فصيلة مبحرة لشرطة الحدود على متن بواخر المسافرين

15 دقيقة لخروج أول مسافر من ميناء الجزائر

15 دقيقة لخروج أول مسافر من ميناء الجزائر
  • 2932

قريبا تعميم خدمات الفصيلة عبر كل الموانئ  

استحدثت المديرية العامة للأمن الوطني أول فصيلة مبحرة لشرطة الحدود البحرية، قامت أمس بمراقبة أكثر من 1059 مسافرا من أبناء الجالية الوطنية المقيمة في المهجر على متن الباخرة اليونانية التي كانت تضمن الرحلة البحرية ما بين مرسيليا والجزائر، وهو الإجراء الذي لقي استحسانا كبيرا وسط المسافرين، خاصة أنه جاء ليدعم خدمة إتمام المعاملات الجمركية على متن الباخرة، الأمر الذي سمح بتقليص فترة انتظار المسافرين من أربع ساعات خلال السنوات الفارطة إلى ساعة ونصف ساعة.

 وتطمح مصالح ميناء الجزائر إلى تقليص هذه الفترة لأقل من نصف ساعة خلال السنوات المقبلة، بعد السماح بتنقل أعوان من مؤسسات التأمين على متن الرحلات المبرمجة ما بين الجزائر وموانئ أوروبا لإتمام إجراءات تـأمين السيارات على متن الباخرة.

 كانت عقارب الساعة تشير إلى الساعة الثامنة صباحا عندما رست الباخرة اليونانية برصيف المسافرين بميناء الجزائر، ليشرع في توجيه المسافرين الراجلين نحو بهو الميناء لإتمام إجراءات المراقبة عبر أجهزة السكانير بالنسبة لمصالح الجمارك، واقتصر عمل أعوان شرطة الحدود على مراقبة جواز السفر والتأكد من وجود تأشيرة مصالح شرطة الحدود، وهي المبادرة التي سمحت للمسافرين بمغادرة الميناء بعد 15 دقيقة من رسو السفينة.

 وحسب تصريح رئيس الفرقة الأولى لشرطة الحدود عميد شرطة بوعيش إسماعيل لـ "المساء"، فإن المبادرة تدخل في إطار تنفيذ توجيهات المدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغني هامل القاضية بتسهيل كل إجراءات المراقبة عبر الحدود، والسهر على تحسين ظروف استقبال أبناء الجالية المقيمة في المهجر لتشجيعهم على زيارة وطنهم الأم كلما سمحت لهم الفرصة.

 وتوقع عميد الشرطة تعميم الخدمة عبر كامل موانئ الجزائر الـ 10 في أقرب وقت، مشيرا إلى أن أول فصيلة مبحرة لشرطة الحدود تخص ولاية الجزائر، وهي مكونة من 36 عون شرطة تم انتقاؤهم بالنظر إلى كفاءاتهم، ويتم في كل رحلة تخصيص 7 أفراد لإتمام كل الإجراءات الأمنية على متن الباخرة، حيث يتكفل أربعة منهم بإتمام معاملات شرطة الحدود عبر جناح خاص تمت تهيئته بالقاعة الرئيسة على متن الباخرة، في حين يتكفل عونان بتنظيم المسافرين، والعون السابع هو رئيس الفصيلة.

كما أعرب عميد الشرطة بوعيش عن استحسان المديرية العامة للأمن الوطني مبادرة المؤسسة الوطنية للنقل البحري للمسافرين، التي خصصت غرفتين لإيواء أعوان شرطة الحدود مجانا، مع ضمان تقديم كل الوجبات، وهو ما سهّل من عمل مصالح شرطة الحدود.

أما فيما يخص طريقة عمل الفصيلة الجديدة، فأشار بوعيش إلى أنها مكلفة بإتمام كل معاملات شرطة الحدود خلال الرحلة البحرية التي تربط موانئ أوروبا بالجزائر العاصمة، في حين يتم مراقبة المسافرين في رحلة الذهاب من الجزائر على مستوى الميناء.

وردا على سؤال لـ "المساء" بخصوص المسافرين المعنيين بهذه الخدمة الجديدة، أكد عميد الشرطة ممثل شرطة الحدود أن الإجراء الجديد يمس كلا من أبناء الجالية الوطنية المقيمة في المهجر والسياح الأجانب القادمين إلى الجزائر. أما فيما يخص فترة عمل الفصيلة الجديدة فأكد عميد الشرطة بوعيش أنها محددة بالفترة الصيفية فقط في الوقت الراهن، من منطلق أنه سيتم تقييم عمل الفصيلة قبل إقرار تعميم عملها طول أيام السنة.

آخر سيارة تخرج من الميناء بعد ساعة من وصول الباخرة

الزيارة الميدانية التي قادتنا إلى المساحة المخصصة للمسافرين القادمين بسياراتهم جعلتنا نقف عند نوعية الخدمات المقترحة من طرف شرطة الحدود ومصالح الجمارك، الذين قاموا بتنسيق العمل لتسهيل عملية خروج المسافرين في وقت قياسي. وحسب تصريح ضابط الرقابة للجمارك بميناء الجزائر السيد رضا شيباني لـ "المساء"، فإن المعاملات الجمركية تتم اليوم بطريقة سهلة وسريعة، بحيث أن كل مسافر يقوم بالتصريح على ممتلكاته على متن الباخرة. ويقتصر عمل الجمركي عند الوصول على مراقبة الوثائق وتسليم تصاريح الخروج ، مع مطالبة المسافر بملء الوثيقة الخاصة بالتصريح بالعملة الصعبة.

 أما فيما يخص طريقة مراقبة أمتعة المسافرين عبر سياراتهم، فأكد ممثل الجمارك أن العين المجردة وحس الجمركي هما المقياس المستغل عند مراقبة أكثر من 400 سيارة في وقت قياسي، حيث يتم اللجوء إلى فطنة الجمركي لتحديد السيارة والأمتعة التي يجب تفتيشها بطريقة يدوية، وهو ما يدخل في إطار توجيهات المديرية العامة للجمارك، التي تقضي بضرورة تسهيل خروج المسافرين وتقليص فترة انتظارهم في الميناء، وهو ما جعل مصالح الشرطة والجمارك تتشارك في خدمة الرواق الأخضر لصالح العائلات وذوي الاحتياجات الخاصة. 

 مباشرة بعد إتمام معاملات شرطة الحدود والجمارك يمر المسافر إلى عملية تأمين سيارته، وقد سعت مصالح ميناء الجزائر إلى فتح ثلاثة أكشاك للمؤسسات التأمينية المتعاقدة معها، وهي الصندوق الوطني للتعاون الفلاحي، مؤسسة الجزائرية للتأمينات والشركة الدولية للتأمين وإعادة التأمين، وهي الشركات التي تقترح خدمات تأمينية صالحة لمدة شهر تبدأ من 2000 دج، وذلك حسب نوع وسنة إنتاج السيارات. 

ميناء الجزائر يبحث عن الريادة

  من جهته، أكد المدير العام لميناء الجزائر السيد أحسن غرارية لـ "المساء" أمس، عن ارتفاع عدد الرحلات البحرية المبرمجة بين الجزائر العاصمة و10 موانئ، منها وطنية

وأوروبية بنسبة 20 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من السنة الفارطة، مشيرا إلى توقع استقبال أكثر من 394 ألف مسافر عبر 292 رحلة بحرية مبرمجة بين 15 جوان و15 سبتمبر المقبل، وهو ما يمثل زيادة بـ 28 ألف مسافر مقارنة بنفس الفترة من السنة الفارطة.

كما تحدّث السيد غرارية عن حرص وزارة النقل على ضمان خطوط بحرية لربط كل موانئ الضفة الشمالية للبحر المتوسط مع أحد الموانئ الجزائرية، ضاربا المثل بسكان مدينة جنوة الإيطالية الذين استفادوا هذه السنة من رحلات بحرية باتجاه ميناء سكيكدة، مع العلم أن أبناء الجالية الوطنية المقيمة بهذه المدينة كانوا مجبرين على التنقل إلي غاية مدينة مرسيليا الفرنسية أو الإبحار إلى غاية تونس قبل الدخول عبر النقاط الحدودية للجزائر. 

من جهة أخرى، كشف غرارية عن مباحثات جارية مع مصالح بنك الجزائر للاتفاق على صيغة تسمح بفتح شبابيك لعدد من المؤسسات التأمينية على متن البواخر، وهو ما يسمح للمسافرين بإتمام إجراءات تأمين سياراتهم خلال الرحلة، الأمر الذي سيقلص مستقبلا  من فترة انتظار آخر مسافر بالميناء إلى نصف ساعة، علما أنه بفضل تعميم عملية إتمام الإجراءات الجمركية وشرطة الحدود على متن البواخر، يقول مدير الميناء، تمكن المسافرون من الخروج من باب الميناء بعد 20 دقيقة فقط من رسو السفينة، وهذا بالنسبة للمسافرين الأوائل، في حين خرج آخر مسافر بعد ساعة ونصف ساعة. 

قبطان السفينة مرتاح لوصوله قبل الموعد بـ 20 دقيقة

 من جهته، عبّر قبطان السفينة السيد لبسط رشيد لـ "المساء" عن ارتياحه لظروف تنظيم الرحلة والتنظيم المحكم لأعوان شرطة الحدود والجمارك، الذين تمكنوا خلال فترة الرحلة من إتمام كل معاملاتهم بعيدا عن قلق أو توتر المسافرين، خاصة أن الشركة الوطنية للنقل البحري للمسافرين ارتأت اختيار مكان استراتيجي بالقاعة الرئيسة وسط الباخرة  للتقرب من المسافرين. 

   كما توقع القبطان من خلال هذه المبادرات، تحسن ظروف الرحلات وضمان الإقلاع والوصول في الوقت المحدد؛ سواء بالنسبة لموانئ الانطلاق أو الاستقبال ، من منطلق أن السفينة وطاقمها لا يتوقف عن العمل طوال الأسبوع، ويكتفون بليلة راحة واحدة كل يوم خميس بمرسيليا. على صعيد آخر، أجمع المسافرون الذين التقت بهم "المساء" أمس، على ارتياحهم لظروف تنظيم الرحلة، خاصة أنهم وصلوا إلى رصيف الميناء قبل الموعد المحدد، وأتموا كل الإجراءات الإدارية ليلة أول أمس في ظروف عادية. وحسب السيد رجيمي جمال فقد قام أعوان شرطة الحدود بإعلام المسافرين بوجود فريق من المصلحة على متن الباخرة لإتمام إجراءات مراقبة جوازات السفر، ليتم جمع جوازات السفر بطريقة منظمة خلال الفترة الليلية، واستعادتها صباح أمس في جو ساده الانضباط.  في حين أعربت لنا المسافرة بودهان نورة عن سعادتها بظروف تنظيم الرحلة، التي رغم أنها قضتها فوق كرسي إلا أنها كانت مريحة جدا، لتوجه تحية خاصة إلى السلطات الجزائرية التي تسهر على تحسين ظروف استقبال أبنائها من الجالية الوطنية المقيمة في المهجر. 

    أما الشابان علي ومحمد اللذان عادا إلى أرض الوطن أمس بعد زيارة جل المدن الفرنسية عبر دراجتيهما الناريتين، فقد كانا من المسافرين الأوائل الذين غادروا الميناء. وحسب تصريحهما فقد كانت الرحلة مريحة جدا، خاصة أن أعوان شرطة الحدود سهروا على راحة كل المسافرين.

خرجنا من الميناء على الساعة العاشرة صباحا بعد أن خرج كل المسافرون الـ 1059  و435 سيارة سياحية، لنترك المجال لأعوان النظافة والصيانة، الذين سارعوا إلى الباخرة لمد يد المساعدة لعمال الباخرة لتسريع عملية التنظيف والصيانة؛ تحضيرا لاستقبال المسافرين المغادرين على الساعة 12 ظهرا.