أزيد من 60 مليار سنتيم مداخيل بلدية البويرة
واقع لا يعكس الإمكانيات والمجلس أمام تحدٍّ صعب
- 1308
تعتبر بلدية البويرة صاحبة أزيد من 100 ألف نسمة، الأكثر حظا في المجال التنموي بين مختلف بلديات الولاية، كونها عاصمة للولاية وتحوز على إمكانيات هائلة؛ من عقار صناعي، برامج سكنية متعدّدة الأنماط، مرافق رياضية وترفيهية وبرامج تنموية، لكنها لا تعكس الصورة الحقيقية لحجم إمكانياتها التي تستلزم استراتيجية تنموية تواكب التوسع العمراني للمدينة والحركة التجارية المتزايدة خلال السنوات الأخيرة، والتي تستوجب الرفع من عائدات الجباية المحلية التي لا تقل عن 60 مليار سنتيم، فيما يتوقع أن ترتفع إلى حدود 70 مليار سنتيم سنة 2018، وهي القيمة التي لا تعبّر عن التحصيل الحقيقي لعائدات إمكانياتها، ما يتطلب إعادة نظر في مواردها المهملة للتكفل بالانشغالات المطروحة رغم المجهودات التنموية المبذولة خلال السنوات الأخيرة.
أزمة سكن خانقة رغم المشاريع الهامة
استفادت بلدية البويرة ضمن البرنامج الجاري، من حصة سكنية فاقت 11800 وحدة، انتهت الأشغال من 3956 وحدة، فيما لاتزال 6612 وحدة قيد الإنجاز، و502 مسكن متوقفة، و690 لم تنطلق بعد، وهو البرنامج الذي شمل 2852 مسكن، ضم 502 مسكن توقفت أشغالها، فيما انتهت الأشغال من 892 مسكن، و1672 مسكن طور الإنجاز و80 مسكنا لم تنطلق بعد. ويبقى مصير 909 وحدة مجهولا، بالإضافة إلى 1480 مسكن تساهمي، 1000 مسكن ترقوي عمومي و4012 مسكن في إطار البيع بالإيجار لاتزال في طور الإنجاز، إلى جانب 111 مسكن في إطار القضاء على السكن الهش من مجموع 2268 مسكن لم تنطلق منها سوى 37 وحدة.
ولاتزال آلاف الملفات تنتظر التكفل بها في هذه البلدية، التي عرفت ورشات السكن بها تأخرا كبيرا، ما ولّد حالة احتقان لمدة قاربت العقد من الزمن، قبل أن تنفرج منذ 2013، لتليها أكبر عملية ترحيل خلال سنة 2016 للسكنات الهشة بحي عينوش حجيلة بوسط المدينة، ثم توزيع أزيد من 800 مسكن اجتماعي خلال سبتمبر 2017، في الوقت الذي يبقى مشكل السكن مطروحا بعدة أحياء، منها أزيد من 200 عائلة بالحي القصديري أولاد بوشية، أولاد بليل وقرية سعيد عبيد، بالإضافة إلى أحواش لاتزال تعيق مشروع تغيير الوجه الجمالي للمدينة رغم المحاولات العديدة لترحيل العائلات وتعويض المالكين، وهو الملف الذي أتعب المسؤولين في ظل وجود أكثر من 16 حوشا تعود إلى الحقبة الاستعمارية، في الوقت الذي تم القضاء على حي عينوش حجيلة أو ما يعرف بـ "الفوليتيف" وترحيل سكانه إلى القطب العمراني الجديد بالمدخل الشمالي للمدينة، فيما فاقت الطعون المودعة في آخر توزيع، 4 آلاف طعن.
التهيئة ملف مفتوح
حظيت بلدية البويرة بحصة الأسد من برامج التهيئة الحضرية خلال السنوات الأخيرة، ومست عدة أحياء، بالإضافة إلى برنامج آخر سيمس عدة نقاط سوداء، حسب رئيس البلدية محمد العربي، الذي كشف عن انطلاق عدة مشاريع، منها تهيئة حي القبالة بحي أعمر خوجة، حي رأس البويرة، مدخل حي زروقي، حي 32 مسكنا تساهميا وقرية ثامر التي قاربت الأشغال بها على نهايتها، إلى جانب تسجيل 146 مشروع، منها تهيئة قاعة الرياضة وسوق الفلاح القديم، حي 56 مسكنا وقرية سعيد عبيد، إلى جانب إنجاز شبكة الصرف الصحي بقريتي روميطة وحمداني، وتجديد شبكة الصرف الصحي بقرية سعيد عبيد، ثامر، قرية حملاوي وحي لاكادات، وهي المشاريع التي لاتزال قيد الإنجاز، بالإضافة إلى اقتطاعات، حسب المير، لإنجاز دراسات تخص الربط بالمياه، الصرف الصحي والأشغال العمومية، حيث تحول المعارضة دون سير أشغال عدة مشاريع، خاصة بأحياء أولاد قفيفة، الشراقة، حي أعمر خوجة وقرية ذراع الخميس رغم أن هذه المشاريع ظلت مطلبا ملحّا للسكان منذ سنوات.
القمامة تغزو الشوارع
يسعى المجلس الجديد، حسب رئيس البلدية، منذ تنصيبه، إلى التحسيس وغرس ثقافة المحافظة على نظافة المحيط بعد فشل جميع حملات التنظيف التي باشرتها البلدية منذ قرابة سنتين بشكل دوري، بالتنسيق مع عدة قطاعات وجمعيات فاعلة بالميدان، والتي رغم التحضير المحكم لها من جميع الجوانب، إلا أنها لم تستطع تحقيق الأهداف المرجوة في ظل غياب الطرف الرئيس، وهو المواطن، في الوقت الذي يشتكي من مشكل غياب النظافة عبر أغلب أحياء المدينة، وهو ما يجبر الجهات المسؤولة على تكثيف حملات التنظيف والتوعية بضرورة إشراك المواطن في هذه العمليات التي تحتاج إلى مرافقة دائمة لضمان نجاحها.
السوق المغطاة بحي زروقي نقطة سوداء
لايزال ملف السوق المغطاة بوسط مدينة البويرة، يعلو ملفات المجالس البلدية المتعاقبة، ويحتاج إلى تدخل جاد يرسم معالمه التي ضاعت وسط وعود المسؤولين، حيث لم يجد 3 ولاة حلا له رغم استفادته من التهيئة وصرف مبالغ ضخمة بهدف إعادة فتح محلاته، بعد أزيد من 15 سنة ودخوله حيز الخدمة، ليمنح بذلك فضاء لعدد كبير من التجار الذين غادروه إلى الرصيف المحاذي له نتيجة تصدع جدرانه، وباتت محلاته مرتعا للحشرات ومفرغة عمومية نفّرت التاجر والزبون رغم استفادته من عملية تهيئة فاقت قيمتها المليار ونصف مليار سنتيم، ليطرح ملفه من جديد على طاولة المجلس الجديد، الذي أكد على لسان رئيس البلدية، تخصيص 400 مليون سنتيم لإعادة تهيئته مرة أخرى، على أن يفتح أبوابه من جديد، إلى جانب سوق الخضر والفواكه والمحلات التجارية المحاذية له بحي ذراع البرج، والأسواق الفوضوية بمدخل المدينة الجنوبي على حافة طريق عين بسام والمتواجد بالمدخل الشرقي بحي واد الدهوس بعد تنظيم العمل بها، في انتظار إعادة إحياء سوق السيارات المهمل منذ أزيد من 10 سنوات.
مشروع خاص لاستغلال غابة الريش
تُعد غابة الريش بالمدخل الشمال الغربي لمدينة البويرة والممتدة على مساحة تزيد عن 488 هكتارا، من بين الممتلكات المهملة بهذه البلدية.
وكشفت مديرية الغابات بالولاية عن مشروع لاستغلال 146 هكتار منها من طرف مستثمر خاص لتهيئتها وفق المعايير الدولية، وهو المشروع الذي انتهت دراسة الملفات الخاصة به، على أن يتم الكشف، خلال الأيام القليلة القادمة، عن صاحبه الذي سيعيد للغابة مكانتها، ويبعث الأمل بإنجاز مرفق للترفيه والراحة تقصده العائلات من مختلف مناطق الوطن؛ لموقع الولاية وقربها وسحر الغابة التي لاتزال عذراء، تصرخ جمالا وسحرا.
تزويد المدينة من سد كدية أسردون
يُنتظر، حسب مصالح الري بالولاية، أن يدخل مشروع تزويد مدينة البويرة بمياه سد كدية أسردون قريبا، مع تحويل كمية المياه الممنوحة لها حاليا من سد تلسديت والمقدرة بأزيد من 25 ألف متر مكعب يوميا، إلى بلديات الجهة الشرقية والجنوبية، فيما ستعتمد بلدية البويرة على مياه سد كدية أسردون المزوّد لمختلف بلديات غرب الولاية، مع العلم أن المنطقة تنام على كمية هائلة من المياه السطحية والجوفية التي تعتبر كافية لتزويدها في حال استغلال آبارها التي تم تحويل معظمها لتزويد بلدية عين الترك، بعد استفادتها من الربط بمياه سد تلزديت قبل قرابة عقد من الزمن. وقد يعيد التاريخ نفسه بعودة آبار البويرة التي سميت بهذا الاسم لكثرة آبارها.
25 مليون دج لقفّة رمضان
كشف محمد العربي رئيس بلدية البويرة، عن ضبط جميع التحضيرات لتوزيع قفة رمضان قبل حلول الشهر الكريم، مؤكدا عدم تسجيل طوابير المستفيدين من هذه الإعانات الغذائية على غير العادة، وهي العملية التضامنية التي سخّرت لها البلدية، حسبه، 25 مليون دج، لاقتناء ما لا يقل عن 5 آلاف طرد غذائي، بالإضافة إلى فتح دار الرحمة بحوالي 500 مليون سنتيم، والتي تضمن توفير ما لا يقل عن 600 وجبة ساخنة يوميا، توجّه للعائلات المحتاجة بالبلدية وعابري السبيل.
كما كشف رئيس بلدية البويرة عن تأسيس لجنة لمعاينة المواد الغذائية واشتراط النوعية والجودة في انتقاء مكونات القفة.
سلب العقار ومطالب بحماية مداخيل البلدية
حرمت تبعية الأوعية العقارية للوكالة العقارية، بلدية البويرة من أهم الأوعية التي تم بيعها خلال السنوات الأخيرة، لتكون البويرة أكثر الضحايا تضررا بعد حرمانها من أي تحصيل رغم أن هذه الأوعية مدوّنة في سجل المكونات العقارية الخاصة بها، وهو ما يُنتظر أن يستدركه قانون الجباية المحلية، مع إطلاق أكبر عدد ممكن من المشاريع لتدارك التأخر المسجل خلال العهدة السابقة، إذ أحصت السلطات الولائية خلال سنوات 2014 ـ 2015 تجميد ما قيمته 75 بالمائة من المشاريع المسجلة في ميزانية القطاع لبلدية البويرة، مما استلزم تطهير المدونة بهذه البلدية، التي قد يزيد من متاعبها غياب الأمين العام منذ بداية العهدة الجديدة.
❊ ع. ف. الزهراء