السمندر يظل شابا طوال حياته
- 782
لا ينافس السمندر غيره من الحيوانات في سرعة النمو، حيث أن نموه وعملية الأيض لديه بطيئان جدا، مما يجعله لا يشيخ، ويتمتع بمعدل عمر تحلم به حيوانات أخرى، حسبما أوضح الباحثون في دراسة نشرها العدد الأخير من دورية ”بروسيدنجز ب« التابعة للأكاديمية الملكية للعلوم، وقال الباحثون، إن حتمية التقدم في العمر لدى حيوان السمندر أقل مما كان يعتقد حتى الآن. ومن المعروف أن الكائنات الحية الكبيرة تعيش فترة أطول مما تعيشه الكائنات الصغيرة، وهو ما ينطبق على معظم أنواع الحيوانات.
لكن السمندر من بين الاستثناءات القليلة لهذه القاعدة، حيث يمكن أن يصل عمره في الحياة البرية إلى 30 عاما، مثل عمر حيوانات ثديية كبيرة، كالدببة البرية، على سبيل المثال. معروف عن زواحف السمندر أن معدل تكاثرها ضئيل، وأنها تنمو طوال حياتها، وتملك القدرة على تعويض أطرافها وأعضائها، وحلل الباحثون تحت إشراف هوجو كايولا، من جامعة ”لافال” بمدينة كيبيك الكندية، بيانات ثلاثة أنواع من مجموعة السمندر الحقيقي، لتفسير لغز ارتفاع متوسط الأعمار لدى أنواع هذا الحيوان.
كان الباحثون يعرفون بيانات عن نمو السمندر المعروف بوجود ما يشبه النظارة في منطقة العينين، والسمندر الناري. واصطاد فريق الباحثين في تركيا، على مدى سنوات، عدة نسخ من السمندر ”الليسي”، وفحصوها ووضعوا عليها علامات، ثم أطلقوها مرة أخرى وحاولوا اصطيادها في العام التالي، ولم يجد الباحثون من خلال تحليل البيانات عن أنواع السمندر الثلاثة، علاقة بين عدد سنوات العمر ومعدلات الوفاة لدى الحيوان، مما يعني أن الحيوانات لا تموت ـ على ما يبدو ـ بسبب تقدم العمر.يعتقد الباحثون أن عملية الهرم لدى السمندر تسير ببطء شديد، لدرجة يمكن معها تجاهل عامل السن في هذا السياق، لعدة أسباب، من بينها انخفاض معدلات الأيض، وتحول الغذاء إلى طاقة، وارتفاع قدرة تجديد الخلايا لدى هذا الحيوان، حسب ترجيح الباحثين، الذين أوضحوا أن كائنات حية قليلة فقط هي التي تعرف عنها إمكانية تجاهل عنصر السن لديها، عند تقدير وقت الموت الطبيعي، وقالوا إن وجود هذا المبدأ دليل على أن دور الهرم ليس أمرا لا يمكن التغاضي عنه، كما كان يعتقد.