تصور دماغك كالتلفزيون ُيفتح ويُغلق عند الطلب

تصور دماغك كالتلفزيون ُيفتح ويُغلق عند الطلب
  • 1086

تمكّن علماء أمريكيون من تطوير تقنية جديدة تمكّن من تعطيل وتشغيل الدماغ بشكل كامل، حيث يصبح شبيها بجهاز التلفزيون الذي يتحكّم فيه عن طريق ”الريموت كونترول”، وأمضى العلماء عشر سنوات في البحث عن خصائص تقنية أطلقوا عليها اسم ”اوبتوجينيتيك”، إذ من خلالها يمكن التحكّم في خلايا دماغ الإنسان العصبية من خلال الأضواء.

وبواسطة التقنية الجديدة، يمكنهم قراءة الأفكار والذكريات الموجودة في مكان عميق من دماغ الإنسان، باستخدام إشعاع ضوئي بسيط شبيه الضوء الخافت الذي يخرج من جهاز ”ريموت كونترول” باتجاه التلفاز ويعطيه الإشارة.

لكن العلماء يقولون بأنّه لسوء الحظ، يمكن للتقنية الجديدة التي طوروها وقف الدماغ عن العمل، لكنها غير قادرة حتى الآن على وقف الخلايا العصبية عن العمل، وهو ما يعني أنّ النتائج التي توصّلوا إليها لا تزال محدودة وتعمل في اتجاه واحد فقط.

ورغم أنّ درجة التحكّم التي توصل إليها العلماء محدودة، إلاّ أنّها تعطي آمالا كبيرة بالتوصّل إلى علاجات تتعلّق بأمراض الدماغ الخطيرة، بما في ذلك المشاكل الناتجة عن خلل أو مشاكل في الخلايا العصبية بجسم الإنسان، ويقول الأطباء؛ إن تمكّنهم من إطفاء الأجزاء التي تعاني من خلل في الدماغ قد تمكنهم لاحقا من السيطرة على الأمراض التي تنتج عن ذلك الخلل، أو تقديم العلاج السريري للمناطق التي تعاني من مشاكل في الدماغ.

وإلى جانب الأدوية والعقاقير التي تساهم في القضاء على أمراض الدماغ، فإنّ العلاج الطبيعي له فائدته وهو يبدأ بالنوم العميق والاسترخاء.

وأثار السبب في حاجة المرء إلى النوم حيرة العلماء على مدى قرون، ومن الواضح أنّ الحاجة إلى إغماض العينين والاسترخاء في نوم عميق لا تنبع من الشعور بالتعب فقط، إذ يعتبره العلماء فرصة ذهبية لطرد السموم من الدماغ، وقال باحثون في الولايات المتحدة بأنهم اكتشفوا أحد الأسباب الرئيسية للنوم.

ويعتقد فريق البحث الأمريكي بأنّ ”نظام التخلّص من الفضلات” هذا يعتبر المسبّب الرئيسي للنوم، وتوصّلت الدراسة إلى أنّ من الأسباب الرئيسة التي تجعل النوم أحد الأنشطة الأساسية التي يقضي الإنسان جزءا من عمره فيها، أنّ الدماغ يتخلّص مما وصفه البحث ”بالفوضى الكيميائية”، إضافة إلى التعب من الأعباء المنزلية.

وأظهرت التجارب التي أجروها على الفئران أنّ المخ يستخدم النوم كوسيلة للتخلّص من السموم التي تتراكم خلال عملية الاستيقاظ، نتيجة لعمليات الاتصال بين الخلايا العصبية، وأثبتت الدراسة التي نشرها الباحثون في نشرة ”ساينس” أنّ خلايا المخ تنكمش أثناء النوم، مما يؤدي إلى فتح ثغرات بينها تسمح للسوائل ”بغسل المخ”.

كما يقولون؛ إن إخفاق هذا النظام في التخلّص من بعض الفضلات قد يكون سببا في بعض الأمراض التي تصيب المخ، ولاحظوا أنّ خلايا معينة في المخ - والأرجح أن تكون الخلايا الدبقية التي تبقي الخلايا الدماغية حية - تنكمش أثناء النوم، مما يزيد من حجم المجالات بينها وتسمح بضخ كميات أكبر من السوائل التي تقوم بإزالة الفضلات المضرة.

وقالت الدكتورة نيديرغارد؛ إنّ عملية الغسل هذه تعتبر حيوية جدا لديمومة الحياة، لكنها مستحيلة أثناء اليقظة، وأشار الباحثون إلى أنّ للدماغ قدرة محدّدة، فهو إما أن يكون يقظا ومستعدا للتفكير، أو نائما ويعمل على تنظيف نفسه، ويشبه الدكتور ماكين الدماغ بإنسان يحتفل مع أصحابه في المنزل، فهو بين خيارين؛ إما مؤانسة الضيوف، أو تنظيف المنزل.