الأستاذ محمد زبدة مدير القناة الأولى بالإذاعة الوطنية:

أولوية المصداقية على ”السكوب”

أولوية المصداقية على ”السكوب”
  • 1455
مريم. ن مريم. ن

تحدث الأستاذ محمد زبدة، مدير القناة الأولى بالإذاعة الوطنية، عن حرية الإعلام التي هي مطلب مشترك عبر السنوات، وبالنسبة للأحداث فتتطلب المسؤولية في التعامل، أي أن على الصحفي أن يكون كالقاضي ويتجرد من ذاتيه ويستمع لكل الأطراف، ويقدر المصلحة العامة.

أشار السيد زبدة إلى أنه منذ انطلاق الحراك الشعبي التزمت الإذاعة الوطنية المنحى التصاعدي للأحداث، علما أنه لم تكن هناك تعليمات فوقية للقطاع العام، ولم يحجب أو يهمش أي خبر مع استناده لمصادره الأساسية وهو عنصر مصداقية الإذاعة حتى لا تتداخل الإشاعة مع الخبر كما تفعل بعض المؤسسات الإعلامية، وهنا ذكر المتحدث أنه يتم التعامل مع البيانات والنشريات والتحقيقات مع شبكة الصحفيين والمراسلين من خلال منظومة إذاعية منتشرة عبر التراب الوطني.

أشار المتحدث إلى أن المؤسسة الإذاعية تنقل حراك الجمعات ميدانيا بدون تهويل أو تهوين من باب المهنية، وينزل الصحفي إلى الميدان وينقل كل عبارات الشعارات والهتافات مع التزام التهذيب بحيث لا تنقل عبارات الشتم أو الإسفاف، كما تلتزم الإذاعة من جهة أخرى بنقل النشاط الرسمي وتغطيته كواقع، وخصصت برنامجا لمرافقة هذه الأحداث من خلال النشرات والبلاتوهات والاتصال بكل الأطراف الأمر الذي تتطلبه الديمقراطية بعيدا عن الإقصاء حتى بالنسبة الذي لا يتعدى حضوره أو تمثيله في المجتمع أو الساحة السياسية 1 بالمائة.

أكد السيد زبدة أن اجتماع التحرير تحوّل إلى وسيلة للمساهمة في الحل بمعنى تجاوز مهمة التغطية الإعلامية إلى المساهمة في الحلول وذلك باستضافة الخبراء والمحللين والسياسيين وغيرهم لإعطائهم فرصة طرح الحلول الممكنة، مع جمع الآراء وبلورتها لتتجسد على أرض الواقع وللعودة إلى مسار الحياة العادية وبالتالي تتحول الإذاعة إلى عنصر حل ذي مصداقية ومهنية بعيدا عن الدعاية.

وبالنسبة للصحفي العامل بالإذاعة قال المتحدث: الصحفي مواطن لا يجب الحجر على آرائه وشعاراته ومشاركته في الحراك فهذا جزء من حريته الفردية، لكن داخل المؤسسة هو صانع للرأي العام ويعكس وجهات نظر مختلفة ولا يغلب ذاتيته، مع الإشارة إلى أن لا تعليمات مفروضة، بل العمل ينطلق من اجتماع التحرير لرسم خارطة طريق العمل والتعامل مع الأحداث في إطار مهني بحت.

وأشار المتحدث أيضا إلى أن الإذاعة الوطنية هيئة عمومية وبالتالي فمن الطبيعي أن تنشر فيها الجهات الرسمية، وطبعا فإن الحراك لا ينسي حراك الحياة والقضايا اليومية المطروحة لذلك يتم تخصيص ملفات وتغطيات عن رمضان وموسم الصيف والحج والثقافة غيرها من اهتمامات المواطن.

يبقى التركيز على الأمل إذ يرى المتحدث أن الجزائر بلد ذو إمكانيات ومؤسسات ويبقى شريكا في حل الأزمات الإقليمية والعالمية، وستبقى الجزائر قائمة برجالها ترافق كل ما له علاقة باستقلال البلد والمؤسسات واحترام القوانين والشرعية.

بالنسبة للإعلام الموازي، خاصة المتعلق بشبكات التواصل الاجتماعي وبعض المواقع وعلاقة ذلك بالصحفي، أكد الأستاذ زبدة أن التعامل يكون مع الصحفي الذي هو بشر يتعرض للضغط رسائل بعض المواقع والقنوات الخاصة والتعبئة عبر الفايسبوك، و«بالتالي عملية التفريغ تحتاج منا إلى تعزيز التفريغ لدى الصحفي عوض أن يجعل من الكواليس وأروقة الإذاعة متنفسا له وإعطائه الكلمة ليقول رأيه بحرية في اجتماع التحرير والتحاور معه من خلال وضعه في مهمة مقدسة هي رسالته النبيلة رغم ظروفه الاجتماعية التي فيها أمور معقدة لكنه رغم ذلك يختار مهنته ويتخلى عن ذاتيته لينير الرأي العام، وبالتالي يجب التمسك بالموضوعية والمساهمة في الحل.

وذكر المتحدث أن للإذاعة شراكة مع مؤسسة البي بي سي العريقة، حيث يتعلم صحفيو الإذاعة في هذه المدرسة الإعلامية تقديس الموضوعية والمصداقية التي هي أحسن من التسرع والسبق الصحفي.

يختم المسؤول حديثه بأن الإعلام العمومي ومنه الإذاعة لا يزال محط ثقة عند المواطن هذا الذي لا يزال ينتظر المواعيد الإخبارية وعلى رأسها النشرات الرئيسية ليتأكد من صحة ما أطلقته أخبار مواقع التواصل الاجتماعي والمحطات الخاصة، بل حتى وسائل الإعلام الأجنبية والوكالات العالمية منها وكالة الأنباء الفرنسية التي انتظرت نشرة الإذاعة لتأكيد خبر سقوط الطائرة العسكرية، أو في مسائل أخرى جارية اليوم تحتاج لمصدر حقيقي وموثق.