جمال مناد:
الكفاءة الأجنبية أولوية لترميم بيت "الخضر"

- 1257

أكّد الدولي الجزائري الأسبق جمال مناد، أنّ مهمة ترميم بيت "محاربي الصحراء" يحتاج إلى كفاءة أجنبية، تتمتّع بفلسفة ومنطق تأطيري يناسب الكرة الجزائرية الشبيهة بنظيرتها من أمريكا الجنوبية، التي ترتكز على شروط يمتلكها زملاء بن ناصر، بدءا بالفنيات مرورا إلى الذكاء في اللعب، وصولا إلى الطاقة البدنية و"القرينطة".
وقال أحد أساطير المنتخب الوطني، في هذا الحوار الذي خصّ به "المساء" أمس، أنّ المطلوب من الاتحاد الجزائري للكرة القدم (الفاف) بذل مجهود إضافي، عن ذلك المستثمر في تحضيرات "الخضر" قبل "كان" كوت ديفوار، وذلك لإعطاء انطلاقة جديدة للمستديرة الجزائرية، بتشكيلة شبانية قادرة على رفع التحدي في الرهانات القادمة، مبرزا في الوقت نفسه، أنه يبقى حياديا تجاه قضية بقاء أو مغادرة بلماضي، للعارضة الفنية لـ"الخضر".
❊ بداية، كيف كان شعور مناد بعد إقصاء "الخضر" من الدور التمهيدي لـ"كان" كوت ديفوار؟
❊ في الحقيقة، كان شعورا مخيّبا للآمال.. بالنظر إلى جملة التحضيرات التي استفاد منها الفريق، قبل المنافسة القارية وكذا الإمكانات التي أتيحت تحسّبا لـ"كان” 2023..بمعنى أنّ كلّ المعطيات سارت في اتّجاه، أنّ فريقنا في الطريق الصحيح، ولم يكن يبقى له إلاّ الإثبات والتأكيد فوق الميدان، لكن للأسف المباراة الأولى كشفت لنا الوجه الحقيقي للفريق.
❊ ماذا تقصد بالوجه الحقيقي؟
❊ في الحقيقة المنتخب الوطني، عانى في مغامرته الإيفوارية من عدّة عوامل، تخلّلتها الرطوبة والحرارة وكذا مواجهة منافسين يتمتّعون ببنية مورفولوجية قوية، وهذه المعاناة لم تكن محسوبة فقط على فريقنا الوطني، بل تجلّت في منتخبات شمال إفريقيا تونس، مصر والمغرب، ما يؤكّد أنّ على هذه التشكيلات العمل على الجانب التكويني بدنيا، تكتيكيا وحتى نفسيا، باعتبار أنّ كلّ الأهداف المسجّلة في الأدوار الأولى من البطولة الافريقية، كانت في الدقائق الأخيرة من المباراة.
❊ ألا تعتقد أنّ زملاء محرز وقعوا في فخّ التساهل خلال المباريات؟
❊ كنت قد حذّرت مسبقا من مغبة الوقوع في فخّ التساهل خلال المباريات، و"الثقة المفرطة" كانت سببا في الخروج المبكّر لـ"الخضر" من "كان 2021" الكاميرون، وللأسف تكرّر السيناريو نفسه في "كان" كوت ديفوار، لدخول "الخضر" مجموعتهم في ثوب المرشّحين، للتأهّل إلى الدور الثاني، وكما تعلمون، عامل المفاجأة الذي عوّدتنا عليه الكرة الإفريقية حاضر بامتياز في هذه الدورة، وحدث ما لا يحمد عقباه، وهو خروج منتخبنا من دور المجموعات.
❊ ما هي نصيحة مناد للمنتخب الوطني في قادم الاستحقاقات؟
❊ نصيحتي للاعبين وخاصة المهاجمين، هو وجوب مواصلة العمل والمثابرة والإيمان بقدراتهم، من أجل الذهاب بعيدا، لدينا عناصر اكتسبت الخبرة في الميادين وتعرف كيف تسيّر المباريات، لاسيما منها الصعبة، وعليه حفظ درس كوت ديفوار جيدا، لتفادي سلبياته في مباريات شهر مارس، التي تندرج في إطار الملحق التصفوي المؤهل إلى مونديال2026.
❊ وبخصوص خليفة بلماضي، من تراه الأنسب لتولي العارضة الفنية لـ"محاربي الصحراء"؟
❊ في الحقيقة، ليس هناك اسم أفضّله عن غيره، لكن حسب تجربتي كمدرب في البطولة المحلية، أعتقد أنّ بيت "الخضر" في الوقت الحالي، يحتاج إلى مدرب يتمتّع بكفاءة عالية وخبرة كبيرة في إعادة قاطرة المنتخب إلى سكته، للأسف هذا النوع من المدربين غير متوفر محليا – هذا ليس تقليل من شأن وهيبة المدربين المحليين- لكن هذه حقيقة لا بدّ من الاعتراف بها.
❊ لماذا ذلك؟
❊ السبب الجوهري وراء تراجع القيمة التسويقية للمدرب المحلي هو نقص التكوين، فالكرة القدم أصبحت علما مثل بقية العلوم، تحتاج إلى دورات تكوينية بحكم القوانين التي يتم تحيينها من وقت لآخر، وذلك تماشيا مع الكرة الحديثة، فالمدرب الجزائري يفتقر إلى الجانب النظري ويبقى محصورا في تجربته التطبيقية المكتسبة من البطولة المحلية، التي تصنّف ضمن الدوريات السائرة في طريق النمو.
❊ نفهم من كلامك أنّك مع فكرة جلب مدرب أجنبي؟
❊ أنا مع فكرة مدرب يتمتّع بفلسفة تدريبية ومنطق تأطيري يلائم أسلوب الكرة الجزائرية، الراغبة في تجديد عهدها بالتتويجات، انطلاقا من الطاقة الشبانية المتوفّرة حاليا على شاكلة عوّار، بن ناصر وغيرهما، وهذه المواصفات لا توجد إلاّ في مدرب أجنبي.. هذا ما يستوجب على "الفاف"، بذل مجهود إضافي بتوفير الأموال نظرا لقيمته التسويقية.
❊ هل مناد مع أو ضد مسألة بقاء بلماضي على رأس العارضة الفنية؟
❊ أفضّل أن أكون محايدا لحساسية القضية، فلا يمكننا تجاهل إنجاز بلماضي في "كان" مصر 2019، حيث كان لقميص "الخضر" فرصة تعزيزه بالنجمة الافريقية الثانية، لكن للأسف الحظ لم يسعفه في "كان" الكاميرون وكوت ديفوار، الآن يجب التركيز على الخليفة وتهيئة كلّ الظروف لإعادة ترتيب الأمور، لضمان انطلاقة نوعية للمنتخب الوطني.