سيكون له شأن كبير بالنسبة للسياحة الحموية، وهذا المحور يعد من التوجهات والرهانات التي أخذها قطاع السياحة والصناعات التقليدية بالولاية. 

اعتماد مسارات سياحية

قال بن زاير، إن عين صالح منطقة عذراء، منها منطقة "تهلكمين"، وهي عبارة عن بحيرة على مدار السنة، ومؤهلة لأن تصنف كمنطقة رطبة، ومنطقة "أميدير 1" و"أميدير 2"، ومنطقة "أوهنت" التي تتقاسم الحدود مع ولاية تمنراست، وتعتبر هذه المناطق، طاسيلي منسية ولها رواج عالمي، ولم تأخذ حقها في التنمية في السابق، على حد تعبيره، فيما تعمل مصالحه في المستقبل، على الترويج لها كمنتوج سياحي جدير بالزيارة من قبل كل المتعاملين، ووضعها تحت تصرف السياح من داخل ومن خارج الوطن، وبإشراف وبمبادرة من السلطات المحلية.

وأشار مسؤول القطاع، إلى اعتماد 5 مسارات سياحية، من خلال التواصل المباشر مع كل الفاعلين، ومن خلال مخرجات اجتماع الولاية، حيث تم التطرق إلى ضرورة حصر نقاط الضعف، بتذليل الصعوبات بالنسبة للقائمين على المرافقة للوفود السياحية، وتم اعتماد مسار "تمزقيدة" التابع لبلدية فقارة زوا، ومسار "تيهلكمين" المرشحة لأن تكون منطقة رطبة، ومسار منطقة حاسي قويرة التي تمتاز برسومات ونقوش تاريخية، ومسار آخر كان مطلبا للمتعاملين بالوكالات السياحية "إميدير1"و"إميدير2"، ومسار الغابة المتحجرة ببلدية بقرة الزوا، ناهيك عن مسار لجملة من النقاط على مستوى مقر الولاية، وهو متحف الحظيرة، وقصبة برج دهان المعلم التاريخي والثقافي، الذي تم تصنيفه كتراث وطني، حيث يتم الترويج لهذه المسارات، ووضعها تحت تصرف الزوار خدمة لقطاع السياحة بولاية عين صالح.

إعادة الاعتبار للفقارات 

أكد مدير السياحة، أن السلطات المحلية بالولاية، تعمل على إعادة الاعتبار لعمليات السقي بنظام "الفقارات"، والترويج لها كتراث وطني، باعتبارها نظام سقي تقليدي، مضيفا أن عين صالح عاصمة "تديكلت"، تشترك في هذه العوامل التراثية والثقافية للجهة الغربية الجنوبية من بلادنا، خاصة في منطقو "إينغر".

كما تعد الصناعات التقليدية بولاية عين صالح، متنوعة وثرية وجديرة بالاهتمام، فقد تعززت الولاية بمقر غرفة للصناعات التقليدية، وشهدت عدة مبادرات، وقد أوضح محدثنا، أن الولاية تعرف حضورا في كل النشاطات التقليدية والمهرجانات والصالون الدولي للسياحة في قصر المعارض، بالجزائر العاصمة، لكشف مكنونات الولاية من الصناعات التقليدية، واستقطاب عدد كبير من السياح، حيث تحاول مصالحه التركيز على بعض الأنشطة، خاصة منها التي تخص كل ما يمثل النخلة، وما يمثلها من التمور، وأيضا، الجريد والفخار الذي تمتاز به بلدية "إينغر"، وكذا الحلي والفضة التي تعرف انتشارا كبيرا.

وأشار بن زاير، إلى أن غرفة الصناعات التقليدية والحرف، تشمل عددا كبيرا من الحرفيين، يتجاوز 1000 حرفي وحرفية، حيث تراهن الولاية، على خدمة السياحة والترويج للصناعات التقليدية المحلية، بالإضافة إلى محاولة إقحام التراث المادي وغير المادي، المتمثل في الفلكلور الغني من البارود والزرنة والقرقابو، لأن يكون في مجال السياحة، ومن أنواع اللباس المعروف بعين صالح، "الجواي" المصنف كتراث الوطني موجه للمرأة في الأعراس والحفلات الخاصة، وهو ثوب خاص بالمرأة ومرتبط بالمنطقة، وأيضا، اللباس الرجالي من الشاش والعمامة الذي يبرز هوية ناس عين صالح، في حين تميز المنطقة، بجملة من الأطباق التقليدية منها "المردود".

مشروع السكة الحديدية في الأفق

ستتعزز ولاية عين صالح، بمشروع ضخم للسكة الحديدية، فضلا عن نسيج صناعي، باعتبارها ولاية طاقوية وبترولية، يمكنها أن تكون وجهة سياحية بامتياز، حسب المتحدث، الذي يأمل أن يصبح مطار عين صالح دوليا، لجلب السياح من الخارج، إضافة إلى استقبال رحلات داخلية، وأن تأخذ الولاية رواجا كبيرا من قبل وسائل الإعلام، لتسليط الضوء على السياحة بالولاية، حتى يصبح لها صيت كبير كباقي الولايات الأخرى.