أقربهم للمدير أكثرهم شرا وأقلهم عملا!

أقربهم للمدير أكثرهم شرا وأقلهم عملا!
  • 896

خلصت دراسة هولندية إلى نتائج قد لا تروق أرباب العمل، إذ أثبتت أنّ أداء الموظّفين يتحسّن بقدر ابتعادهم عن مديريهم، ووفقا لباحثين من جامعة روتردام، فإنّ جلوس الموظّف بعيدا عن مديره يشعره براحة أكبر ويدفعه إلى القيام بالعمل بنوعية وجودة أفضل، في حين يزيد مستوى السلوك السيئ لديه باقترابه من رئيسه في العمل، نظرا لانتقال سلوك الأخير إليه، إذا كان ذلك السلوك سلطويا طبعا، وحاول الباحثون معرفة مقدار المسافة بين أركان الإدارة العليا والوسطى والدنيا وكيفية تأثير انتشار السلوك في مكان العمل.

وأجريت 5 تجارب بهدف تحديد ما إذا كان الموظّفون في المراكز الوسطى، بين المديرين والموظفين، يستنسخون طرق معالجة المدير أو يبتعدون عنها، حسب قربهم أو ابتعادهم عنه، وفي التجارب الخمس ـ وهي محور الدراسة ـ سأل الباحثون الموظفين عن كيفية معاملة المديرين لهم، ومقدار المسافة بينهم وكيف يعاملون موظفيهم، وتبيّن للباحثين من خلال النتائج أنّه كلّما كان الموظّف قريبا من مديره، كلما كان يميل على الأرجح إلى تقليده، خصوصا في السلوك السيئ، ويعامل الموظفين الأقل مرتبة منه معاملة غير عادلة بدافع شعور خاطئ بامتلاك السلطة.

وقال الباحث في الدراسة، غايز فان هاولينغين؛ إنّ تأثير القرب من المدير "يؤثّر بشكل أكبر من البعد عنه أو السماع به"، ووجد الباحثون التأثير نفسه عندما "يشعر" الموظّف أنّه قريب من مديره، حتى وإن لم يكن قريبا منه، ويميل إلى محاكاة وتقليده، كما تبيّن أنّه كلما ابتعد الموظف عن مديره جسديا وماديا، فإنّ تأثير المدير عليه يقل. وكانت دراسة سويسرية كشفت في وقت سابق أنّ المشكلة في أماكن العمل تكمن غالباً في التصوّرات الخاطئة بين المديرين والموظفين، ويظهر المديرون ميلا لإعطاء الموظفين دعما عاطفيا لتحفيزهم على العمل أكثر بسبب الاعتقاد الشائع بأنّ الموظفين السعداء يشكّلون فريق عمل أكثر إنتاجية، مما يعني نتائج أفضل. وفي المقابل، يعتقد الموظفون مثلا، أن هذا الأمر يشكل جزءا من واجبات المدير الذي عليه أن يهتم بمشاكلهم العاطفية، على الصعيد الشخصي والمهني.