انطلاق مراسم الاحتفال بيناير

تمنراست تتوشح بألوان الهوية الجزائرية

تمنراست تتوشح بألوان الهوية الجزائرية
  • 3112

جرت بتمنراست، أول أمس، مراسم الاحتفال الرسمي بيناير، رأس السنة الأمازيغية 2972، الذي تنظمه المحافظة السامية للأمازيغية، بحضور السلطات المحلية للولاية، انطلاقا من افتتاح مجموعة من المعارض، على غرار الكتاب والصناعة التقليدية، وتقديم محاضرة محمد الهادي حريش عن مناسبة يناير، واستمر الاحتفال الشعبي بمنطقة سرسوف باستعراض فولكلوري يعكس التنوع الثقافي والفني للهوية الأمازيغية، والتي تحتفي بنفسها.

استقبلت دار الثقافة “داسين” التظاهرة، صبيحة أول أمس، بتواجد لافت للباحثين والأكاديميين من جامعات جزائرية، حيث تحدث والي تمنراست مصطفى قريشي عن عمق الحضارة الأمازيغية في عاصمة الأهقار، وتاريخها ضمن أبعادها وقيمها العلمية والثقافية، قائلا: “الماضي الحضاري يلزمنا الحفاظ والتشبث بهويتنا الأمازيغية، وكذا مقومات تاريخنا المجيد عبر العصور، وترجمة نماذج لما خلفه الإنسان الأول على مر الحضارات”.

وتابع قائلا: “فالثقافة الأمازيغية لها خصوصيتها لما تحتويه من تنوع ثقافي وحضاري، وبتلاحم العادات والتقاليد انطلاقا من مرجعية التنمية المستدامة تتجسد أنثروبولوجية المكان وقدسية الفضاء المعماري، مع خلق روابط أصيلة متعلقة أساسا بالذاكرة والتواصل الدائم في المجتمع المحلي، ضمن الخارطة الثقافية التي تترجم التصورات الممكنة للحفاظ على المورث الثقافي الأمازيغي”.

من جانبه، أكد عصاد سي الهاشمي، الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، أن الاحتفال بعيد رأس السنة الأمازيغية 2972 /2022، حظي هذه السنة برعاية رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وتنسيق محكم بين المحافظة ووزارة الثقافة والفنون، وولاية تمنراست، والحضور المميز لمؤسسة الجيش الشعبي الوطني، من خلال مرافقة الحرس الجمهوري لمراسم الافتتاح والاختتام لهذا العرس الوطني البهيج.

وأردف الأمين العام في قوله: “إن هذا الاحتفال يأتي كتتويج لمختلف المجهودات التي تبذلها الدولة في مسعاها لترقية وإعادة الاعتبار للغة والثقافة الأمازيغية، كما يهدف إلى إبراز وتثمين موروثنا التراثي والثقافي الغني والمتنوع، وهذا من شأنه أن يغذي مرجعيتنا التاريخية وينمي الشعور بالانتماء إلى الأمة الجزائرية الواحدة الموحدة”.

وتابع: “كما أن حلول يناير 2972 ونحن في عاصمة الأهقار، بالموازاة مع مراسيم تسليم جائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة الأمازيغية في طبعتها الثانية يوم 12 يناير، يمثل تيمنا وتفاؤلا بالخير لهذا العام لبلادنا الجزائر، فهي تستحق أن يكون الجميع في مستوى حبها وخدمتها، من خلال صون ركائز كينونتها ومقومات هوية الأمة التي هي رصيد مشترك بين جميع أبناء الشعب، دون أن تكون حكرا على أحد”.

أشار في الأخير، إلى أن هذه الفعاليات ستساهم من دون شك، في تعزيز وشائج وأواصر التلاحم بين الشعب الجزائري، كما أنها ستبقى نبراسا يهتدي به مختلف الأجيال المتعاقبة، وهذا ما تسعى إلى تحقيقه المحافظة السامية للأمازيغية رفقة شركائها المتميزين، سواء على المستوى الرسمي أو المجتمعي.

في الفترة المسائية، احتضن شارع سرسوف استعراضا شعبيا، حضره جمهور غفير من سكان تمنراست، شهد تنصيب منبرين للضيوف والسلطات المحلية لمشاهدة سير الفرق المشاركة، التي تمثل كل الوطن، وقد استهل بفرقة الحرس الجمهوري، التي أدت وصلات من الموسيقى الأمازيغية، ثم مرت فرق من الحماية المدنية والكشافة الإسلامية فالفرق الفلكلورية.

من تمنراست: دليلة مالك


مدير الثقافة لولاية تمنراست:

راسلنا الوزارة الأولى لرفع التجميد عن مشاريع القطاع

كشف محمد بلبال، مدير الثقافة والفنون لتمنراست، أن الوالي راسل الوزارة الأولى ووزارة الثقافة والفنون لرفع التجميد على مشاريع قطاع الثقافة، التي سطرتها الوصاية سابقا، تخص هياكل وصروح ثقافية مهمة لهذه المدينة، مشيرا إلى وجود مجهودات كبيرة على مستوى وزارة الثقافة والفنون، لتزويد ولاية تمنراست بهياكل ثقافية جديدة تتماشى مع الوضعية الثقافية للمنطقة.

قال مدير الثقافة والفنون، أول أمس، على هامش احتضان تمنراست مراسم الاحتفال بيناير، إن من بين المشاريع الثقافية المجمدة؛ مشروع حماية المعالم الأثرية، مثل قصر موسى غامستا، قصر أحمد البكري بتازاروك، وقصر باشودا في عين صالح. 

جدد تأكيده بأن والي الولاية وجه رسالة إلى الوزارة الأولى ووزارة الثقافة والفنون لرفع التجميد عليها، كاشفا في السياق عن بعض المشاريع الجارية أشغالها، مثل مسرح هواء الطلق الذي لم يعلن عن آجال تسليمه، وقاعة سينما التي تقارب أشغالها النهاية، بقيت عملية التجهيز بالديسيبي (شاشة رقمية خاصة ببدور السينما) باستيراده من الخارج، وسيلحق تسيير هذه القاعة بدار الثقافة إلى حين صدور قانونها الخاص، علاوة على مكتبات في البلديات وعبر القرى، وهي جاهزة، في انتظار الإطار القانوني من أجل استغلالها في غضون عام 2022.

بخصوص مسرح تمنراست الجهوي، قال المتحدث، إنه مشروع هام وقديم، وكانت الدراسات الأولية قد انتهت وكان جاهزا للانطلاق فيه، إلا أنه دخل قائمة التجميد، والأرضية المخصصة لهذا المشروع موجودة بالقرب من جامعة تمنراست ومركز التكوين المهني وقرب الإقامات الجامعية، وتابع “نحن في تلك الأرضية لنا أبعاد أخرى، حتى يكون المسرح الجهوي نخبوي، خاصة أن المكان سيتسع بالساكنة لاحقا”.

بالنسبة لمهرجان فنون الأهقار الذي توقف منذ سنوات، أكد محمد بلبال أن السبب راجع إلى إعادة هيكلة المهرجانات على مستوى وزارة الثقافة والفنون، وهذه الهيكلة تخضع إلى عدة معايير لإعادة ترتيبها، ومن شأنها أن تعود، على غرار باقي المهرجانات المتوقفة، في صورة مهرجان الأغنية الأمازيغية الذي يعود هذا العام وينطلق يوم 12 يناير الجاري.

من تمنراست: دليلة مالك


عنابة

بونة تحتفي بيناير في دار بوضياف

تنطلق اليوم الثلاثاء، فعاليات مسابقة “عروس يناير” في طبعتها الثانية بعنابة. هذه التظاهرة الثقافية منظمة من طرف مديرية الثقافة والفنون لولاية عنابة، بالتنسيق مع جمعية ضوء المتوسط.

مسابقة “عروس يناير” تدخل ضمن احتفال رأس السنة الأمازيغية الجديدة 2972، مع برمجة مجموعة من النشاطات الثقافية والفنية، ببهو الثقافة والفنون “محمد بوضياف”. ومن المنتظر في هذا الإطار، أن ينظم استعراض فلكلوري لفرقة العيساوى، متبوعا بتدشين معرض للحرف والصناعات التقليدية، سيحتضنه بهو قصر الثقافة “محمد بوضياف” بعنابة، ويشمل جناح المخطوطات القديمة، جناح الحلي والفضة، الخياطة والطرز، الفخاريات والأواني الخشبية والتحف الفنية التي سيقدمها مبدعون وحرفيون، قدموا من مختلف ولايات الوطن، وجاءوا للتعريف بخصوصية كل منطقة في الجزائر، مع عرض طريقة الاحتفال بيناير.

للإشارة، فازت عارضة الأزياء شيماء بشكر بمسابقة “عروس يناير” خلال الاحتفال برأس السنة الأمازيغية 2971، في طبعته الأولى. من جهتها مديرية الشباب والرياضة بعنابة، حضرت هي الأخرى على طريقتها للاحتفال بناير.

سميرة عوام


الأستاذ محمد الهادي حريش في ندوة علمية

يناير حدث مرتبط بالتضامن العائلي

أكد الأستاذ محمد الهادي حارش، في ندوة علمية حول البعد التاريخي والحضاري لعيد يناير والرزنامة الفلاحية، أن معنى هذا الاحتفال مرتبط بمعاني التضامن العائلي مع 12 يناير من كل عام، وهو التاريخ الذي تبدأ فيه الأيام البيضاء من فصل الشتاء.

أفاد حريش، في ندوته التي نشطها بدار الثقافة “داسين” في تمنراست، أن التقويم الفلاحي قديم يعود إلى حوالي 800 سنة، ومعروف أن أصعب فترة يمر بها الفلاح هي ما بين شهري ديسمبر ويناير، وفيها ما يسمى بالليالي السوداء، حيث تنقص المؤونة، ويسوء الطقس أكثر من برد وصقيع، وهذه الأمور قد تضر بزراعته، وعند الخروج من هذه الفترة، يحتفل الفلاح وعائلته في أول أيام الليالي البيضاء المصادف ليوم 12 يناير بتناول وجبة عشاء خاصة، تعكش التضامن العائلي وفرحة الخير الوفير الذي سيأتي.      

في سياق آخر، تحدث الأستاذ حارش عن غياب مادة التاريخ القديم في الجامعات، إذ يراه غير مقبول، لكنه في الوقت نفسه أعاز الأمر بغياب تدريس اللغات القديمة، التي من شأنها الكشف عن تاريخ الجزائري الغابر، وأن تأتي حقا بالجديد للدفاع عن الهوية الوطنية وثقافتها وتاريخها.

من تمنراست: د.مالك