ظاهرة فريدة للفراشات المهاجرة
- 812
شكلت ظاهرة الفراشات المهاجرة التي ملأت سماء سورية، خلال الأسبوع الماضي، حالة فريدة، كونها غير مألوفة في المنطقة، مثيرة تساؤءلات كثيرة لدى المواطنين.
وفي محاولة للإجابة عن هذه التساؤلات، لفت الباحث البيئي في مؤسسة الاستكشاف إياد السليم في تصريح لمراسلة "سانا"، إلى أن هذه الظاهرة هي "نعمة وليست نقمة"، وإن كانت غير اعتيادية، ويمكن أن تحدث كل 20 أو 30 سنة، موضحا أن السبب الرئيس لحدوثها، كمية الأمطار الغزيرة غير المتوقعة منذ بداية موسم الشتاء، التي هطلت في المناطق الصحراوية شمال إفريقيا وشمال شبه الجزيرة العربية والأردن والعراق، الأمر الذي ساهم في انتشار الغطاء النباتي والمروج الخضراء بسرعة.
تابع السليم أن هذا الأمر هيأ الأجواء الملائمة لتكاثر الفراشات بأعداد كبيرة، لتتم عملية "تفقيس بيوض فراشة الخباز"، وهو الاسم الذي يطلق عليها في مناطقنا في حين تعرف عالميا باسم "السيدة الملونة"، وتقدر أعدادها بالملايين مقدرا عدد الفراشات التي عبرت سورية في طريق هجرتها بنحو ثلاثة ملايير فراشة خلال الأيام الثمانية الماضية.
أكد السليم أن الكثير منها مات نتيجة البرد الذي تساقط خلال فترة مرورها، إضافة إلى أنه في الظروف القاسية يموت نحو 70 بالمئة منها، في حين تنخفض هذه النسبة في الحالة الجوية غير الباردة إلى 40 بالمئة، موضحا أن متوسط عمر الفراشة لا يتجاوز العشرين يوما، وأن كل واحدة تضع نحو 500 بيضة، كما أن الجيل الجديد هو من يكمل مسيرة الهجرة.
أوضح السليم أن فراشات الخباز هي الأكثر انتشارا وشهرة في العالم، وهي فراشات نهارية مفيدة وغير ضارة، كما يشاع، وليس لها أي تأثير سواء على النظام البيئي أو على النبات والأزهار أو حتى على الصحة العامة للأفراد، إضافة إلى أنها النوع المعتمد في الجامعات ومراكز الأبحاث لإجراء الدراسات والبحوث العلمية المختلفة.