"أسواق الرحمة" للمستلزمات المدرسية بعاصمة الشرق

تنوع في السلع واستقرار في الأسعار

تنوع في السلع واستقرار في الأسعار
  • القراءات: 87
زبير. ز زبير. ز

تفنن العارضون من أصحاب المكتبات وبعض مستوردي الأدوات المدرسية، في عرض سلعهم بساحة "دنيا الطرائف"، وسط مدينة قسنطينة، في خطوة لاستقطاب الزبائن من أولياء التلاميذ، تحسبا لانطلاق الموسم الدراسي 2024-2025، الذي بات على مقربة أسابيع قليلة.
أشرف والي قسنطينة، السيد عبد الخالق صيودة، الأسبوع الماضي، على افتتاح معرض وسط مدينة قسنطينة، يعد واحدا من بين أربعة معارض، تم إطلاقها من طرف مديرية التجارة وترقية الصادرات، بالتنسيق مع الغرفة الولائية للتجارة "الرمال"، هذه السنة، تحت شعار "التحضير الناجح يبدأ من معرضنا"، والتي شملت كلا من المقاطعة الإدارية علي منجلي، بلدية عين السمارة وبلدية زيغود يوسف.

منتجات في متناول الجميع

تميزت معارض هذه السنة، من خلال الجولة التي قادت "المساء" إلى بعض الفضاءات التجارية، التي أطلق على بعضها اصطلاحا بـ«أسواق الرحمة" للأدوات المدرسية، بوفرة كبيرة في السلع المعروضة، سواء تعلق الأمر بالمستلزمات المدرسية من أقلام وكراريس أو من مآزر ومحافظ، حيث للزبون حرية كبيرة في اختيار المنتجات التي يرغب في الحصول عليها، سواء من حيث النوعية أو الأسعار، والتي أكد العديد من الباعة والأولياء، أنها عرفت استقرارا مقارنة بالسنة الفارطة، حتى أن هناك بعض المنتجات عرفت انخفاضا في السعر، على غرار الكراريس، بقيمة 5 دنانير في الكراس الواحد، حيث تم عرض الكراس الأكثر طلبا وهو كراس 96 صفحة، بقيمة تراوحت بين 60 و75 دينارا للكراس الواحد، كما تم عرض الكراس من 120 صفحة بسعر تراوح بين 75 و90 دينارا، حسب النوعية ووزن الورقة، في حين تم تسويق المآزر ابتداء من 600 دينار، وكانت أسعار حقائب الظهر مرتفعة نوعا ما، في حدود 2000 إلى 3000 دينار للحقيبة.

سلع من المستورد إلى الزبون

خلال التجول في سوق الأدوات المدرسية بساحة "دنيا الطرائف"، على بعد بعض الأمتار من قصر الثقافة "محمد العيد آل خليفة"، وقفت "المساء" عند 3 مستوردين، يقدمون سلعهم مباشرة إلى الزبائن، وهو الأمر الذي انعكس بطبيعة الحال على الأسعار، في ظل القضاء على الوسطاء، كما أثر تواجد أجنحة لهؤلاء المستوردين على الأسعار داخل هذا الفضاء التجاري، الذي يضم أكثر من 30 عارضا. وقد أكد هؤلاء العارضين في دردشة مع "المساء"، أن قطاع المكتبات الوحيد الذي يعرف تخفيضات معتبرة في أسعار الأدوات المدرسية، مضيفين أن أصحاب المكتبات، على عكس التجار الآخرين، الذين يغتنمون المواسم لرفع الأسعار، يراعون ظروف العائلات وأولياء التلاميذ المعوزين الذين لديهم عدة أطفال متمدرسين.
توافد متزايد مع اقتراب الدخول المدرسي
عرفت الأيام الأولى من معرض الأدوات المدرسية المقام بقسنطينة، في الفترة الممتدة بين 20 أوت و5 سبتمبر، إقبالا محتشما من طرف أولياء التلاميذ، الذين يبقى أغلبهم خارج الولاية، للاستمتاع بآخر أيام العطلة الصيفية، وهو الأمر الذي أقلق قليلا بعض التجار، لكن العديد منهم أبدى تفاؤلا بأن وتيرة البيع  ترتفع خلال الأيام المقبلة، موضحين أنهم كلما اقترب توقيت الدخول المدرسي كلما زاد الطلب على الأدوات والمستلزمات المدرسية، وسيعرف السوق ذروة البيع، حسب هؤلاء التجار، بعد توزيع قوائم الأدوات المدرسية على التلاميذ من طرف الأساتذة والمدرسين، كون قوائم الأدوات المدرسية التي أعلنت عنها وزارة التربية والتعليم، ستعرف العديد من التعديلات، وفقا لنظرة واحتياجات كل أستاذ، مثلما جرى عليه الأمر السنة الفارطة.

الفضاءات التجارية الكبرى تواكب الحدث

أبت الفضاءات التجارية الكبرى بعاصمة الشرق، إلا أن تواكب الحدث، بعدما قامت بتعديلات على بعض أجنحتها التي خصصت للأدوات المدرسية، وكذا المآزر والمحافظ وحقائب الظهر والألبسة الجديدة، حيث وقفت "المساء" على وفرة كبيرة في المنتوجات الخاصة بالمناسبة، في أحد أكبر الفضاءات التجارية بالمنطقة الصناعية بالما في قسنطينة، وهو الفضاء الذي يعرف إقبالا كبيرا من طرف العائلات من قسنطينة وخارجها، وقد تم التنسيق مع صاحب هذا الفضاء التجاري من طرف مديرية التجارة وترقية الصادرات وكذا ديوان الكتاب، من أجل تسويق الكتاب المدرسي، داخل الأجنحة الخاصة بالدخول المدرسي، في خطوة لتخفيف الضغط على النقاط الأخرى المخصصة لتسويق الكتاب المدرسي.

مدير التجارة قسنطينة: نهدف إلى توفير السلع والتحكم في الأسعار

اعتبر السيد سيد علي مرداس، مدير التجارة وترقية الصادرات بولاية قسنطينة، أن تنظيم مثل هذه المعارض، التي حرص عليها وزير القطاع شخصيا، عبر عدد من نقاط الولاية، بمشاركة مستوردين، وحدات إنتاج، تجار جملة وتجار تجزئة وحرفيين، يهدف إلى تقريب أولياء التلاميذ من مناطق اقتناء الأدوات المدرسية، من جهة، ومن جهة أخرى، التحكم بشكل لائق في الأسعار. أوضح المسؤول أن الأسعار المتداولة في هذه المعارض، ستكون منخفضة وأحسن مما هي عليه بالمكتبات والمحلات التجارية، موضحا أن توفير كمية كبيرة من السلع والأدوات المدرسية داخل نقاط البيع المحددة بهذه الأسواق، التي تم استحدثها، تحسبا للدخول المدرسي، سيسمح بخلق نوع من التنافس بين العارضين، وبذلك سيؤثر على انخفاض الأسعار، وهو الأمر الذي يكون في صالح المستهلك.
وفي الجانب التضامني، خصصت بلديات قسنطينة حوالي 32 ألف محفظة للعائلات المعوزة والفقيرة، يتم توزيعها وفق قوائم تم إعدادها، بالتنسيق مع مختلف الجهات، في حين كانت حصيلة الهلال الأحمر الجزائري حوالي 4 آلاف محفظة، تم توزيعها على مختلف البلديات، وقد انطلقت العملية الأيام الفارطة، تزامنا مع زيارة رئيسة الهلال الأحمر الجزائري إلى قسنطينة.