المؤسسات الجزائرية في صالون البناء والأشغال العمومية
راهنت على الجودة واستثمرت في كل مواد البناء
- 1796
عرف الصالون الدولي للبناء ومواد البناء والأشغال العمومية تواجدا مكثفا للمؤسسات الجزائرية التي سعت إلى عرض آخر ما جادت به من مواد في مجال البناء، ولعل الملفت للانتباه أن المؤسسات الجزائرية كانت مشاركة في جميع الميدان، انطلاقا من مواد البناء البسيطة كالبلاط والرخام والزجاج والحديد، وصولا إلى كل ما يتعلق بالجانب التزييني والجمالي الذي أبدع فيه مصممون جزائريون، نزولا عند طلب السوق الجزائرية التي أصبحت تبحث عن الرفاهية المنزلية الداخلية والخارجية. كان لـ "المساء" احتكاك مع ممثلي بعض المؤسسات الجزائرية، وحول نوعية مواد البناء التي استثمروا فيها ومدى إقبال المواطن الجزائري عليها، عدنا لكم بهذه الأصداء.
تكفلنا بكل ما يخص إنارة المرافق العامة والخاصة
البداية كانت مع صديق حبيب، ممثل لمؤسسة وطنية رائدة في كل ما يتعلق بالإنارة وأعمدة الكهرباء متواجدة منذ سنوات التسعينات، حدثنا قائلا: "اخترنا الاستثمار في هذا المجال في الوقت الذي كانت الجزائر بحاجة إلى الاهتمام بشبكة طرقها، ومن ثمة جاءت فكرة التكفل بإنتاج الأعمدة ليكون لدينا إنتاجنا الخاص"، مشيرا إلى أن أهم زبائنهم هي كل الجهات المعنية بالإنارة العمومية منها والخاصة، بما في ذلك المواطنين الذين يملكون منازل كبيرة، حيث يثير اهتمامهم إنارة الحديقة وكل لواحق المنزل ويطلبون منا نوعا معينا من الأعمدة، ويضيف: "يمكن القول بأن المؤسسة قادرة على منافسة المنتج الأجنبي بحكم أنها تعمل وفق المعايير الدولية المعتمدة في صناعة أعمدة الإنارة"... ويضيف ممثل شركة إنتاج الأعمدة الكهربائية: "نملك منافسين على المستوى المحلي ويمكن القول بأن هذه المنافسة سمحت للمؤسسة بالبحث عن سبل تنويع وتوسيع النشاط بالمراهنة على الجودة لاستقطاب اهتمام المواطن الذي أصبح يثق في كل ما هو إنتاج جزائري".
مواد البناء من "البوليستيران" تستقطب اهتمام المواطنين
من جهتها بن سعادة، عون تجاري ممثل لشركة الواحات للتكفل بمواد البناء المصنوعة من مادة "البوليستيران" حدثنا قائلا؛ "عمدت المؤسسة منذ عام 2006 إلى التخلي على مواد البناء المصنوعة من مادة الإسمنت واتجهت إلى الاستثمار في مادة "البوليستران" التي يتم صنع مختلف مواد البناء منها، على الرغم من أن مواد البناء المصنوعة من هذه المادة لم يتقبلها بعد المستهلك الجزائري نتيجة التخوف منها، إلا أن المستثمر صاحب المصنع ارتأى بعد أن لاحظ نجاح التجربة في ألمانيا، إلى أن يستثمرها في الجزائر، بالتالي يكون أول من أدخلها في مجال البناء، فمثلا من بين فوائده أنه يعزل الأصوات ويؤمن الدفء للمنازل في الجو البارد، واليوم المستهلك الجزائري يميل إلى اقتنائه خاصة مع حملة البناء التي تشهدها الجزائر في السنوات الأخيرة"، مشيرا إلى "أن المادة الأولية يجري استيرادها من الخارج على الرغم من أنه يمكن تصنيعها في الجزائر ببساطة، لأن مادة "البوليستران" مستخرجة من البترول الذي تعد الجزائر من الدولة المصدرة له". من جهة أخرى، أفاد محدثنا أنه وبعد الإقبال الكبير للمستهلك الجزائري على مختلف مواد البناء المصنوعة من مادة "البوليسترون" بعد التأكد من جودتها ونظرا لخصائصها ومميزاتها الكثيرة، تم طرح الانشغال على وزير القطاع من أجل التفكير في إنتاج المادة الأولية في الجزائر لتقليص تكلفة استيرادها ويتحول بالتالي المنتج إلى جزائري مائة بالمائة.
أدخلنا التصاميم الداخلية والخارجية بمقاييس عالمية
من جهته، حدثنا ممثل تجاري لمؤسسة تزيين المنازل، بأن صاحب المؤسسة وهو خبير تزيين قرر الاستثمار في عالم البناء بإدخال التصاميم الخاصة بتزيين المنازل داخليا وخارجيا، بعدما كان ينشط في إسبانيا، ومن ثمة قرر الاستثمار في الجزائر في مجال البناء، وأضاف؛ "نقوم بالتكفل بكل ما يخص التزيين الداخلي والخارجي بتصنيع الديكورات الخاصة بالجدران والحدائق، مضيفا "هناك إقبال كبير على تزيين المنازل والباحثين عن الرفاهية، ويقول؛ "المادة الأولية متوفرة وهي عبارة عن اسمنت يتم خلطه مع بعض المواد الكيميائية، ومن ثمة يعد منتجا يتحول إلى تحف تعطي المنازل قيمة جمالية، وهو عادة التوجه الذي تبناه المواطن الجزائري الذي أصبح يتطلع إلى إعطاء منزله مظهرا مميزا سواء من الداخل أو الخارج، ويعلق "الشركات الأجنبية لا تعتبر منافسا لهم، لأن المستثمر الجزائري كان يعمل في إسبانيا، بالتالي يتحكم في كل ما يخص تقنيات ديكور المنازل وبمقاييس عالمية".
الإنتاج المحلي لمواد البناء الحمراء يحقق الاكتفاء الذاتي
لم تتخلف المؤسسات الجزائرية عما يسمى في عالم البناء بالمواد الحمراء، وهي تلك المتعلقة بالآجر والقرميد ولواحقه، وحسب ممثل "مجمع بوراس" فإن المؤسسة متواجدة منذ عام 1995 وكانت تعمل منذ القدم حول كل ما يخص القرميد والأكسيسوارات التزينية، ويضيف؛ "المنافسة المحلية وحتى الأجنبية جعلتهم يراهنون على الجودة"، مؤكدا "أن المواطن يضع ثقته اليوم في كل ما يخص الآجر الأحمر الذي كان إلى وقت غير بعيد يتم جلبه من إسبانيا، واليوم كمؤسسات جزائرية نحقق الاكتفاء الذاتي ونرضي زبائننا".
البلاط والرخام يستجيب للنوعية ويرضي الزبائن
من جهته عبد الرحمان مالطي، مدير الإنتاج بمؤسسة صناعة الرخام والغرانيت الصناعي، أوضحت أم مؤسسته سعت هي الأخرى إلى استقطاب اهتمام المواطنين من خلال اعتماد تقنيات حديثة تتمثل في إطالة عمر الرخام وجعله أكثر صلابة من الرخام الطبيعي، حيث أدرجت مكونات جديدة في تصنيعه لمنافسة ما هو موجود اليوم في السوق، بما في ذلك المؤسسات الأجنبية، مشيرا إلى أن المستهلك الجزائري تحول إلى زبون، خاصة بعد تجريب المواد والتيقن من الجودة والنوعية، مضيفا "بأن زبائنه فيما مضى كانوا مقتصرين على المواطنين ولكن اليوم ومع تطور الشركة وجودة المنتج، أصبح يجري التعامل مع مشاريع البناء الكبرى لوكالة "عدل"، وأكثر من هذا نقوم أيضا بالتصدير".
"الفوريكس".. مزج بين عجين الخشب وإبداع الأشكال الهندسية
من بين ما لفت انتباه "المساء" في صالون "باتيماتيك"، نوع جديد من الديكور منحوت بشكل جميل لقي إعجاب الكثيرين، لدرجة أننا لم نستطع إكمال دردشتنا مع صاحب الديكور المعروض من فرط الأسئلة المنهالة عليه عن نوعيته ومكان تواجد المصنع. ويتعلق الأمر بتقنية ‘الفوريكس’ للنحت على عجينة الخشب حسبما شرحه لنا السيد محمد معبد، ممثل شركة "عموراش لإنتاج أدوات البناء". وأضاف المتحدث أن "الفوريكس" في البداية اكتشفه الصينيون الذين أبدعوا في نحت أشكال وتحف فنية جميلة، ومنها زخارف لتزيين السقف وأعمدة ديكورية خاصة بالفنادق الفخمة، موضحا أن هذه التقنية دخلت حديثا إلى الجزائر بفضل تبادل الخبرات بين البلدين، ومن أهم ميزاته أنه مقاوم جيد لعوامل الطقس سواء البرد أو الحرارة الشديدة، حيث لا يتمدد في كلتا الحالتين.
استفسر أحد المواطنين بخصوص أباجورة مصنوعة من ‘الفوريكس’، عن إمكانية صنع نماذج مثلها ولكن بأحجام أكبر كدعامة للبيت، وسألناه عن رأيه فقال بأنه مهندس معماري، ويفضل تقنية ‘الفوريكس’ من الناحية الجمالية ليستعملها كدعامات جميلة بدلا من الأعمدة الصماء التي تكون في المنازل، فيما سأل مواطن آخر عن تكلفة مائدة مصنوعة من "الفوريكس" ومزينة بزخارف جميلة، وقال إنه من الذين يفضلون التجديد في الديكور المنزلي بين الفترة والأخرى، مؤكدا أنه لم يكن يعرف هذه التقنية، متمنيا أن تنتشر أكثر في الوطن حتى تزداد المنافسة وينعكس ذلك إيجابا على جيوب المواطنين. نشير إلى أن شركة "عموراش" تقدمت بطلب لدى وزارة الصناعة والمناجم لتوسيع مصنعها الكائن ببراقي، ومن أهداف ذلك دعم صناعة "الفوريكس" الذي يلقى طلبا متزايدا أكثر فأكثر، حسب السيد محمد معبد.
سحر ألوان الطلاء يحيّر السيدات
عرضت مختلف الشركات والمؤسسات الوطنية وحتى الأجنبية المشاركة، تشكيلات مختلفة من الطلاء أو الدهن، منه الزيتي والمائي، هذا الأخير احتل الصدارة بجماليات ألوانه وسهولة تطبيقه ـ حسبما أشار إليه المختصون في الديكور، الذين عملوا بدورهم على عرض لوحات مختلفة من الألوان الزاهية وبكل تدرجاتها ـ حيث كانت السيدات خاصة يقفن طويلا في مجموعات لمشاهدة كيفية تطبيق النوع الجديد من الصبغة التي لها خاصية الجفاف سريعا وخلوها من الرائحة النفاثة التي تسبب أزمات الربو والحساسية، كما يمكن أن تصبح الغرفة جاهزة في يومها لما لها من ميزة المرونة خاصة في ظل وجود دهان متمرسين.
مزج الألوان لم يصبح مشكلا الآن، بحيث عرضت تشكيلات وألوان مختلفة للأخضر بتدرجاته التي بلغت 10 ألوان تريح النظر، وهو الأمر الذي استحسنته السيدات اللائي وجدن في المعرض فرصة للتعرف على الألوان الجديدة خاصة أن الشهر الفضيل على الأبواب، إذ هناك من يفضل لقاءه في أجواء من النقاء والصفاء لضمان الراحة والطمأنينة في البيت واستقبال الضيوف بدون قلق، تقول السيدة لمياء، مهندسة، كانت تشاهد بشغف ما تقوم به مصممة الديكور لدى شركة صالصولفا الجزائر، "مشاهدتي للمصممة وهي تقوم بوضع اللون البرتقالي على اللوحة أعطتني رغبة كبيرة في دهن غرف بيتي بيدي، لأني ألاحظ أن العملية تحتاج بعض الخفة فقط ممن يقوم بعملية الدهن، ما دامت الصبغة مجهزة في العلب، أي ما عليك سوى الطلاء أو التثبيت". من جهته أشار السيد علي، ممثل "صالصولفا" أن شركتهم تنتج أنواعا مختلفة من الطلاء الداخلي والخارجي، وكذلك الطلاء العازل للرطوبة والعازل لتسرب الماء من الأسطح"، مضيفا أن الإقبال على الدهن صار كبيرا و في كل الأوقات خاصة أن الجزائر أصبحت ورشة كبيرة بفعل المشاريع العديدة التي تشهدها مختلف ولايات الوطن، مؤكدا أن هناك نوع مطلوب بقوة وهي دهن "الستيلا" بقاعدة الماء، والمعروف بالبريق الذي يستوجب طلاء "الفوندو" قبله حتى يعطى نتائج جيدة، وفيه حوالي 600 لون ويمكن الاختيار بالأرقام لتسهيل المهمة على الزبائن".
كما وقفت السيدات طويلا أمام أنواع أخرى من الدهن الإيطالي، عرضت نماذج منها على الجدران تشبه إلى حد كبير تلك الخاصة بالقصور، ومن ميزة هذه الصبغة التي تحوّل الجدار إلى لوحة زيتية رسمت بريشة فنان والتي تمتزج فيها الألوان بتناغم ورومانسية كبيرة، حيث اجتمع في إحداها البنفسجي والذهبي. ومن ميزة هذه الصبغة التي لامستها الأيادي كثيرا بالصالون، أنها فور طلائها وقبل أن تجف نهائيا، تتشقق لترسم أشكالا حالمة مهربة من الخيال، وبين الشقوق يولد اللون الذهبي الذي يزيدها بهاء، ومنها أيضا الرمادي بالفضي بتدرجاته، والأصفر الفاقع، وهي الألوان التي حيرت السيدات والفتيات اللائي أشرن في حديثهن إلينا إلى أن وجود حائط مثل هذا في البيت ينزع الغبن من القلوب ويشجع على المكوث فيها لمدة طويلة بدون ملل".