قبيلة يعيش سكانها حتى 145 سنة
- 3547
تعيش قبيلة هونزا بمنطقة جبال الهيمالايا، المنعزلة عن العالم أجمع، وتتبنى أساليب حياتية بسيطة، تتيح لهما التنعّم بصحة جيدة، وعمر مديد يصل إلى 145 عامًا، وتعدّ واحدة من أكثر المجتمعات سعادة على وجه الأرض، فضلًا عن أنّ الأمراض لا تعرف إلى مجتمعهم سبيلا، فلم يظهر بينهم مصاب بأيّ من أمراض القلب، أو السرطان، أو السكر، أو البدانة، أو ضغط الدم، أو أي أوبئة وأمراض مزمنة ظهرت وتفشت في العالم في الماضي والحاضر.
الدكتور روبرت ماكريسون، هو أول من كتب عن القبيلة في كتاب تلاه مقالة نشرها بدورية "جاما" عام 1961، وثّق من خلالها العمر الافتراضي لقبيلة هونزا، ثم قام برحلة إلى الوادي الذي تعيش على ضفافه القبيلة لدراسة خصائصها عن كثب، والأسرار وراء كونها المجتمع الأفضل صحة والأطول عمرًا على مستوى العالم، حسب موقع "ذا سبريت ساينس".
وتوصّل ماكريسون إلى العنصر الأساسي في النظام الغذائي لقبيلة الهونزا، ألا وهو حبات المشمش المجفّفة، التي تشكّل الجزء الأكبر من السعرات الحرارية التي تكتسبها أجسادهم، ولأنهم لا يصابون قط بمرض السرطان، عكف العلماء على دراسة خصائص الثمار المجففة التي يعتمدون عليها في غذائهم، وأدرجوها ضمن برنامج علاجي يقوم على هذه الثمار لمرضى السرطان، ورغم فاعلية البرنامج، أقدمت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على حظره.
متوسط أعمار الهونزا تتخطى حاجز المائة عام، ويتمتّع نساؤها ورجالها بالخصوبة التي تمكّنهم من الإنجاب حتى عمر الثمانين والتسعين، مما دفع الباحثين إلى تسجيل كلّ الأطعمة التي يتناولها أفراد القبيلة بانتظام وكانت كالتالي الفاكهة الناضجة، والخضروات مثل البطاطس والجزر والخضروات الورقية الداكنة، اللفت، القرع، التفاح، العليق، الكرز، الكمثرى، الخوخ، المشمش، ومن المكسرات تتناول الهونزا البندق، اللوز، ويستخدمون الزيوت المشتقة منه، أما البروتين فيتناوله أفراد القبيلة من خلال الألبان، الدجاج، الزبادي والجبن، ومن الحبوب يتناولون الحنطة السوداء، الدخن، الشعير والقمح.
ومن بين الأسرار الأخرى التي تكمن وراء قبيلة الهونزا، ميلهما لتناول كميات أقل من الطعام، فأفرادها لا يتناولون في اليوم سوى وجبتين فقط، ويمارسون الأعمال التي تتطلب مجهودا عضليا، إلى جانب تخصيصهم فترة للصيام تمتد لسبعة أيام خلال فصل الربيع من كل عام، وآخر الأسباب يتمثل في ممارستهم تمارين اليوغا بانتظام.